ترشيح أزعور.. تغيير في شكل المشهد الرئاسي والنتيجة ذاتها
حسين زلغوط.
خاص رأي سياسي…
صحيح ان القوى المعارضة لوصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة تقاطعت مصلحتها على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور ، غير ان هذا لن يغيّر من مشهد الاستحقاق الرئاسي من حيث المضمون شيئاً، كون التركيبة النيابية الموجودة تحت قبة البرلمان تمنع على اي فريق سياسي الاستئثار بأي شيء ما لم يكن ذلك مبني على قاعدة التوافق والتفاهم.
ربما سيرفع ترشيح ازعور من منسوب التنافس في السباق الرئاسي ، الاّ ان اي جلسة سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس هذا الخميس او الاسبوع المقبل ستكون نسخة عن الجلسات الحادية عشرة التي سبقتها ، باستثناء الاصوات التي كانت ستذهب الى المرشح ميشال معوض ستذهب الى ازعور مع فارق ان نواب تكتل “لبنان القوي” الذين كانوا يصوّتون بورقة بيضاء سيكتبون عليها هذه المرة جهاد ازعور، وكذلك نواب “الثنائي الشيعي” ومعهم الحلفاء الذين كانوا ايضا يصوتون بورقة بيضاء سيكتبون عليها سليمان فرنجية، وبذلك لن ينال اي من المرشحين ثلثي اصوات النواب في الدورة الاولى، وفي الدورة الثانية سيفقد النصاب قبل ان يطلب الرئيس بري من امين عام المجلس عد النواب الذين بقوا في القاعة ، ونعود الى الدوامة ذاتها التي دخلنا فيها منذ ما يقارب الثمانية اشهر على قاعدة المثل القائل” تيتي..تيتي، متل ما رحتي جيتي”.
ومن راقب طريقة اعلان تقاطع المعارضة على اسم ازعور شعر كم كان المشهد في دارة آل معوض في الحازمية يتيما، حيث لم يحضره الا 12 نائبا من قوى المعارضة ، وغاب عنه نواب تكتل “لبنان القوي”، في دلالة واضحة على ان التفاهم الفعلي بين “الاضداد” لم يحصل على ازعور، وان ما حصل لا يعدوا كونه تقاطع مصالح في ظرف محدد، من دون ان يكون هذا التقاطع مبني على اي مشروع متكامل ، وبالتالي هو يبقى قابل للتفكك في اية لحظة .
والى أن يدعو الرئيس بري الى الجلسة الثانية عشرة، فاننا سنكون امام جولة جديدة من الكباش السياسي، خصوصا وان موفد البطريرك الماروني الى “حزب الله” سمع من امينه العام السيد حسن نصرالله موقفا حاسما بان “الثنائي” متمسك اكثر من اي وقت مضى بدعم ترشيح فرنجية، والموقف ذاته سيسمعه موفد بكركي من الرئيس نبيه بري عندما يزور هذا الاسبوع عين التينة، وهكذا سيكون الحال مع كل الاطراف الذين لن يتراجعوا قيد أنملة عن مواقفهم التي سبق ان اعلنوها من قبل اعلان ترشيح ازعور ، وبذلك فان بكركي ستفشل في مسعاها ولن يكون في مقدورها ترجمة ما وعد به البطريرك الراعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي التقاه الاسبوع الفائت في قصر الاليزية.
وفي رد لها على القائلين بأن ترشيح ازعور ربما يؤدي الى سحبه وفرنجية والذهاب الى خيار ثالث، تؤكد مصادر في “الثنائي الشيعي” ان مثل هكذا تحليل ليس في محله ، مشدّدة على ان الرئيس بري والسيد نصرالله أخذا الخيار الحاسم وغير القابل للمساومة بعدم العودة عن قرار دعم فرنجية ولو بقي الشغور الرئاسي لسنوات، وهما الى جانب ان تأخذ اللعبة الديموقراطية مداها الى ابعد الحدود ومن يفوز في النهاية “صحتين على قلبه”.
وفي تقدير هذه المصادر ان منسوب الخطاب المتشنج سيرتفع مع قابل الايام، واننا سنكون امام نوع من الصخب السياسي غير المعهود ، سيما وان الموقف الذي اتخذه رئيس “التيار الوطني الحر” المنحاز الى جانب قوى المعارضة ليس له الا تفسير واحد ، وهو ان باسيل بعث برسالة واضحة الى “حزب الله” عنوانها “هذا فراق بيني وبينك”، وبالتأكيد فإن قيادة الحزب ستتعامل مع فحوى هذه الرسالة بما يتناسب، علما ان نواب كثر يخالفون باسيل رأيه وان ذلك ربما يترجم في صندوقة الاقتراع ، وعبر مواقف معلنة تعكس عدم الرضى هذا والذي عبر عنه في الاجتماع الاخير للتكتل والذي حال حضور الرئيس ميشال عون من خروجه الى العلن بعد تدخلات متكررة منه.