صدى المجتمع

«تيتانيك 2 أفضل بكثير من الأصلية»… مزحة أم دعاية؟

ليست المرّة الأولى التي يتعهّد فيها الملياردير وصاحب مناجم المعادن الأسترالي كلايف بالمر ببناء سفينة «أفضل بكثير من الأصلية»، قاصداً «تيتانيك» المنكوبة، ليعود ويكشف النقاب عن تصاميم لمشروعه «تيتانيك 2» مجدداً.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في لندن، سُئل عمّا إذا كان المشروع مزحة أم حيلة دعائية، أجاب بالمر بأنّ ذلك «هراء حقاً»، ولديه «المال الكافي لبناء تيتانيك 10 مرات»، وشركته «بلو ستار لاين» ستبني «سفينة الحبّ والفخامة المتناهية»، رغم إقراره بعدم الحصول بعد على حوض بناء السفن.

منذ إطلاقه الوعود، خدم بالمر مدّة عضواً برلمانياً في الحكومة الفيدرالية، وألغى، ثم أعاد تأسيس حزب سياسي، وأنفق ملايين الدولارات على سِجالات قانونية، ومشاريع سياحية، وحملات انتخابية باهظة.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد عُلِّق العمل على «تيتانيك 2» عام 2015 بعد نزاع مالي بين إحدى شركاته وشركة صينية، مما أوقف التمويل. وأعلن بالمر عن المشروع مجدداً عام 2018 مع تاريخ مُقتَرح للإبحار عام 2022. والآن، حمَّل جائحة «كوفيد – 19» مسؤولية التأخير، قائلاً إنه ينبغي تصديقه هذه المرّة لأنه «لديه مزيد من المال».

وقف بالمر (70 عاماً) أمام ميناء سيدني، وألمح إلى أنه يمكن أن يموت من دون أن «يفعل شيئاً».

وقال: «لذا يمكنني بناء (تيتانيك). سأفعلها. إنه أمر أكثر متعة من الجلوس في المنزل وعدّ أموالي».

وأعرب عن ثقته بإمكان تأمين حوض بناء السفن «في الوقت المناسب لبدء بنائها في وقت مبكر العام المقبل، مع رحلة الافتتاح الرئيسية للسفينة من ساوثهامبتون إلى نيويورك، المقرَّرة في يونيو (حزيران) 2027»، محاكاةً لرحلة السفينة الأصلية.

وأوضح أنّ عروض البناء ستبدأ في يونيو، مع توقيع العقود بحلول ديسمبر (كانون الأول)، مقدّراً تكلفة السفينة البالغ وزنها 56 ألف طن، بين 500 مليون ومليار دولار.

وبينما لم تكن ثمة سفينة حقيقية في الأفق -على الأقل حتى الآن- عُرض فيديو مدّته 5 دقائق لتصوّرات ثلاثية الأبعاد مُفصَّلة لجميع الطبقات التسع من سفينة «تيتانيك 2».

وقال بالمر إنه سيجلب بعض «أفضل المصمّمين لصناعة السفن السياحية في العالم»، لتحتوي على التصاميم الداخلية عينها، وتصميم الكبائن كما السفينة الأصلية، بما فيها صالة الرقص، وحمّام السباحة، والحمّامات التركية.

صاحبت موسيقى مقطوعة «الدانوب الأزرق» للموسيقار يوهان شتراوس، الفيديو الذي تضمّن رسوماً حاسوبية ثلاثية الأبعاد لأشخاص يرتدون ملابس تعود للفترة الزمنية الأولى في القرن العشرين، وقدَّم التفاصيل الفنية لمواصفات السفينة، بما فيها «نظرة عامة على قوارب النجاة». وكما هو معروف، اصطدمت السفينة الحقيقية «إر إم إس تيتانيك» بجبل جليدي في أثناء رحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي، وغرقت في 15 أبريل (نيسان) 1912، مما أسفر عن وفاة نحو 1500 راكب وأفراد الطاقم.

وأصبح هذا الحدث أسطورياً بعد إصدار الفيلم الرومانسي الشهير للمخرج جيمس كاميرون عام 1997، من بطولة ليوناردو ديكابريو وكيت وينسلت في دورَي العاشقَيْن «جاك» و«روز». وفي حديثه مع الصحافيين، قال بالمر إنّ قصة حبّهما «تمسّ جميع القلوب». وأضاف: «نأمل لـ(تيتانيك 2) أن تحفِّز إحياء بعض تلك القيم وتقود إلى السلام».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى