أبرزرأي

تنصيب ترامب… لحظة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة

كتبت د. دانة العنزي في صحيفة الراي.

شهدت العاصمة الأميركية، واشنطن، في 20 يناير 2017، مراسم تنصيب دونالد ترامب، كرئيس للولايات المتحدة، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ البلاد. الحدث الذي تابعه ملايين الأميركيين والعالم أجمع، مثّل لحظة تاريخية فارقة في مسار السياسة الأميركية، في ظل شخصية مثيرة للجدل وصعود خطاب سياسي غير تقليدي.

بدأت الاحتفالات بتنصيب ترامب بجلسة رسمية عُقدت أمام مبنى الكابيتول، حيث أدى ترامب القسَم الدستوري، متعهداً بالوفاء للدستور الأميركي وحماية مصالح البلاد. الحفل حضره العديد من الشخصيات البارزة، من ضمنهم رؤساء سابقون، أعضاء الكونغرس، وقادة عالميون.
في خطابه الأول كرئيس، أكد ترامب على رؤيته السياسية التي تمحورت حول شعار «أميركا أولاً».

ركز على إعادة الوظائف إلى الطبقة العاملة الأميركية، ووقف التدهور الاقتصادي الذي ألقى باللوم فيه على العولمة واتفاقيات التجارة غير العادلة. قال ترامب: «من اليوم فصاعداً، ستكون رؤية جديدة هي التي تحكم بلادنا: أميركا أولاً».

على الصعيد المحلي، أثار تنصيب ترامب انقساماً حاداً بين الأميركيين. فقد رحبت شرائح واسعة من الناخبين، خصوصاً في الولايات التي عانت من التراجع الاقتصادي، بوصوله إلى البيت الأبيض. في المقابل، شهدت بعض المدن مظاهرات احتجاجية تعبيراً عن رفض سياساته وخطابه.

دولياً، تنوعت ردود الأفعال بين الترحيب الحذر والتخوف من التغيرات المتوقعة في السياسة الخارجية الأميركية. فقد أبدت دول الاتحاد الأوروبي قلقها من انعزالية ترامب، في حين رحبت دول أخرى بوعوده بتحسين العلاقات الثنائية.

كان أمام ترامب جملة من التحديات مع بدء ولايته، أبرزها تحسين البنية الاقتصادية للولايات المتحدة، تعزيز الأمن القومي، وإعادة صياغة العلاقات الدولية. كما واجه أسئلة حول التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي في الانتخابات، ما ألقى بظلاله على بداية رئاسته.

تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة شكل بداية فصل جديد في السياسة الأميركية، اتسم بالجرأة والتحديات. وبينما احتفل أنصاره بالوعد بالتغيير، اعتبر معارضوه أن فترة رئاسته ستكون اختباراً للديمقراطية الأميركية ولقدرة النظام السياسي على استيعاب خطاب غير تقليدي. ومع مرور السنوات، يظل هذا اليوم لحظة مفصلية في التاريخ الأميركي الحديث.

ومع تأدية ترامب القسَم كرئيس للولايات المتحدة الأميركية يوم 20 من يناير الجاري، فهل تختلف ولاية الرئيس السابع والأربعين عن سابقتها الأولى، أو بالأحرى مسار ترامب «الأول» عن ترامب «الثاني»؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى