رأي

تقرير ستوكهولم وخطر انتشار النووي

كتب ذكي بن مدردش في صحيفة إندبندنت عربية.

أطلق تقرير ستوكهولم الأخير تحذيراً صارخاً في شأن الخطر المتزايد لانتشار الأسلحة النووية التي باتت ناقوس خطر يهدد السلام والاستقرار العالميين. ووفقاً للتقرير، فإن عدد الدول التي تمتلك أسلحة نووية أو تسعى إلى امتلاكها في ازدياد، مما يشكل تهديداً خطراً على مستقبل البشرية.

ويعدّ التقرير بمثابة تقييم شامل للوضع النووي الحالي، ويسلط الضوء على كثير من المخاوف الرئيسة، بما في ذلك:

-ازدياد برامج الأسلحة النووية، تواصل دول عدة مثل كوريا الشمالية وإيران تطوير برامجها النووية، مما يثير قلق المجتمع الدولي.

-انتشار التكنولوجيا النووية، تزداد سهولة الوصول إليها، مما يضاعف خطر وقوعها في أيدي جماعات متطرفة أو دول معادية.

-الحوادث النووية، تشكل الحوادث النووية مثل كارثة فوكوشيما خطراً كبيراً على الصحة العامة والبيئة.

-التهديدات الإرهابية، تشكل الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية تهديداً خطراً على الأمن العالمي.

معالجة المخاوف

يقدم التقرير مجموعة من التوصيات لمعالجة هذه المخاوف، بما في ذلك:

-تعزيز معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تعدّ المعاهدة حجر الأساس لنظام منع انتشارها، ويجب تعزيزها من خلال انضمام مزيد من الدول إليها.

-تعزيز التعاون الدولي، يجب على الدول العمل معاً لتعزيز التعاون في مجال مكافحة انتشار الأسلحة النووية وتبادل المعلومات وتطوير تقنيات جديدة لمنع انتشارها.

-دعم نزع السلاح النووي، يجب على الدول الاستمرار في دعم خفض الأسلحة النووية، مع التركيز على إزالتها من العالم.

-تعزيز الوعي العام، يجب على المجتمع الدولي العمل على تعزيز الوعي العام بأخطار الأسلحة النووية ودعم ثقافة السلام ونزع السلاح.

نداء عاجل

إن تقرير ستوكهولم يمثل نداءً عاجلاً للعمل من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية، ويجب على جميع الدول العمل معاً لمعالجة هذه المخاوف الخطرة وضمان مستقبل آمن ومستدام للبشرية.

إلى جانب التوصيات المذكورة في التقرير، هناك بعض الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها لمعالجة خطر انتشار الأسلحة النووية:

دعم البحث والتطوير في مجال تقنيات منع انتشار الأسلحة النووية، إذ يمكن أن تساعد تقنيات جديدة مثل تقنيات الكشف عن المواد النووية ومنعها في تقليل خطر انتشار الأسلحة النووية.

كذلك يجب دعم المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعمل على منع انتشار الأسلحة النووية وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

خلفية عن التقرير

معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) هو مؤسسة مستقلة تعنى بأبحاث السلام والأمن الدوليين، وينشر المعهد تقارير سنوية حول قضايا الأسلحة النووية، بما في ذلك حجم الترسانات النووية وتوزيعها وبرامج تطوير الأسلحة النووية وجهود منع انتشارها.

تقرير عام 2024 هو الـ19 في سلسلة من التقارير السنوية حول الأسلحة النووية، فيقدم تحليلاً شاملاً للوضع النووي الحالي، مع التركيز على الاتجاهات الأخيرة في برامجها وسياسات منع الانتشار والأخطار النووية.

النقاط الرئيسة للتقرير

-ازدياد عدد الرؤوس النووية، فقدّر المعهد عددها في العالم بـ13400 رأس نووي عام 2023، مما يمثل زيادة طفيفة عن 2022.

-برامج تحديث الأسلحة النووية، إذ تواصل الدول النووية تحديث ترساناتها وتطوير أنظمة أسلحة جديدة.

-تراجع جهود منع الانتشار ومواجهتها عدداً من التحديات خلال الأعوام الأخيرة، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى (INF) وتزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

قلق أممي

أثار التقرير قلقاً كبيراً من قبل المجتمع الدولي، فحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “العالم يقترب من حافة الهاوية النووية” ودعا إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل أخطار الحرب النووية”.

يبقى القول إن تقرير ستوكهولم هو تذكير قوي بأن خطر انتشار الأسلحة النووية لا يزال حقيقياً ومهماً، ويجب على جميع الدول العمل معاً لتعزيز جهود منع انتشارها وخلق عالم أكثر أماناً.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى