تداعيات لبنانية في الحرب الأوكرانية!
كتبت صحيفة “اللواء”:
تداعيات الحرب المندلعة في أوكرانيا لن تقف عند الحدود الروسية، ولن تقتصر على القارة الأوروبية، خاصة في حال استمرارها فترة أطول مما يتوقعه الجانب الروسي، الذي يسعى جاهداً لتحقيق أهدافه الإستراتيجية، والإطاحة بالنظام الحالي في كييف، في غضون أيام معدودة.
لبنان ودول عربية أخرى لن تبقى بعيدة عن مضاعفات أكبر حرب تشهدها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية. إرتفاع أسعار النفط والقمح أولى بوادر التأثيرات في الأسواق العالمية، فضلاً عن المخاطر المحيطة بتدفقات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية في موسم البرد والثلوج، ناهيك عن التراجع المنتظر في العديد من القطاعات الصناعية.
وإذا كان مخزون القمح في لبنان يكفي لمدة شهرين، كما أعلنت وزارة الإقتصاد أمس، ماذا سيفعل اللبنانيون في حال استمرت أسعار النفط في الإرتفاع، حيث تجاوز سعر برميل النفط سقف المائة دولار في اليوم الأول لإندلاع الحرب.
المشكلة أن البلد يفتقد إلى أبسط خطط تأمين الإحتياطي اللازم للمحروقات، فيما مخزون الشركات المستوردة يلبي حاجات السوق لأيام فقط. الأمر الذي يُحمّل اللبناني نتائج مضاعفة، بسبب فقدان الرقابة الرسمية على محطات توزيع المحروقات التي تنتهز مثل هذه الفرصة لزيادة أسعار البنزين والمازوت، بحجة توفير إمكانيات الشراء بالأسعار الجديدة.
أما العائلات اللبنانية التي حاصرتها الغارات الروسية في الملاجئ، فبدت في حالة من البؤس والإهمال بسبب عدم إهتمام الدولة بتأمين سبل مغادرتها الأراضي الأوكرانية في الوقت المناسب، كما فعلت الدول الأخرى التي حرصت على توجيه الإنذارات السريعة لمواطنيها بضرورة الخروج من البلد المهدد بالحرب الروسية قبل فترات كافية من إندلاع شرارة الحرب…وكأن أزماتنا المزمنة لا تكفينا، فتنهال علينا المشاكل والمحن من كل حدب وصوب، وصولاً إلى تداعيات الحرب المستعرة في أوكرانيا.