رأي

تطوّرٌ لافتٌ في سياسة الصين الخارجية

حول نتائج جولة وانغ يي الأوروبية وآفاق التقارب بين الصين وأوروبا، كتبت مديرة البرامج في مجلس العلاقات الدولية الروسي، يوليا ميلنيكوفا، في “إزفيستيا”:

العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي في أدنى مستوياتها على الإطلاق. يشوب المناخ النفسي خلافات متبادلة، واختلافات في القيم، وطموحات استراتيجية، ما يجعل الاتحاد الأوروبي خصمًا أشد ضراوة لروسيا في الصراع على أوكرانيا من الولايات المتحدة.

على الرغم من تباطؤ تطور العلاقات الصينية الأوروبية في عشرينيات القرن الحالي، إلا أنها لا تتسم بأي مما سبق ذكره عن العلاقات مع روسيا، وكما يتضح من جولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أوروبا- من 30 يونيو إلى 6 يوليو- لا يمكن تجاهل ما يجري في حسابات السياسة الخارجية الروسية.

في السنوات الأخيرة، حلت نزعات المواجهة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين تدريجيًا محل التعاون. ويبدو أن المشاكل النظامية المتراكمة، مثل الخلل في ميزان التجارة الثنائية، وعدم التكافؤ في الوصول إلى الأسواق المتبادلة، والمنافسة الجيوسياسية المتزايدة، تدفع بروكسل وبكين إلى المواجهة.

زيارة وانغ يي إلى أوروبا هي أكثر محاولات الصين طموحًا في السنوات الأخيرة، إن لم يكن للقضاء على المشاكل، فوضعها جانبًا، في العام الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية. ومع أن الصين تعارض دائمًا محاولات الاتحاد الأوروبي تسييس العلاقات الثنائية وتدعم الحوار الثنائي، فإن خطاب بكين خلال هذه الزيارة كان ودّيًا بشكل خاص.

لا شك في أن الصين مهتمة باستعادة العلاقات البنّاءة مع الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يبادلها الاهتمام نفسه، بحذر اليوم. والسبب وراء هذا التحول الخلافات الاقتصادية والسياسية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي تجبر بروكسل على البحث عن ثقل موازن في الشرق، كما فعلت في النصف الثاني من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى