أبرزاقتصاد ومال

ترقب لتخفيض إنتاج النفط سببه مخاوف الركود وتعثر سوق النفط العالمية

تترقب أسواق النفط اجتماعا مهما لوزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” الأحد المقبل، لدراسة مستجدات السوق والنظر في إجراء تخفيضات أعمق للإنتاج من خلال فرض قيود أكبر على الإمدادات على خلفية اتساع مخاوف الركود وتعثر سوق النفط العالمية.
وتكمن أهمية الاجتماع في أنه يعقب اجتماع تم الإعلان فيه عن خفض قياسي في الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، رغم مطالبات المستهلكين المتكررة بزيادة الإنتاج، ومع ذلك فقد ضعفت الأسعار منذ ذلك الحين خاصة مع تدهور الوضع الوبائي في الصين.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون، إن السوق النفطية عادت للحديث عن أن التخفيضات الإضافية لتحالف “أوبك +” قد تكون خيارا مطروحا بقوة في الاجتماع المرتقب، رغم عدم بدء المناقشات داخل التحالف رسميا حتى الآن.
يقول سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية: إن فكرة إجراء خفض جديد لإنتاج المجموعة المكونة من 23 منتجا في “أوبك” وخارجها أصبحت مطروحة.
وأوضح أن تحالف “أوبك +” يراقب السوق جيدا خاصة ما يتعلق بأحدث بيانات العرض والطلب وأساسيات السوق إجمالا، ويأخذ في الحسبان ضعف الطلب الصيني – عند اتخاذ قرار سواء بتثبيت الإنتاج أو إجراء خفض جديد، حيث يركز التحالف على المخاطر المحدقة بالسوق.
من جانبه، يقول روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات: إن الأسبوع المقبل هو من الأسابيع الحاسمة في سوق النفط، حيث نجد البيانات تشير إلى انخفاض المخزونات في الدول المتقدمة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2004، لافتا إلى أن اجتماع وزراء “أوبك +” سيكون حاسما ويليه في اليوم التالي بدء فرض الاتحاد الأوروبي لحظر على واردات النفط الخام من روسيا المنقولة بحرا، بينما فرض سقف لسعر الخام الروسي ما زال هو أيضا قيد المناقشة من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى توقعات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية ترجح أن يتراجع الإنتاج الروسي بنسبة 15 في المائة في أوائل العام المقبل بسبب الحظر والعقوبات الدولية، ومع ذلك فقد أثبت إنتاج النفط الروسي مرونة واسعة للعقوبات الدولية وتحولا سريعا إلى الأسواق الآسيوية البديلة. من ناحيته، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز: إن الموجة الهبوطية الأحدث لأسعار النفط الخام جاءت بتأثير من استمرار توقعات الأسواق الآسيوية الرئيسة بعد اندلاع الاحتجاجات على قيود مكافحة الفيروس في الصين. وأشار إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام العالمية قبل الحظر الأوروبي على واردات الخام الروسي المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، حيث زادت مخزونات النفط الخام العالمية بنحو 70 مليون برميل في الأسابيع الأربعة الماضية لتصل إلى أعلى متوسط أسبوعي منذ سبتمبر 2021.
بدورها، تقول جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان: إن مخزونات النفط الخام في أوروبا ارتفعت أيضا في الأسابيع الأربعة الماضية لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو 2021، لافتة إلى أن آفاق العام المقبل ليست وردية بأي حال من الأحوال، حيث يعاني الاقتصاد العالمي الركود كما يقع تحت ضغوط قوة الدولار الأمريكي والتضخم المرتفع بما يؤثر سلبا في الطلب على النفط.
ورجحت أنه مع بدء الحظر على النفط الروسي الإثنين المقبل، قد يكون هناك طلب قوي من المصافي الأوروبية على نفط الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن في تغيير خريطة موردي الطاقة إليه في ضوء قناعة قوية بضرورة إنهاء الاعتماد التاريخي على إمدادات النفط والغاز الروسية.
من ناحية أخرى، صعدت أسعار النفط أمس وسط آمال بأن تخفف الصين من القيود التي فرضتها لمكافحة كوفيد – 19 بعد احتجاجات نادرة على الاستراتيجية التي تنتهجها البلاد، والتي تعرف باسم “صفر كوفيد” في مطلع الأسبوع في كبرى المدن الصينية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.4 دولار أو 1.7 في المائة وجرى تداولها عند 84.57 دولار للبرميل عند الساعة 06:45 بتوقيت جرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.17 دولار أو 1.5 في المائة إلى 78.39 دولار للبرميل.
وعقدت الصين مؤتمرا صحافيا بشأن تدابير الوقاية والسيطرة على كوفيد في الساعة (07:00 بتوقيت جرينتش)، وسط تسجيل إصابات قياسية بفيروس كورونا واحتجاجات في شنغهاي وبكين.
وارتفعت الأسهم الآسيوية أيضا مع انتشار شائعات لا أساس لها بأن الاضطرابات قد تؤدي إلى تخفيف قيود مكافحة فيروس كورونا. وتسببت شائعات مماثلة في تذبذب الأسواق في الأسابيع الأخيرة.
وتعززت أسعار النفط أيضا بفعل توقعات بأن كبار منتجي النفط سيعدلون خطط إنتاجهم في الاجتماع المقبل.
وأشار محللون في مجموعة أوراسيا في مذكرة الإثنين إلى أن ضعف طلب الصين على الخام قد يحفز “أوبك” على خفض الإنتاج.
وبدأت “أوبك +” خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا في نوفمبر بهدف دعم أسعار النفط.
وتعكف الأسواق أيضا على تقييم تأثير سقف الأسعار الذي سيحدده الغرب على النفط الروسي.
ويناقش دبلوماسيون من مجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبي سقفا يراوح بين 65 و70 دولارا للبرميل بهدف الحد من الإيرادات التي تستخدم في تمويل الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا دون تعطيل أسواق النفط العالمية.
لكن دبلوماسيين قالوا إن حكومات الاتحاد الأوروبي فشلت في الاتفاق الإثنين على الحد الأقصى، إذ أصرت بولندا على أن يكون الحد الأقصى أقل مما اقترحته مجموعة السبع.
ومن المقرر أن يدخل سقف السعر حيز التنفيذ في 5 ديسمبر، عندما يسري أيضا حظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي.
من جانب آخر، انخفضت سلة خام أوبك وسجل سعرها 79.93 دولار للبرميل الإثنين مقابل 83.8 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وأن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 84.18 دولار للبرميل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى