تسارع الانهيار …واللقاء السعودي- الفرنسي قد يؤسس للحلحلة
لم تتضّح بصورة كاملة نتيجة اللقاء الفرنسي السعودي الذي جمع في باريس المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري.
ولم يصدر أي بيان مشترك عن الاجتماع ، باستثناء تسريب بعض المعلومات التي أفادت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صدد وضع تصوّر جديد للمعادلة الرئاسية في لبنان ، خصوصاً بعد الاتفاق السعودي الإيراني ، أي أنه يجب تقديم تنازلات من الأطراف للبناء عليه،أي أن ثنائية سليمان فرنجية – نواف سلام ، لم تعد ممكنة.
ومن هنا شددت مصادر متابعة للملف الرئاسي ل”رأي سياسي” عل وجوب مواكبة الاتصالات الدولية الجارية ،إذ لا يجب أن ينتظر المعنيون في الداخل نتائج المشاورات الخارجية بل المطلوب التحضير لتغيير في طريقة تعاطي السياسة اللبنانية مع مختلف الملفات.
ولفتت الى ان اللقاء السعودي- الفرنسي في باريس قد يؤسس للحلحلة المنتظرة على الخط الرئاسي .
في بيروت، انتهت مهمة الوفد القضائي الاوروبي وعاد من حيث اتى ، بعدما طغى على المشهد المحلّي في اليومين الماضيين مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام القضاء بصفة مستمَع إليه وبواقع نحو ٢٠٠ سؤال. وعلم موقعنا أن سلامة مدعو الى المثول أمام القضاء الفرنسي منتصف أيار المقبل، وهو تبلّغ أمس رسميا بالأمر.
الحاكم أصدر بيانا شرح فيه تفاصيل التحقيق ، وأشار الى في بيانه الى “انني حضرت جلسة دعا اليها الرئيس شربل ابو سمرا، دون رفقة المحامي، اذ أن حضوري كان كمستمع اليه لا كمشتبه فيه ولا كمتهم، لقد حضرت احتراما مني للقانون وللقضاة، وتحفظت لوجود حضرة القاضية اسكندر لانها خصم وقد تدخلت بالدعوى اللبنانية ضدي، وتحفظي ناتج عن الاخلال بمبدأ المساواة بين الفرقاء.
وكشف عن “حسابات صحيحة بالوثائق والارقام ،وحملات اعلامية وسوء نية ومزايدة على القضاء، وشعبوية سياسية لتغطية ارتكابات واوطان لا تبنى بالاكاذيب”.
ووسط هذه الاجواء، الاضراب المصرفي على حاله على ما يبدو ، والدولار يحلق متجاوزا الـ109000. وبناء عليه، حلّقت اسعار المحروقات واقترب سعر الصفيحة من المليونين. ما يستدعي إجراءات تخفف من وطأة الانهيار بأسرع وقت، إلى أن تنضج ظروف التسوية السياسية.
و ليس بعيدا من الشأن الاقتصادي، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان إرنستو ريغو راميريز Ernesto Rigo Ramirez على رأس وفد من الصندوق ، حيث تم عرض للوضعين للمالي والاقتصادي بعمق ومراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات الإصلاحية التي أنجزها المجلس النيابي في هذا الإطار محذرا من “المخاطر الكامنة فيما لو تأخرت المعالجات المطلوبة والضرورية” .
الى ذلك، حمّل نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، النواب والمسؤولين في لبنان المسؤولية التامة عما يحدث، مؤكدًا أن الانهيار الاقتصادي والقانوني والاجتماعي في البلاد حدث نتيجة تقاعس المعنيين.
وأكد قاسم على ضرورة عمل المعنيين لإيجاد حلول سريعة لإنقاذ البلاد، من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومن بعدها تشكيل حكومة، للبدء بالخطوات الأولى للبرامج الإنقاذية التي ستخرج لبنان من هذا النفق الكبير.
وأضاف قاسم، أن كل من حاول إحباط مساعي الإنقاذ في البلاد فشل، ولن يستطيع التأثير على من يريد التغيير والإصلاح، مضيفًا أن من أراد التدخل الأجنبي في البلاد لم يكن يريد الإصلاح، وعليه يجب النظر إلى الأمر كشأن داخلي.وتابع أن حزب الله جاهز لانتخاب رئيس جديد، ومنفتح تمامًا على النقاش في موضوع المرشح الجديد لكرسي الرئاسة، طالما أن المساعي هي للبدء بعمليات الإصلاح وليس تعطيلها.