توتنهام قد يكون الحل الأمثل لأزمة غالاغر وتشيلسي.
سيكون لاعب الوسط الإنجليزي كونور غالاغر محط اهتمام الأندية في صراع محتمل للتوقيع معه، وقد يحفز ترحيب تشيلسي بالنظر في العروض المقدمة للشاب البالغ من العمر 23 على سنة اندلاع سباق بين توتنهام ووست هام بعد أن حددت إدارة “البلوز” قيمة انتقال غالاغر بمبلغ 50 مليون جنيه استرليني (64.9 مليون دولار)، بعدما رفضت عرضاً بقيمة 40 مليون جنيه استرليني (51.9 مليون دولار) من “الهامرز” لضم اللاعب الدولي الإنجليزي بعد رحيل ديكلان رايس إلى أرسنال.
غالاغر ليس لاعب الوسط المحوري الوحيد الذي يقع ضمن دائرة اهتمامات وست هام هذا الصيف، إذ ربطت التقارير أيضاً جيمس وارد بروس وسكوت ماكتوميناي وإدسون ألفاريز بالانتقال إلى صفوف “الهامرز” من ساوثهامبتون ومانشستر يونايتد وأياكس على التوالي.
وبينما قد يكون البعض في تشيلسي حريصاً على رؤية غالاغر يواصل مسيرته في نادي غرب لندن، فإن القرار المحتمل للمدرب ماوريسيو بوتشيتينو بالاعتماد على خطة (4 – 2 – 3 – 1) في “ستامفورد بريدج” يعني أنه لا مكان للاعب الشاب في التشكيلة الأساسية حالياً، ولذلك ليس من المفاجئ أن غالاغر ليس جزءاً من خطط بوتشيتينو المستقبلية.
قد يكون وست هام مهتماً بضم لاعب الوسط، لكن من الممكن أن ينجح غالاغر حقاً في توتنهام، بالطبع سيتطلب ذلك من تشيلسي التفاوض في شأن انتقال لاعب من أكاديميته إلى منافس مباشر، ليصبح بذلك اللاعب الرابع الذي ينتقل من تشيلسي إلى توتنهام في عصر الدوري الإنجليزي الممتاز، والأول منذ كارلو كوديتشيني في يناير (كانون الثاني) 2009.
وعلى رغم أن الكثير قد يستهزئ بفكرة انتقال لاعب إلى النادي الغريم، فإن غالاغر سيتألق تحت قيادة المدرب أنغي بوستيكوغلو، فلا شك في أن أفضل نظام لعب يناسب لاعباً بمهارات غالاغر هو تشكيلة (4 – 3 – 3)، إذ سبق أن تألق على جانبي لاعب الوسط المحوري في نادي كريستال بالاس ضمن خطة (4 – 3 – 3) تحت قيادة باتريك فييرا، والجزء الذي جعله غير قادر على تكرار هذه الأداءات مع تشيلسي الموسم الماضي هو أنه لعب إما في مركز (10) أو ضمن وسط ثنائي، وهو ما لم يمنحه فرصة لتقديم أفضل ما لديه.
وتشير التقارير إلى أن وست هام قد يستهدف ضم غالاغر كبديل محتمل لبيير إميل هويبييرغ إذا رحل إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، لكن مع اعتبار الدنماركي البديل الطبيعي لإيف بيسوما كلاعب وسط محوري دفاعي، بينما سيكون لاعب تشيلسي أكثر ملاءمة في أحد مركزي خط الوسط على جانبي لاعب المحور.
وبهذا الدور سيكون بوسع غالاغر أن يظهر أفضل مهاراته سواءً بالكرة أو من دونها في تكتيك (4 – 3 – 3) إذ إن غالاغر ليس لاعباً مميزاً في استرجاع الكرات أو صانع أهداف، وإنما هو لاعب يغطي جميع أرجاء الملعب ويركز على التحرك بين مناطق الهجوم والدفاع للمساعدة في كلا الجانبين.
إنه رقم “ثمانية” مثالي لفريق يمتلك اثنين من لاعبي الوسط بمهمات الرقم “ثمانية” في تكتيك بوستيكوغلو للموسم المقبل، مع الصفقة الجديدة جيمس ماديسون الذي سيلعب في أحد هذين المركزين.
هنا سيكون بإمكان غالاغر أن يظهر أفضل مهاراته سواءً في الدفاع أو الهجوم، إذ سيكون قادراً على المشاركة في الدفاع والمساعدة في حماية الخط الخلفي، حيث يمتلك متوسطاً من التدخلات وقطع الكرات يبلغ 2.6 و 1.3 على التوالي في كل 90 دقيقة لعب وفقاً لموقع “هو سكورد”، وقد يكون هذا جزءاً من التفكير الذي يجعله مناسباً كلاعب محوري دفاعي في تكتيك (4 – 3 – 3)، ولكن ذلك قد يحرم غالاغر من الفرصة للتقدم إلى الأمام ودعم الهجوم.
وسيكون غالاغر قادراً على التقدم بالكرة بعد أن أظهر أداءاً متواضعاً بتنفيذ 1.3 مراوغة ناجحة في كل 90 دقيقة مع فريق تشيلسي المضطرب في الموسم الماضي، وبذلك لن تكون لدى توتنهام القدرة على استغلال تميزه الأساسي في اللعبة.
في فريق توتنهام الذي يعتمد على الضغط العالي ستظهر أفضل صفات غالاغر حقاً، إذ يسهم بفعالية في مساعدة فريقه ولديه مستوى لياقة عال يسمح له بفعل ذلك بمستوى متميز طوال 90 دقيقة، وعلى رغم أن هذا قد يكون الوضع أيضاً في وست هام، إلا أن تفضيل ديفيد مويس لتكتيك (4 – 2 – 3 – 1) يعني أن المشكلات نفسها التي نشأت في تشيلسي تحت قيادة بوتشيتينو قد تقلل من تأثيره المحتمل في نادي شرق لندن.
على الأقل مع توتنهام تحت قيادة بوستيكوغلو، نعلم أن الفريق سيستخدم تكتيك (4 – 3 – 3)، وقد يوفر ثلاثي الوسط المحتمل المكون من غالاغر وبيسوما وماديسون مزيجاً مثالياً من الإبداع والعمل الجاد والحلول الدفاعية.
ويمتلك توتنهام عدداً من اللاعبين الذين يمكنهم اللعب في هذا الدور، لا سيما جيوفاني لو سيلسو وتانغي ندومبيلي، لكن الثنائي يواجه صعوبات منذ وصولهما البارز من ريال بيتيس وليون على التوالي.
وسيوفر غالاغر على الأقل خبرة وافرة في الدوري الإنجليزي الممتاز وهو ما سيساعد توتنهام في تحقيق متطلبات الدوري للاعبين المحليين، وإذا احتاج الفريق إلى لاعب رقم “ثمانية” آخر لاستكمال خط الوسط، فسيكون غالاغر إضافة مثالية.