ترامب يُعلن صراحةً نواياه.. أقصى ضغط نفطي على فنزويلا

كتب فرانكو فيلما, في موقع “الميادين إسبانيول”:
يأمل ترامب في تحقيق إعادة تموضع كاملة للولايات المتحدة بالنسبة للموارد الفنزويلية.
يبدو أنّ التصعيد السياسي الحالي يعكس سعي ترامب لتعزيز سيطرة الولايات المتحدة على موارد فنزويلا من خلال نهج يتسم بالصدام المباشر.
وتفاقمت الأزمة بين واشنطن وكاراكاس بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض “حصار شامل وكامل” على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل أو تغادر فنزويلا، في خطوة تصعيدية جديدة تهدف إلى إحداث تغيير في النظام الفنزويلي.
وأُعلن عن هذا الإجراء عبر منصة التواصل الاجتماعي “تروث”، وزاد الضغط على الاقتصاد الفنزويلي بشكل كبير، فيما وصفت الحكومة الفنزويلية الخطوة بأنها “تصرّف غير مسؤول وخطير”، مشيرة إلى انتهاكها للقانون الدولي.
وبرّر ترامب القرار باتهام نظام مادورو باستخدام النفط لتمويل “الإرهاب المرتبط بالمخدّرات والاتجار بالبشر وأعمال العنف الأخرى” داخل الولايات المتحدة. كما أشار إلى أنّ فنزويلا أصبحت “محاصرة بالكامل” بوجود أكبر تجمّع عسكري أميركي في تاريخ أميركا الجنوبية، محذّراً من استمرار التعزيز العسكري حتى استعادة واشنطن السيطرة على النفط والأصول الأخرى التي يدّعي أنها صودرت بشكل غير قانوني.
يمثّل إعلان ترامب تحوّلاً مهماً نحو تطبيق استراتيجية “الضغط الأقصى”، ولا سيما فيما يتعلّق بقطاع الطاقة. ومن جانبه، أيَّد ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض وأحد أبرز مستشاري ترامب، هذه المزاعم، مدّعياً أنّ ما وصفه بـ”العمل والإبداع الأميركي” هو ما أسس صناعة النفط في فنزويلا. كما وصف تأميم القطاع في سبعينيات القرن الماضي وخلال عام 2007 بأنه “أكبر عملية سرقة موثّقة للثروة الأميركية”، زاعماً أنّ تلك الثروات استُخدمت لتمويل نشاطات إرهابية وتهريب المخدرات.
وردّت كاراكاس سريعاً وبشدّة، حيث أصدرت وزارة الخارجية الفنزويلية بياناً وصفت فيه تصريحات ترامب بأنها “تهديد مشين”، متهمة الولايات المتحدة بالسعي لفرض “حصار بحري عسكري غير مبرّر” لنهب ثروات البلاد. كما أعلنت عن عزمها تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضدّ هذا التحرّك، واصفة إياه بأنه انتهاك واضح للقانون الدولي والتجارة الحرة وحرية الملاحة البحرية.
من جهته، أدان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تصريحات ترامب وميلر خلال تواصله مع الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، معتبراً أنها تعكس “نهجاً استعمارياً مكشوفاً”، ودعا المجتمع الدولي إلى رفض تلك السياسات الأميركية. كما وصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز تصريحات ترامب بأنها “غير واقعية”، مشيراً إلى أنها تكشف نوايا واشنطن في السعي لتغيير النظام والسيطرة على قطاع النفط بشكل علني.
ويأتي هذا التوتر في ظلّ وجود عسكري أميركي كبير في الكاريبي، وفي أعقاب احتجاز ناقلة تحمل نفطاً فنزويلياً. ورغم تصريحات المسؤولين الأميركيين بأنّ العملية تهدف إلى مكافحة تهريب المخدّرات والهجرة غير الشرعية، إلّا أنّ التصريحات العلنية لترامب ومستشاره ميلر، التي أكدت أهمية النفط، زادت من حدّة التوتر، مؤكّدة مزاعم فنزويلا بأنّ الهدف الحقيقي يكمن في السيطرة على واحدة من أكبر احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في العالم.




