أبرزرأي

ترامب وهاريس.. سباق على كسب رضى الناخب اليهودي

حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي”:

في أول مناظرة لهما، حاول كل من المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الحالي كمالا هاريس، اظهار مدى دعمها ووقفهما الى جانب إسرائيل، القاصي والداني يدرك جيدًا ان هّم واشنطن الأول والأخير هو دعم اسرائيل وتقديم السلاح والمال لها لكي تبقى القوة الأقوى في المنطقة، إلا ان كلام ترامب عن زوال اسرائيل خلال عامين في حال وصلت هاريس الى كرسي الرئاسة صدم الشارع الاسرائيلي، الذي فتحت قنواته التلفزيونية الهواء المباشر لتغطية المواجهة الانتخابية، واستعانت بعدد من الخبراء والمعلقين الذين أمضوا أربع ساعات (من الثالثة فجراً حتى السابعة صباحاً)، في متابعة المواجهة وتحليل ما قيل فيها، حيث ساد الانطباع بأن هاريس تفوقت على ترامب بالنقاط (65 بالمئة، مقابل 35 بالمئة) وتمكنت من عبور الامتحان الصعب لتكون مقنعة للشعب الأميركي كشخصية قوية ذات مواهب قيادية وقدرات رئاسية.


ووفق تحليلات كبريات شبكات الأخبار الأميركية، فانه من الواضح أن هاريس تفوقت على ترامب من حيث الهدوء وعرض سياساتها بصورة واضحة، وقد لجأ ترامب الذي شعر بتفوقها عليه وبدى ذلك واضحا من خلال عقدة حاجبيه الى وصفها بأنها ضعيفة، ولم تستطع خلال فترة حكم بايدن تنفيذ أي من سياساتها التي تعد بها الأميركيين، وهو ما استدعى هاريس الى الرد عليه بحدة قائلة إن ترامب عار على أميركا، وقد اثار هذا الكلام غضب الرئيس السابق ودفعه لعدم ضبط النفس، وقد بدا واضحا انه يبذل جهدا لكي يكمل المواجهة، وهذا ما دفع البعض الى القول أن ترامب وقع في كل الأفخاخ التي دفعته إليها هاريس، ولم يستطع المقاومة، ولم يركز على كونها جزءا من الإدارة الحالية.
وقد ضرب ترامب من بيت أبيه من خلال قول خبير في الحزب الجمهوري ، “لقد سحقته هاريس في ساحة المناظرة”، وأضاف “ترامب لم يكن مستعدا وبدا مشوشا. لقد عاد إلى نفس نقاط الحديث القديمة وعندما هاجمته، نجحت في استفزازه”.


وقد لجأت هاريس معتمدة على إستراتيجية مناظرة واضحة ونفذتها بشكل جيد، وهي تحدثت عن تفاصيل السياسة المتعلقة بتسهيلات ضريبة للشركات الصغيرة بطريقة لم يستطع ترامب القيام بها، وكذلك في ما يتعلق بالرعاية الصحية.


وكانت أفضل لحظات هاريس عندما تعلق الأمر بقضية الإجهاض والحريات الإنجابية والسياسة الخارجية، إذ بثت أكبر قدر من المشاعر في ردودها، وكانت أكثر تماسكا وإقناعا من ترامب، عند كل من كان يتابع المناظرة، كما انها نجحت في السيطرة على نفسها، ولم تتصرف بشكل عدواني، في حين بدا ترامب في الكثير من الوقت المخصص للمناظرة غاضبا وغير مركز.


واذا كانت استطلاعات الرأي قد اكدت تقدم هاريس على ترامب في المناظرة فان ذلك ليس بالضرورة ان يكون فوز هاريس مضمونا في الانتخابات، فعلى سبيل المثال، في عام 2016 فازت هيلاري كلينتون بسهولة في جميع المناظرات الثلاث ضد ترامب، إلا أن ترامب فاز بالبيت الأبيض.


ولذلك رجّح محللون أن يكون للمناظرة تأثير ضئيل على السباق، وكذلك الملايين التي سيتم إنفاقها قريبا على الإعلانات على التلفزيون والراديو والإنترنت. لأن معظم الناخبين اختاروا بالفعل كيف سيصوتون.


وبغض النظر عن هذه المناظرة والنتائج التي أفضت اليها، فان الانتخابات التي ستجرى في الخامس من تشرين الثاني المقبل ستكون مفصلية للولايات المتحدة، حيث بدأ البعض يتوجس خيفة من ان تقع اميركا في آتون حرب اهلية ، سيما وان ترامب يعد العدة للمواجهة مع انصاره في الشارع ان خسر الانتخابات، وذلك بحجة حصول تزوير في صناديق الاقتراع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى