لينا الحصري زيلع.
خاص راي سياسي…
في الوقت الذي لا يزال المسار الرئاسي على حاله من المماطلة مع استمرار تموضع مكونات الصراع السياسي على منصة التعطيل، لا تزال ارتدادات زيارة وزير الخارجية الإيراني حسن عبد الامير اللهيان الى بيروت تتفاعل ، كذلك كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد، الذي اكد فيه ان لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الا بتفاهم الجميع، مما دفع البعض لاعتباره يحمل بعض “الليونة” خصوصا حين قال “دعمنا مرشحا للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب”، بينما كل المعلومات تؤشر الى رفض “الثنائي الشيعي” الحديث او الدخول في “خيارات بديلة” عن مرشحهما رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
وفي هذا الاطار، سأل “راي سياسي” مصادر حزب “القوات اللبنانية” عن موقفها مما قاله رعد، خصوصا انه جاء بعد زيارة عبد اللهيان الى بيروت واستثناء دعوة القوات للقاء معه فقالت المصادر :”فيما يتعلق بموضوع الانتخابات الرئاسية فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يتحملا بالتكافل والتضامن مسؤولية إبقاء لبنان من دون انتخابات رئاسية، كذلك مسؤولية استمرار الانهيار والشغور وغياب الانتظام المؤسساتي، من خلال تمسكهما بمرشح رئاسي من صفوفهما غير قادر للوصول الى رئاسة الجمهورية، بدليل انه منذ الشغور الرئاسي الى اليوم اي منذ نهاية تشرين الأول لم يتمكن هذا الفريق من فعل اي شيء.”
وأشارت المصادر الى انه منذ البداية مددنا يدنا للقاء الفريق الاخر في منتصف الطريق، لكن كان شرطنا ولا يزال ان لا يكون مرشحهم من الممانعة، وبالتالي ما نقوله ان هناك ميزان قوى داخلي يمنع وصول مرشح المعارضة ولكن أيضا يمنع وصول مرشحهم “، لافتة الى ضرورة الذهاب الى توافق ضمن المواصفات التي تتعلق بطبيعة المرحلة، واسفت لان “الثنائي الشيعي” لا يزال يعتمد نفس “استراتيجية التكتيك” بشكل مستمر، وهو “تكتيك” الشغور الرئاسي بانتظار ان تتراجع المعارضة”.
من هنا، تجزم المصادر ان المعارضة ليست بصدد التراجع وهي لن تتراجع هذه المرة وستبقى على موقفها لان البلد لم يعد يحتمل ذلك، خصوصا بعد خبرتها في التعامل مع فريق الممانعة الذي اثبت فشله في إدارة الدولة وإنقاذ لبنان الذي وصل بفضله الى جهنم، بينما هو مصر على الاستمرار بالسيطرة على موقع رئاسة الجمهورية لإبقاء البلد بوضعه الحالي.
وتوقعت المصادر ان يبقى الاستحقاق الرئاسي على ما هو عليه، مشيرة الى ان كل ما يضخه فريق الممانعة هو ضخ مضلل، لانه ليس هناك من تبديل في الموقف الخارجي، ولا تغييّر في الموقف الداخلي، معتبرة انه في حال حصول أي تبدلات خارجية فان ميزان القوى اليوم هو من ينتخب رئيس الجمهورية هو البرلمان، لذلك فان المعارضة منفردة قادرة على منع وصول سليمان فرنجية، فكيف بالحري مع تكتل “لبنان القوي” الرافض كليا وصول فرنجية، كذلك الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يعبر صراحة عن موقفه برفضه وصول مرشح الممانعة الى قصر بعبدا، إضافة الى تمسكه المستمر بوجوب الذهاب لانتخاب رئيس بالتوافق.
المصادر تؤكد ان لا امل لفرنجية بالوصول الى رئاسة الجمهورية، وتعتبر ان إصرار “الثنائي الشيعي” على التمسك بمرشحه الذي تراه خارج المواصفات المطلوبة للمرحلة الراهنة، سيُبقي لبنان في الظلمة.
اما بالنسبة لاستثناء “القوات اللبنانية” من الدعوة الى اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني ، فأشارت المصادر الى ان الاستثناء شمل أيضا بعض الكتل النيابية و النواب، مشيرة الى ان القوات غير معنية بالشخصيات المدعوة، واعتبرت ان عدم دعوتها هو وسام شرف على صدر القوات، ورأت ان ايران انتهكت اتفاق بيكين من خلال تصريحات وزير خارجيتها في لبنان الذي دعم ما يسمى بالمقاومة، مما يعني تدخلا في الشأن اللبناني الداخلي، خصوصا بعد التصريح الذي ادلى به من المطار عن “الجيش والشعب والمقاومة” ليعيد احياء معادلة انقسامية بين اللبنانيين، كما موقفه من مارون الراس الذي دعم فيه دور المقاومة، لينتهك بذلك سيادة لبنان وضرب دستوره، باعتبار ان اتفاق بكين ينص في بنده الأول برفض التدخل في المواضيع الداخلية للدول.