
حسين زلغوط, خاص – موقع” رأي سياسي” :
لم تعد النتيجة التي ستفضي اليها جلسة انتخاب الرئيس الرابع عشر للبنان التي ستنعقد قبل ظهر اليوم سرًا من أسرار السياسة، بعد أن انكشفت اوراق الكتل النيابية تباعًا خلال الساعات الماضية لصالح قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي سينتخب بأكثرية كبيرة وفق “بونتاج” الساعات الأخيرة من ليل أمس.
وقد سبق هذا الإلتفاف النيابي حول قائد الجيش وتعبيد الطريق له للوصول الى قصر بعبدا والتربع على كرسي الرئاسة، ضغوط دولية فوق العادة، خصوصًا من الجانب الأميركي الذي كان واضحًا في رسائله التي تولى ايصالها الى المسؤولين اللبنانين الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، ومعه السفيرة ليزا جونسون ومفادها ان لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما، اما انتخاب رئيس وتحديدًا قائد الجيش، أو ترك هذا البلد يواجه مصيره لوحده، مع التلميح الى قطع حبل المساعدات الدولية التي يحتاجها للإعمار والخروج من أزمته الإقتصادية.
وهذا الموقف الأميركي لم تحيد عنه المملكة العربية السعودية التي عكست عبر موفدها الى بيروت الامير يزيد بن محمد بن فهد آل فرحان الذي زار لبنان مرتين في غضون اسبوع موقفًا مؤيدًا لوصول العماد عون الى قصر بعبدا، فيما كان التأييد الفرنسي لهذا التوجه من باب حفظ ماء الوجه، ولأجل ذلك جاء الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت حيث اجرى مروحة من الاتصالات واللقاءات حاملًا في جيبه رغبة فرنسية بانتخاب عون، وهذا الموقف أتى بعد تنسيق بين البيت الأبيض وقصر الاليزيه.
وبغض النظر عن المسار التي ستسلكه الجلسة فانه من المتوقع ان يفوز العماد عون من الدورة الاولى ويعفى النواب من الذهاب الى الدورات المتتالية ، الا في حال حصلت مفاجآت ليست في الحسبان وهو توقع ضئيل قياسا لحجم التأييد الذي ظهر في اجتماعات الكتل النيابية التي تلاحقت طيلة ساعات ليل أمس لانتخاب قائد الجيش رئيسا.
وفي الوقت الذي اعلن فيه “الثنائي الشيعي” انه لن يخرج عن الاجماع في ما خص انتخاب الرئيس، بقي تكتل”لبنان القوي” على موقفه الرافض لانتخاب قائد الجيش مرتكزاً في موقفه على ان عملية الانتخاب غير دستورية وان من سينتخب لا يملك الأهلية التي تخوله ذلك لأنه كان يحتاج الى تعديل دستوري.
ووفق المعلومات ان نواب “التيار” سيذهب البعض منهم الى التصويت ضد، وربما يلجأ البعض الى التصويت بورقة بيضاء وهو ما يعتبرونه يدخل في العملية الديمقراطية، وقد ابلغ النائب جبران باسيل موفدين من عين التينة وحارة حريك ان “التيار” متمسك بموقفه وهو لن يتراجع عنه تحت أي اعتبار.
ورأت مصادر سياسية متابعة انه في حال لم يتأمن الفوز للعماد عون من الدورة الاولى ربما يلجأ الرئيس بري الى تعليق الجلسة لعدة أيام للوصول الى التوافق، لأن الدورات المتتالية لن تغير من واقع الحال ، لكن الوصول الى هذه المرحلة سيكون له محاذيره على المستوى الداخلي والخارجي .
ورجحت المصادر انه في حال انتهت الجلسة الى انتخاب رئيس، أن تنطلق الاستشارات النيابية في قصر بعبدا الاثنين المقبل لتشكيل حكومة العهد، متوقعة ان يكون لدينا حكومة جديدة مكتملة الأوصاف في وقت ليس ببعيد، كون ان المرحلة تتطلب انتظام عمل المؤسسات لملاقاة المجتمع الدولي برزمة من الاصلاحات التي يعتبرها الممر الإلزامي لوصول اي مساعدة للبنان.