أبرزرأي

تحرك بو صعب يملأ الوقت الضائع رئاسياً.. والنتيجة صفر

 حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي..

خرقت حركة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب باتجاه مختلف الافرقاء حول الاستحقاق الرئاسي جدار الصمت الداخلي ، ورمت حجرا في المياه السياسية الراكدة من دون ان يبرز اي معطى يؤشر الى امكانية ان تؤدي هذه الحركة الى خرق ما يمكن التعويل عليه للوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية.

واذا كان بو صعب يحرص على اعطاء حركته السياسية الطابع الشخصي والتأكيد بأن هذه الحركة لا دخل لـ “التيار الوطني الحر” بها ، فان هناك من يقول بأن بو صعب كان قد وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجواء ما سيقوم به في سبيل تقريب المسافات بين القوى السياسية وصلا الى انجاز الاستحقاق الرئاسي وقد بارك الرئيس بري هذه الخطوة وكل تحرك من شانه تضييق هوة الخلافات للوصول الى تفاهم على اسم الرئيس المقبل للجمهورية.

تؤكد المعلومات ان بو صعب يتحدث مع الجهات التي زارها بالعموميات. وهو يؤكد بأن لا سبيل للخروج من المأزق الرئاسي الا بالحوار ، والابتعاد عن سياسة الابواب المقفلة ، وهو لم يدخل لا من قريب ولا من بعيد بالاسماء ، كونه يعلم بأن الوصول الى هذه المرحلة يستلزم ايجاد حجر اساس يمكن الانطلاق منه وهذا الحجر لم يعثر عليه بعد ، كون ان شرايين التواصل بين القوى المعنية شبه مقطوعة.

لا شك ان نائب رئيس المجلس ومن خلال مروحة اللقاءات التي قام بها والتي ستستكمل مع قابل الايام ، يدرك ان مهمته صعبة ، وان حل ازمة الرئاسة في لبنان ينتظر كلمة سر ما تأتي من خلف البحار ، غير انه يريد ان يوصل رسالة الى أولياء الامر ، بأن لا غنى عن الحوار لمعالجة الملفات الخلافية على قاعدة اللهم اني بلغت، ففي حال نجح في ذلك كان به، وفي حال أخفق فانه لن يخسر شيئاً وسيكون بريء الذمة امام الرأي العام ومرتاح الضمير بأنه قام بما يتوجب ان يقوم به من موقعه البرلماني والسياسي، وبالتأكيد فان بو صعب سيقوم بجوجلة الافكار والمواقف التي سمعها خلال جولاته ويدونها ويطلع الرئيس بري عليها للبناء على الشيء مقتضاه.

وفي الوقت الذي كان بو صعب يصول ويجول بين بكركي ومعراب ، رُصد موقف متقدم لواشنطن حول الاستحقاق الرئاسي  حيث حضّت الخارجية الاميركية على لسان المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر في بيان البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة، ولوحظ ان هذا البيان تزامن مع تحرك للسفيرة الاميركية في لبنان دورثي شيا باتجاه مقر الرئاسة الثانية وقد فهم من الاهتمام الاميركي بالاستحقاق الرئاسي بعد انكفاء ملحوظ بأن الادارة الاميركية تريد ان تكون شريكة في اية تسوية حول لبنان سيما وان التقارب الايراني والسعودي بهذه السرعة وبرعاية صينية قد اربكها وجعلها تشعر وكأن نفوذها في المنطقة تراجع نوعا ما امام بكين التي حجزت لنفسها مكانا مرموقا في الشرق الاوسط على حساب السياسة الآحادية للولايات المتحدة التي تسببت باندلاع الكثير من الحرائق في المنطقة.

 من هنا فانه اصبح من المسّلم به بأن الحل للأزمة الرئاسية بات خارج السيطرة الداخلية وهو بات في قبضة اليد الخارجية ويخضع الان للمساومات الدولية قبل ضمه الى بنود التسوية التي يتم اعدادها للمنطقة، وان لبنان سيبقى لاسابيع اضافية على رف الانتظار الذي سيترافق مع تفاقم للازمة المعيشية والاقتصادية قبل ان يحين الافراج عن الاستحقاق الرئاسي الذي يشكل المدخل لانتظام عمل المؤسسات ومعالجة الازمات التي تاخذ شكل “بيت العنكبوت” نظرا لتداخلها مع بعضها البعض.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى