رأي

تطبيع الأسد وصمت نصرالله

أحمد عياش – النهار

الموضوع المفضّل في طهران، وتالياً في #الضاحية الجنوبية لبيروت، هو الحديث عن التطبيع الجاري عربياً مع إسرائيل عموماً، و”شبهة” التحضير له بين السعودية والدولة العبرية. لكنّ هناك صمتاً مطبقاً يلفّ “حزب الله” حيال رياح الانفتاح التي هبّت بقوة قبل أيام بين رئيس النظام السوري #بشار الأسد وبين محور التطبيع.

عشيّة وصول الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة في جولة ستقوده الى الرياض للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة عام 2020، اختار موقع “العهد” الإخباري الإلكتروني التابع للحزب عنواناً لهذه الجولة هو “خارطة طريق أميركية عنوانها التطبيع في المنطقة”. وأورد مقالاً تحت هذا العنوان جاء فيه: “يعمل البيت الأبيض على “خارطة طريق للتطبيع” بين الكيان الصهيوني والسعودية قبل زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل”. لكن هذا التحليل ينتهي الى القول “إنَّ البيت الأبيض يعتقد أن أيَّ خريطة طريق للتطبيع ستستغرق وقتاً وستكون عملية طويلة الأمد. ووصف مصدر ثانٍ مطلع على الأمر الاستراتيجية بأنها نهج تدريجي”.

في المقابل، شهدت دمشق في العشرين من الجاري، عودة العلاقات الديبلوماسية بين سوريا والبحرين الى طبيعتها. وجاء ذلك في خطوة متقدّمة نحو إنهاء قطيعة العالم العربي مع النظام السوري، إثر اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011 التي تعامل معها النظام بوحشية غير مسبوقة أدّت إلى مقتل الألوف من المواطنين وتشريد الملايين منهم في داخل سوريا والى خارجها (لبنان نال حصّة تبلغ مليوناً ونصف مليون نازح من سوريا).

هل غيّر نظام الأسد سلوكه الوحشي، كي تعود المياه الى مجاريها بينه وبين العالم العربي؟

يقدّم أكرم البنّي، الكاتب السوري المعارض، في مقاله الأخير في “الشرق الأوسط” جواباً جاء فيه: “كان ثمة حلم لدى السوريين أن ينتهي الصراع الدموي بصورة ترضي جميع الأطراف وتحقق أبسط المطالب التي ثاروا من أجلها، كان ثمة أمل بألا يعزز عناد المصالح الضيّقة والروح الأنانية وقائع وتوازنات تستهتر بأوضاعهم وتكرّس استعصاء أزمتهم، لكن أملهم خاب وحلمهم انطفأ، وباتوا يفقدون، يوماً بعد يوم، أبسط تطلعاتهم نحو الخلاص…”.

بعد 11 عاماً على انحدار سوريا الى الانهيار والتفكك، لم يغيّر نظام الأسد حرفاً في سلوكه البربري لكن سوريا التي يعرفها العالم لم تعد كما كانت قبل عام 2011. وفي هذه الأعوام الـ11 تغيّر العالم العربي الذي نعرفه، بعد انتهاء فترة العداء بين إسرائيل وعدد من الأقطار العربية بينها البحرين. وقد ازدادت لائحة الدول العربية التي عقدت معاهدات سلام مع إسرائيل بحيث باتت تشكل الأكثرية الساحقة في جامعة الدول العربية.

وهكذا عادت العلاقات الديبلوماسية بين دمشق والمنامة بعدما أصبحت علاقات الأخيرة كاملة بينها وبين إسرائيل. لكن النظام السوري أظهر كل الحفاوة عندما كان الرئيس بشار الأسد يتسلّم أوراق اعتماد وحيد مبارك سيّار سفيراً مفوّضاً وفوق العادة لبلده لدى سوريا.

في المقابل، التزم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الصمت. فماذا لو تكلّم؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى