رأي

تداعيات تغير المناخ

كتبت دكتور هند الشومر لصحيفة “الأنباء الكويتية” المقال التالي:

في سلسلة من تقارير الأمم المتحدة اتفق العلماء على أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما يزيد على 1.5 درجة مئوية سيساعد العالم على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش، وتشير السياسات المعمول بها حاليا إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.

إن أهداف التنمية المستدامة واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس يمكن أن تحقق العديد من الحلول لتغير المناخ، ومن هذه الحلول خفض الانبعاثات والتكيف مع تأثيرات المناخ وتمويل التعديلات اللازمة وحماية الناس والمنازل والشركات وسبل العيش والبنية التحتية والنظم البيئية الطبيعية، وكذلك فإنه يجب إعطاء أولوية للفئات الأكثر عرضة لتغير المناخ. إن عواقب تغير المناخ متعددة، منها الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي.

ويؤثر تغير المناخ على الصحة وقد يتسبب في الوفيات والمرض نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة التي تزداد تواترا مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات وتعطل النظم الغذائية، وعلى سبيل المثال فقد توفي 44 ألف نسمة أثناء موجة الحر التي اجتاحت أوروبا عام 2003. وكذلك قد يؤدي تغير المناخ إلى بعض المشاكل النفسية وزيادة الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالأغذية والمياه والنواقل.

ولتخفيف الآثار من تغير المناخ، فلا بد أن تقوم جميع الدول بوضع استراتيجيات لتقليل الاعتماد على توليد الطاقة باستخدام الفحم حتى يتم تقليل الأمراض التنفسية والرئوية ويجب تحفيز الناس لاستخدام وسائل المواصلات المعتمدة على النشاط البدني كاستعمال الدراجات والمشي، ولكن أحيانا لا بد من التكيف مع تغير المناخ لأن بعض المستويات لا يمكن ردها أو تغييرها. ويجب إذكاء الوعي بضرورة ضمان أمن الصحة العمومية باتخاذ ما يلزم من إجراءات تغير المناخ ويكون إذكاء الوعي بوضع موضوع تغير المناخ ضمن المناهج الدراسية وتعزيز البحوث التطبيقية الخاصة بحماية الصحة من تغير المناخ.

وإن تعزيز النظم الصحية من أجل التصدي لتهديدات تغير المناخ وتعزيز التنمية الصحية والقدرة على التعامل مع طوارئ الصحة العمومية والاضطلاع بالرصد والتقييم وتعزيز الشراكات بين التخصصات والشراكات بين المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المحلي ومجموعات المهنيين قد تؤدي إلى حماية الصحة من تداعيات تغير المناخ.

فقد أصبحت الكرة الأرضية أكثر دفئا بمقدار 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر وكان العقد الماضي (2011-2020) الأكثر دفئا على الإطلاق، ولا بد من وضع الاستراتيجيات اللازمة وبالسرعة الممكنة لأنه من المتوقع ارتفاع عدد اللاجئين بسبب المناخ لاضطرار بعض المجتمعات للانتقال بسبب تغير المناخ.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى