رأي

تفاؤل… لكن حذر

كتب م. عادل الجارالله الخرافي في صحيقة السياسة :

مع تعيين الشيخ الدكتور محمد صباح السالم رئيسا لمجلس الوزراء، وبعد أن هنأته، غردت مجموعة تغريدات كانت كلها تصب في ضرورة اختيار مجلس وزراء من ذوي الكفاءة، والخبرة، ورجال دولة، وليس موظفين كبارا بدرجة وزير.
كذلك أهمية إعداد برنامج عمل حكومي واقعي، واتخاذ قرارات تنفيذية جريئة، تنتشلنا من وضعنا الحالي إلى وضع واعد، نرى فيه ضوءا مشرقا في آخر النفق.
حقيقة الأمر، أن تلك التغريدات لا جديد فيها، فهي أفكار وتمنيات لطالما كنا نكررها مع كل مجلس وزراء جديد، لعل وعسى أن نرى جديدا يأخذنا إلى آفاق جديدة.
غير أنني، هذه المرة، متفائل، والتكرار كان نابعا من هذا التفاؤل، فنحن هذه المرة أمام رئيس مجلس وزراء بمواصفات وسمات نتوسم فيها الخير، جمعت بين العلم والمعرفة والخبرة وبياض الثوب، والقدرة على الجرأة والإقدام، وهو ما نريده في هذه المرحلة، بل هو كل ما نحتاجه لمواجهة تحديات مزمنة وإشكاليات متكررة، نتج عنها الكثير من عدم الاقدام، وكذلك الفرص الضائعة.
لزاما أن أؤكد هنا، أن مشكلاتنا ليست معضلات مستعصية على الحل، وحلولها لا تتطلب إطلاق صواريخ فضائية إلى الكون البعيد.
مشكلاتنا معروفة وحلولها معروفة، وممكنة، وقابلة للتطبيق، لكن من خلال حكومة حاكمة وقادرة، وتمتلك بوصلة سليمة تعرف بها اتجاهات الحلول التي يتطلبها الوطن والمواطن.
حكومة تحترم سلطاتها واختصاصاتها وتمارسها بجرأة وثقة بالنفس، تعرف أولوياتنا الوطنية وتلتزمها لإنعاش الاقتصاد، وتحسين مستوى المعيشة، وتطوير الخدمات والبنية التحتية، والاسكان واصلاح التعليم، والادارة الحكومية، وما يتفرع منها اولويات.
هذه هي اولويات المواطن والوطن، وعليه فإن بوصلة مجلس الوزراء الجديد لا بد ان تغير اتجاهها نحو هذه الأولويات، وذلك كله ليس صعبا على رئيس مجلس وزراء تعلم فأحسن التعلم، ومارس السياسة فأحسن الأداء، وعاش التجارب فأحسن الخبرة و الدراية.
فإذا كانت الحالة هذه، فمبررات التفاؤل عدة، وإن كان تفاؤلا حذرا.
عسى العلي القدير أن يوفقنا جميعا إلى ما نصبو إليه… اللهم آمين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى