“جحيم غير صالح للحياة”.. لمحة مرعبة عن مستقبل الأرض!
قدمت دراسة جديدة لمحة مرعبة عن مستقبل كوكبنا، من خلال محاكاة “تأثير الاحتباس الحراري الجامح”.
ويقول الباحثون إن الأرض يمكن أن تصبح قريبا “جحيما غير صالح للحياة”، تماما مثل كوكب الزهرة.
ويتوقع الخبراء أن تأثير الاحتباس الحراري الجامح على الأرض يمكن أن يكون على بعد بضع مئات من السنين فقط، أو حتى أقل من ذلك.
وقاد علماء فلك في جامعة جنيف (UNIGE) الدراسة الجديدة، بإشراف مختبرات CNRS الفرنسية في باريس وبوردو.
ويحذرون من “تبخر المحيط السطحي بأكمله” للأرض، وكذلك “الزيادة الهائلة في درجات حرارة السطح العالمية”.
ويقولون في ورقتهم البحثية: “هذا أحد السيناريوهات التي تهدف إلى شرح الفرق بين الأرض وبداية كوكب الزهرة”.
ويُعرف كوكب الزهرة باسم “التوأم الشرير” للأرض كونه صخري وبالحجم نفسه تقريبا، لكن متوسط درجة حرارة سطحه يبلغ 465 درجة مئوية.
وبفضل غلافه الجوي الكثيف، يعتبر كوكب الزهرة أكثر سخونة من عطارد، على الرغم من أن الأخير يدور بالقرب من الشمس.
وعلى الرغم من أن الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان معروفة بأنها تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن معدي الدراسة يقولون إن تأثير الاحتباس الحراري الجامح على الأرض يمكن أن يحدث بالفعل بسبب بخار الماء، وهو أحد الغازات الدفيئة الطبيعية.
ويمنع بخار الماء الإشعاع الشمسي الذي تمتصه الأرض من العودة نحو الفراغ في الفضاء، لأنه يحبس الحرارة.
ويزيد تأثير الاحتباس الحراري من تبخر المحيطات، وبالتالي يؤدي إلى زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي.
وقال المعد الرئيسي غيوم شافيروت، من جامعة UNIGE: “هناك عتبة حرجة لهذه الكمية من بخار الماء، وبعدها لا يمكن للكوكب أن يبرد”.
ومع النماذج المناخية الجديدة، حسب الباحثون أن زيادة طفيفة جدا في إشعاع الشمس ستؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الأرض العالمية، لا تتجاوز بضع عشرات من الدرجات.
ويزعمون أن هذا سيكون كافيا لإثارة الاحترار على الأرض، وجعل كوكبنا غير مضياف مثل كوكب الزهرة.
وحدد الباحثون العملية المكونة من ثلاثة أجزاء، والتي يقولون إنها يمكن تطبيقها على أي كوكب به محيطات، حتى الكواكب الخارجية.
أولا، بافتراض أن سطح المحيط سائل في البداية، هناك مرحلة تبخر تُثري الغلاف الجوي ببخار الماء.
ثانيا، عندما يُعتبر المحيط متبخرا بالكامل، هناك “مرحلة انتقالية جافة” ترتفع خلالها درجة حرارة السطح بشكل كبير.
ثالثا، ينتهي التطور بحالة ساخنة ومستقرة، وهو ما كان عليه كوكب الزهرة خلال الـ 700 مليون سنة الماضية، وفقا لتقديرات الخبراء.
نشرت النتائج في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية.