تضخم أسعار المواد الغذائية مستمر
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا جاء فيه :
ربما لا يوجد متغير سياسي أكثر أهمية عبر التاريخ من سعر الغذاء.ولن ينظر الناس إلى أي حكومة، سواء كانت ديمقراطية أو ديكتاتورية، على أنها شرعية إذا كانوا غير قادرين على إطعام أسرهم.
من الأنباء غير السارة أنه في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار الطاقة من ذروتها القصوى، التي وصلت إليها في العام الماضي، يظل تضخم أسعار الغذاء في قسم كبير من العالم مرتفعا.
وعندما تضطر أعداد متزايدة من الناس إلى إلغاء بعض وجبات الطعام، فمن المغري إلقاء اللوم على بائعي الطعام.لكن الاتهامات بزيادة الجشع في غير محلها، على الأقل في أسواق المواد الغذائية في المملكة المتحدة. إذ إن المتاجر الكبرى معروفة بأنها جيدة في المنافسة السعرية.
ومن هنا، فان تضخم أسعار الغذاء قصة عالمية، فقد ارتفعت أسعار السلع الغذائية خلال الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا العام الماضي.
في الولايات المتحدة، الأقل انفتاحا دوليا من اقتصادات أوروبا، قفز نمو أسعار الغذاء في العام الماضي أيضا – ولكن إلى ذروة أقل. وتباطأ تضخم أسعار الغذاء في الولايات المتحدة منذ أغسطس/آب، تماشيا مع أسعار الطاقة والأسعار الإجمالية، وانخفض إلى نحو 7 في المئة في أبريل/نيسان.ولا بد أن يحدث الشيء نفسه في نهاية المطاف في أوروبا.
ويظهر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لأسعار الغذاء أن أسعار السلع الغذائية العالمية بلغت ذروتها قبل عام وانخفضت بنحو الخمس منذ ذلك الحين.
وحتى الآن، لم يستفد المستهلكون الأوروبيون من هذا التطور الإيجابي.
ربما قد يكون ذلك لأن صدمة أسعار الطاقة كانت أكبر من أي مكان آخر وأضافت المزيد من التكاليف المستمرة لإنتاج الغذاء الأوروبي.
وحتى في أفضل السيناريوهات، عندما تنخفض الأسعار قريبا، لا ينبغي لنا أن نتوقع أن يكون هذا لمرة واحدة. وبما أن تغير المناخ يجلب المزيد من الطقس المتطرف، فإن تقلبات أسعار المواد الغذائية ستزداد حدة. ومن الأفضل للحكومات أن تستعد.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.