تطبيع مع الأسد وتحد سافر للولايات المتحدة وحلفائها
في مقال للكاتبين مالك العبدة ولارس هوش في “الاتلنتك كاونسل” :
ان التطبيع مع الأسد هو جزء من تطور أوسع نحو نظام متعدد الأقطاب والتزام الدول العربية بالحياد بين كتلتين، و الوتيرة المتزايدة للتطبيع العربي مع الرئيس السوري بشار الأسد تشير إلى توجّه دول عربية بارزة كالسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد منحت الأسد معاملة السجادة الحمراء الكاملة في تحد واضح للولايات المتحدة وحلفائها المستمرين في مقاطعة الأسد. وفعلت سلطنة عمان الشيء نفسه في 20 فبراير. ومن الملفت للانتباه أن بعض الدول العربية الساعية للتطبيع مع الأسد تعتبر حليفة للغرب لكنها تتصرف بشكل يخالف السياسة الغربية.
والتوجه نحو سياسة التطبيع مع سوريا حيّرالمحللين، فبعضهم ربطها بفاتورة إعادة الإعمار والتي قد تصل إلى 400 مليار دولار. وبعضهم الآخر ربط الأمر بحجة أخرى وهي أن الدول العربية استنتجت أن خفض التصعيد والتنسيق الإقليمي يخدم مصالحها أكثر من المواجهة مع إيران وتركيا. وهناك مسألة موازنة النفوذ الإيراني في سوريا ورغم ذلك تبدو إيران مرحبة لاحتضان العرب لسوريا.
وهناك تفسير سياسي أكثر عمقا وهو أن الحكام العرب ينظرون حولهم ويرون صينا حازمة تتحدى الهيمنة الأمريكية، وروسيا قوية صامدة في وجه الغرب، وإيران التي تكسب حروبها الإقليمية بالوكالة. وفي نفس الوقت يرى هؤلاء الحكام أن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط يخسرون. وهذا ما يحدث في العراق ولبنان، وكذلك تخسر أطياف المعارضة السورية في كل مكان. وبناء على هذه الرؤية تعلن الدول العربية التزاما علنيا بالحياد وسط صراع عالمي على الهيمنة بين كتلتين متنافستين ومتكافئتين أخلاقيا من منظور هذه الدول.
ويرى كاتبا المقال أن على القادة الغربيين أن يفهموا أن إملاء الشروط على الحلفاء العرب يقترب من النهاية. ورغم أن بعض الدول العربية قد تقبل بالوجود العسكري الثقيل للولايات المتحدة ودورها الاستراتيجي كحليف ضامن للأمن، لكن هذه الدول تسعى نحو موقف أكثر حيادية من خلال تنويع تحالفاتها.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا