ترمب يتقدم..
كتب محمد سلامة في صحيفة الدستور.
ثلاثة مرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024م..روبرت اف كيندي (مستقل)، الرئيس الحالي جو بايدن (ديمقراطي)، والرئيس السابق دونالد ترمب (جمهوري)، الذي يتقدم في جميع استطلاعات الرأى، لسببين هما حرب غزة، وتعاطف الامريكيين الذين ما زالوا يعتقدون أن الرئاسة سرقت منه في 2020م.
بداية..معظم استطلاعات الرأى في الولايات المتحدة تعطي المرشح ترمب أفضلية بالفوز بنسب متفاوتة نقطة أو اثنتين إلى أربع نقاط، وتباين الأغلبية في استطلاعات الرأي يعود إلى حرب غزة لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، فهناك سخط عميق في اوساط جيل الشباب بالحزب الديمقراطي من سياسات مرشحه بايدن، والمخاوف تزداد كون المرشح المستقل كينيدي سوف يسحب من رصيده بعض الولايات الهامة، وهذا دفعه إلى مهاجمة منافسه ترمب واتهامه بأنه خطر على الديمقراطية الأمريكية، ولعل الصوت الحاسم في هذه الجولات الانتخابية المبكرة يبقى مسنودا بصورة الرئيس بايدن الضغيف أمام حكومة نتنياهو السادسة وائتلافه المتطرف وعدم قدرته على إتخاذ قرارات استراتيجية تخص مصالح الولايات المتحدة، بإنهاء الحرب وإقامة سلام إقليمي.
استطلاعات الرأى تعطي ترمب تقدما ملحوظا في عدة ولايات انتزعها بايدن منه في انتخابات 2020م، والمشهد ربما يتكرر هذا العام بصورة أكثر سوداوية إذا لم يفز ترمب، خاصة أنه هدد بحمام دم وأن شعور غالبية جمهوره بسرقة الانتخابات منه وانه ملاحق بقضايا كيدية تمثل سياقات تحضيرية ليس لاقتحام مبنى الكابينول، بل ربما لأعمال عنف أسوأ، وهذا ما يبتعد عنه كثير من المحللين الامريكيين الآن..والسؤال أين اللوبي الصهيوني في هذه الانتخابات وأين تقف القوى المعارضة له في هذه الجولة؟!.
اليهود ممثلون في اللوبيات الصهيونية لهم مقسمين بين الجمهوريين والديمقراطيين، وحتى أن هناك من يقف مع كينيدي لكن الغالبية ممهورة بتواقيعها ومساندتها للرئيس جو بايدن، وهذا يفسر رضاها عن سياساته تجاه إسرائيل الثالثة، وإذا قلبنا الصورة من زاوية أخرى نجد أن الولايات التي صوتت لبايدن في 2020م، وغالبيتها تضم السود والاقلية (عرب ومسلمين) انقلبت لصالح ترمب، والسبب سياسات البيت الأبيض في الحرب على غزة، حتى أن قيادي بحملة بايدن ذكر قبل أيام أننا قد نخسر الانتخابات الرئاسية لصالح ترمب بسبب دعمنا لإسرائيل الثالثة في حربها على غزة، وأن التشدد الحالي في منع حكومة نتنياهو السادس من الذهاب إلى رفح يعود إلى تهدئة الأصوات العالية ضدنا داخل الحزب الديمقراطي نفسه وفي الرأى العام الأمريكي.
استلاعات الرأي تؤكد أنه لو تم إجراء الانتخابات الرئاسية الآن لفاز ترمب، وهنا الكل يراهن على الوقت وادارة بايدن تجهد في وفف حرب غزة قبل شهر أب القادم موعد إشهار الحزب الديمقراطي ترشيحه رسميا بايدن للانتخابات الرئاسية واستثمار ذلك في قلب صورة استطلاعات الرأى لصالح بايدن، وبكل الأحوال فإنه ولأول مرة تدخل حرب غزة في ماراثون سباق انتخابي أمريكي، ولهذا دلالات سياسية هامة على المشهد الانتخابي في إختيار رئيس للولايات المتحدة، ويبقى ترمب يتقدم على الاثنين وفوزه بالرئاسة وفق استطلاعات الرأى بات حتميا في ظل صورة مشوشة ومشوهة اختزلها الرئيس بايدن عن نفسه وحزبه.