ترامب يُطلق رصاصة الرحمة على قواعد العلاقات الدولية

عن تسريع ترامب انهيار النظام أحادي القطب، كتب غليب إيفانوف، في “أرغومينتي إي فاكتي”:
الرئيس الأمريكي يهدد بغزو فنزويلا، ويحشد الأمريكيون قوة عسكرية قبالة سواحلها، ويُطلَقُ على رئيس دولة ذات سيادة لقب “زعيم عصابة مخدرات”؛ وتتحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن خطط لاختطاف رئيس دولة ذات سيادة بل واغتياله وقصف البلاد نفسها. ولا أحد يغضب، لا في الغرب ولا في الأمم المتحدة. قبل غزو العراق سنة 2003، كان هناك على الأقل “أنبوب اختبار باول” الشهير. أمّا الآن، فلا شيء.
هل ما نشهده حاليًا حول فنزويلا نظام عالمي جديد؟
عن هذا السؤال أجاب مدير الأبحاث في نادي فالداي الدولي للنقاش، فيودور لوكيانوف، بالقول:
كلمتا “حكم” و”نظام” في حد ذاتهما كانتا توحيان بوجود قواعد سلوك معينة. وكان لا بد من اتباعها. أما الآن، فلم تعد هذه القواعد موجودة. لم يعد هناك “نظام قائم على القواعد” أو أي نظام آخر. وترامب، مهما بدا الأمر متناقضًا، هو قائد عالم جديد متعدد الأقطاب، وإن كان سيُفاجأ كثيرًا لو أخبره أحدٌ بذلك.
يعتقد ترامب بأن الولايات المتحدة بطبيعتها أقوى من أي قطب آخر. فحتى في مواجهةٍ فردية مع الصين، لأمريكا أفضلية. إذا أراد الآخرون أن يتصرفوا بالطريقة نفسها، فليحاولوا، ولن نسمح بذلك عندما يتعارض الأمر مع مصالحنا-هكذا يظنون- لذلك، نعم، يمكن القول إننا دخلنا مرحلة جديدة من النظام العالمي. هذه المرة، غياب أي نظام عالمي، حتى لو كان مشروطًا.
هذا ليس نتيجة رئاسة ترامب وحدها. هذا هو الاتجاه الذي كانت تسير نحوه الأشياء؛ منطق الأحداث السابقة أدى إلى ذلك. ببساطة، حوّل ترامب هذا الاتجاه من شكل مُبطّن إلى شكل علني.




