رأي

تيك توك: عودة موقتة في انتظار… ترامب؟

كتب علي عواد, في “الأخبار” :

يبدو أن الأمور قد بدأت بالتحسن لدى شركة تيك توك بعد تدخل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي وعد بتقديم ضمانات للشركات التي تستضيف وتوزع التطبيق. ووفقاً لتصريحات الشركة المالكة للتطبيق، «بايت دانس» الصينية، فإن تيك توك استأنف عمله تدريجاً بعد فترة انقطاع خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وأشادت تيك توك بتوفير ترامب «الوضوح اللازم» بشأن المسؤوليات القانونية التي قد تواجهها الشركات المزودة للخدمة.

لكن عودة التطبيق إلى العمل لم تكن كاملة، إذ بقي غير متوفر على متاجر التطبيقات مثل «آبل» و«غوغل». وأكدت «آبل» أنها ملتزمة باتباع القوانين المحلية التي تحكم عملها، مما جعل المستخدمين غير قادرين على تحميل أو تحديث التطبيق. ومع ذلك، وعد ترامب بإصدار أمر تنفيذي لتمديد المهلة الزمنية اللازمة لحل الأزمة القانونية، مما يتيح الفرصة للوصول إلى اتفاق يضمن استمرار عمل التطبيق مع الحفاظ على أمن البيانات داخل الولايات المتحدة.

نصف تيك توك لترامب؟
طرح ترامب فكرة إنشاء مشروع مشترك بين مالكي تيك توك الحاليين وشركاء أميركيين، يعطي للولايات المتحدة حصة تصل إلى 50 في المئة من هذا المشروع. وأكّد أنّ هذا الاتفاق سيحمي التطبيق ويعزز قيمته. على الجانب الآخر، انتقد بعض المشرعين الجمهوريين تمديد المهلة الزمنية المقترحة، معتبرين أنهّا تفتقر إلى أساس قانوني. كما أثارت القضية مشكلات بين الأوساط السياسية والاقتصادية حول دور الصين وتأثيرها على التكنولوجيا العالمية، إلى جانب التحديات التي تواجهها إدارة البيانات وحماية الخصوصية في العصر الرقمي.

إكس مقابل تيك توك
خلال الأيام الماضية، انتشرت معلومة تقول إن المسؤولين الصينيين ناقشوا إمكانية بيع التطبيق لإيلون ماسك في حال أجبرت المنصة على الإغلاق في الولايات المتحدة، نفى تيك توك ذلك، مؤكداً أن هذه التقارير «خرافة بحتة». وجاء هذا التصريح رداً على تقارير من «بلومبرغ» و«وال ستريت جورنال» أفادت بأن بكين كانت تفكر في السماح لماسك بالاستثمار في أو السيطرة على الأصول الأميركية لتطبيق تيك توك.

في تغريدة له أمس، قال إيلون ماسك إنه كان ضد حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة منذ البداية، مؤكداً أن هذا الحظر يتناقض مع مبادئ حرية التعبير. ولكن في الوقت نفسه، طرح ماسك قضية عدم التوازن في التعامل مع المنصات الرقمية بين الولايات المتحدة والصين، مشيراً إلى أن تطبيق تيك توك يُسمح له بالعمل في أميركا، في حين أن منصته «إكس» غير مسموح لها بالعمل في الصين، وأن هذه الحالة، في نظره، غير متوازنة وتحتاج إلى تغييرات في السياسات التجارية بين البلدين.

إيلون ماسك ضد حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة منذ البداية

هذه الملاحظة التي طرحها ماسك تفتح الباب لمقارنة أوسع بين الصناعات التكنولوجية والصناعات الأخرى، مثل صناعة السيارات الكهربائية. على الرغم من أن شركات السيارات الأميركية مثل «تسلا» التي يملكها ماسك، تُباع بشكل طبيعي في السوق الصينية، إلا أن شركات السيارات الكهربائية الصينية، مثل BYD وغيرها، تُمنع من دخول السوق الأميركي.

ما يعبر عنه إيلون ماسك يتناقض بشكل كبير مع السياسات الاقتصادية التي تتبعها الولايات المتحدة في الوقت الحالي، والتي تقترب من مرحلة تصعيدية على الصعيد التجاري مع الصين. في الوقت الذي يُطالب فيه ماسك السماح لتطبيق «إكس» العمل في الصين، يترقب العالم بدء أكبر عملية رفع للتعريفات الجمركية على الصين تحت إدارة الرئيس ترامب. هذه السياسات لا تقتصر على التعريفات الجمركية، بل تشمل أيضاً منع وصول الشرائح الإلكترونية المتقدمة الخاصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي إلى الصين، مما يعد بمثابة قيود صارمة على التكنولوجيا الصينية المتطورة. في ظل هذه السياسات، لا يبدو أن هناك مجالاً للمقارنة بين الموقفين، إذ تستمر الولايات المتحدة في تشديد قبضتها على الشركات الصينية عبر طرق متنوعة. لذا، إذا كان ماسك يطمح بالفعل إلى فتح الخطوط مع الصين، فإنه ربما بحاجة إلى التحدث مع الرئيس المنتخب ترامب قبل أي شخص آخر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى