توصيات المؤتمر التربوي الـ45.. لا جديد من دون تطبيق؟

كتبت أ. د. بهيجة بهبهاني في صحيفة القبس.
عقدت فعاليات «المؤتمر التربوي الـ45»، الذي تقيمه جمعية المعلمين تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بتاريخ 14/10/ 2024 تحت شعار«التعليم في الكويت.. إشكاليات حالية ومسارات مستقبلية». واعلنت جمعية المعلمين عن عدة توصيات للمؤتمر تضمنت توصيات عامة واخرى تتعلق باعداد المعلم والمناهج الدراسية وغيرها. واغلبها تتقارب في مضمونها مع توصيات المؤتمرات التربوية السابقة، والتي تركن في الادراج ولا تتحول الى ارض الواقع لتحقق تطويرا وارتقاء بمجال التربية والتعليم. وغالبا ان اعداد الكتب الدراسية للمراحل التعليمية الثلاث تتم من قبل المعلمين بوزارة التربية ومن دون الاستعانة بالهيئة التدريسية بكليات اعداد المعلم مما يوجد فجوة بين ما يتم تدريسه للمتعلمين بالكليات وهم المعلمون لاحقا وبين ما يتم تدريسه للتلاميذ بالمراحل التعليمية المختلفة.
ان من الامور الاساسية في مجال التربية وتطوير التعليم ما يكمن في صياغة رؤى استشرافية في عملية الإصلاح والتطوير التربوي بناء على المستجدات العالمية، ومن ثم البحث في تأثير هذه المستجدات على ميدان العمل التربوي والتعليمي، وكذلك في اساليب تطوير مكونات العملية التربوية الحديثة (الأهداف، المحتوى، طرق التدريس والأنشطة والتقنيات)، مع التركيز على تحسين نظم التعلم الرقمي واستراتيجياته المتنوعة وتطوير استخداماتها فى تقديم المحتوى العلمي والعملي داخل الصفوف الدراسية، وذلك من خلال العمل على تطوير كفايات المعلم في ضوء معطيات العصر التقني والاتجاهات العالمية المعاصرة في بناء المناهج وتطويرها. كما يجب على المسؤولين عن التربية والتعليم العمل الجاد على التواصل مع الخبرات المحلية والدولية في مجال الدراسات التربوية المعاصرة ليكون التعليم لدينا مواكبا للتعليم العالمي. وبات حاليا من الضروري توظيف الذكاء الصناعي في تحديد ما يعانيه الطلبة داخل المؤسسات التعليمية وكيفية العمل على ايجاد الحلول لها وتحقيق الصحة النفسية لديهم.
ان المعلم – في اعتقادي – هو حجر الاساس في العملية التعليمية – لذا يجب علي وزارة التربية التركيز على جودة إعداده وتوفير جميع الامكانات التعليمية العصرية له ليكتسب الجديد من نظريات التربية واساليب التدريس ويساهم بكفاءة في اعداد المناهج الدراسية واعداد الكتب الدراسية واستخدام التقنيات الحديثة في التعليم. فالمعلم هو من يتواصل مع المتعلم يوميا ويصغي الى مشاكله ويحلها، فامنحوا المعلم حقه من المكانة العالية والتقدير المعنوي والمادي المناسبين لعطاءاته المتميزة وجودة انتاجيته، فهكذا يتم تطوير التربية والتعليم.