رأي

تنمّر جمركي

كتبت كاتيرينا زاكلازمينسكايا، في “إزفيستيا”:

لم يفاجئ بكين برود العلاقات بين واشنطن وبروكسل بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ومنذ العام 2024، بدأ شي جين بينغ في تعزيز استباقي للحوار السياسي مع الاتحاد الأوروبي. زار الزعيم الصيني فرنسا وصربيا والمجر. وكانت هذه أول زيارة له إلى الاتحاد الأوروبي بعد انقطاع دام خمس سنوات. والتقى شي زعماء هذه الدول، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

ومن الصعب التنبؤ بالتطورات المستقبلية للحوار التجاري والاقتصادي بين الصين والاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن ينشأ سيناريو سلبي وفرض الرسوم الجمركية الأمريكية الموعودة البالغة 20% على الاتحاد الأوروبي. وفي هذه الحالة، سوف تضطر بكين وبروكسل إلى تقارب أوثق بينهما، والسعي إلى إيجاد أفضل الظروف للتعاون الثنائي.

في الوضع الحالي، يتعين على بروكسل أن تتخذ خطوات عملية. ومهما تكن تطورات حرب الرسوم الجمركية، ستضطر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع بكين، لأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن سياستها في احتواء الصين. والصين، في المقابل، لن تتخلى عن محاولاتها إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها في دول ثالثة.

في المقابل، تسعى بكين إلى العثور على مَن يفكرون بشكل مشابه لها وإنشاء اتحاد “مناهض للرسوم الجمركية”. وهكذا، فإن أية نوايا من جانب واشنطن لعزل الصين محكوم عليها بالفشل، حيث أصبحت الصين الآن الشريك التجاري الأكبر لمعظم دول العالم. والرغبة في استبعاد الصين من السلاسل العالمية من شأنها أن تضر بالاقتصادات الوطنية لهذه البلدان، بسبب عدم وجود بديل للصين، كما ستضر بالمواطنين العاديين الذين سيفقدون فرصة شراء السلع الصينية المألوفة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى