شؤون دولية

تحذير إيراني لأوروبا من تصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

حذرت الخارجية الإيرانية من أي خطوة أوروبية لتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، بوصفه «قوة رسمية»، في وقت أبدت عزم طهران المضي قدماً في توثيق علاقاتها مع روسيا ضد ما وصفته «الأحادية الأميركية».

وتبنى البرلمان الأوروبي، الخميس الماضي، بأغلبية ساحقة من أعضائه قراراً يطالب بتوسيع العقوبات على إيران، وتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية، على إثر هجوم شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل، رداً على قصف القنصلية الإيرانية، في دمشق، حيث قضى قادة كبار من «الحرس الثوري».

ومن بين دوافع المشرعين الأوروبيين، إرسال إيران طائرات مسيرة وصواريخ إلى جماعات توصف بـ«الوكيلة لطهران» في المنطقة، وكذلك روسيا التي تخوض حرباً مع أوكرانيا.

وقال كنعاني: «لدينا موقف واضح على هذا الصعيد، لقد أعلنا موقفنا الرسمي رداً على المناقشات التي لا أساس لها وغير المسؤولة التي أثيرت في الاجتماع الأوروبي الأخير».

وكرر كنعاني الرواية الرسمية الإيرانية بشأن الدور الذي يلعبه «الحرس الثوري»؛ الجهاز الذي لديه وحدات موازية لقوات الجيش النظامي، ووزارة الاستخبارات، والقطاع الاقتصادي التابع للحكومة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن كنعاني قوله خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي إن «(الحرس الثوري) قوة عسكرية رسمية، تلعب دوراً مهماً في تأمين الأمن الوطني والحفاظ على الحدود، ومواجهة الاعتداءات والتهديدات الخارجية والعابرة للحدود، وخلق الأمن». وأضاف: «لعب (الحرس الثوري) دوراً مهماً في التنمية والازدهار الاقتصادي والخدمات العامة للشعب الإيراني».

وزعم أن «(الحرس الثوري) هو أكبر قوة مكافحة ضد للإرهاب في المشهد الدولي». وقال: «لا يمكن إنكار دور (الحرس الثوري) الفريد والمصيري في مواجهة الجماعات الإرهابية والإرهاب الدولي والمتعدد الجنسيات في المنطقة».

وذهب أبعد من ذلك عندما قال: «(الحرس الثوري) فقد بعضاً من عناصره في مكافحة إرهاب (داعش). لولا دور (الحرس) هذا لتعرض أعضاء البرلمان الأوروبي لتهديدات (داعش) خلف أبواب برلمانهم… أوصيهم بأن يفكروا جيداً حول (الحرس) وأي قرار يتخذونه».

ويتناقض موقف كنعاني مع خطاب ألقاه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمام النخبة الباكستانيين في إسلام آباد الأسبوع الماضي، واتهم فيه القوى الغربية بـ«صناعة (داعش) في سوريا والعراق».

وعادت دعوات تصنيف «الحرس الثوري» مرة أخرى إلى الواجهة في أوروبا. وقبل قرار البرلمان الأوروبي الأخير، كان موضوع «الحرس الثوري» على جدول أعمال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل أواسط الأسبوع الماضي.

وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا عقوبات على برنامج الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية.

ويتوقع أن تعلق عقوبات أوروبية أيضاً بعدما اتفق زعماء الكتلة في وقت سابق من هذا الشهر، على فرض المزيد من العقوبات على إيران، بما يشمل توسيع نظام العقوبات المتعلق بالطائرات المسيرة ليشمل الصواريخ وعمليات النقل إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.

وتضغط بعض الدول أيضاً على الاتحاد الأوروبي لإيجاد طريقة لتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية.

لكن المسؤولين، وعلى رأسهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يقولون إنهم لم يجدوا بعد أساساً قانونياً لمثل هذه الخطوة، كما أنهم ليسوا على ثقة بأنها ستنال تأييد جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي.

ويدرس المسؤولون الأوروبيون حالياً حكماً قضائياً قد صدر في مدينة دوسلدورف الألمانية يتعلق بأنشطة «الحرس الثوري»، مما يمهد الطريق أمام مساعي تصنيفه على قائمة الإرهاب. وتصنف الولايات المتحدة «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية منذ أبريل (نيسان) 2019.

اتفاقية تعاون شامل

في شأن متصل، قال كنعاني إن موسكو وطهران تواصلان العمل على إعداد وثيقة اتفاقية التعاون الشامل على المدى الطويل، لافتاً إلى أن «توقيع الاتفاق يمكن أن يعطي زحماً لتوسيع التعاون بين البلدين». وأشار إلى «المواقف المشتركة بشأن القضايا الإقليمية والدولية»، بما في ذلك مواجهة «الأحادية الأميركية ومكافحة الإرهاب».

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، في موسكو مذكرات للتعاون ضد العقوبات الغربية على البلدين. ويدرس البلدان منذ ثلاث سنوات توقيع «اتفاقية تعاون شامل لمدة 20 عاماً» على غرار الاتفاقية الموقعة بين طهران وبكين.

وتريد طهران من اتفاقية التعاون أن تكون خطوة متقدمة على مذكرة التعاون التي تربط البلدين منذ عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، في 2001، التي يجري تمديدها كل 10 سنوات. وفي الآونة الأخيرة، طالب المرشد الإيراني علي خامنئي بتوقيع اتفاقيات للتعاون بدلاً من المذكرات، لكي يترتب عليها تبعات قانونية، لضمان استمراريتها وانتفاع طهران منها.

وقال كنعاني إن «توسع التعاون في مكان النقل يمثل أهمية بين البلدين… سنشهد قفزة هائلة في التعاون بين البلدين فيما يتعلق بممر الشمال والجنوب». كما تحدث عن «وجهة نظر مشتركة حول ضرورة وقف الحرب على أهل غزة».

وأشار كنعاني إلى زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، وكذلك كبير المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية علي باقري كني إلى موسكو. وقال إن علاقات البلدين «تسير في الاتجاه الصحيح»، مضيفاً أن «التعاون الثنائي بين البلدين مستمر في مختلف المجالات الثنائية، ونشهد قفزة كبيرة في حجم العلاقات والتعاون بين البلدين». وتابع: «لدى كل من إيران وروسيا تصميم مشترك على زيادة التعاون واتخاذ خطوات جديدة».

وأضاف كنعاني أن «روسيا دعمت عملية الوعد الصادق من جانب إيران ضد الكيان الصهيوني»؛ في إشارة إلى الهجوم الذي شنته إيران في وقت سابق من هذا الشهر على إسرائيل.

ولم يصدر تعليق من موسكو صراحة يعلن عن تأييد الكرملين للضربة الإيرانية غير المسبوقة. واكتفى المسؤولون الروس بدعوة الجانبين إلى ضبط النفس رغم الانتقادات التي وجهتها موسكو لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

زيارة نادرة

وذكرت «رويترز» في فبراير (شباط) أن إيران قدمت عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية إلى روسيا لتستخدمها في حربها مع أوكرانيا. ويُشتبه كذلك في أن كوريا الشمالية تزود روسيا بصواريخ ومدفعية، لكن البلدين نفيا صحة هذا الادعاء.

وفي سياق متصل، أجاب كنعاني على سؤال يتعلق بالتقارير عن زيارة نادرة لوفد كوري شمالي إلى طهران برئاسة وزير التجارة الدولية.

وقال كنعاني إن وفداً من بيونغ يانغ شارك في معرض إيراني بطهران الأسبوع الماضي وبحث التجارة الثنائية مع مسؤولي الحكومة الإيرانية والقطاع الخاص.

ويُشتبه منذ فترة طويلة في وجود تعاون بين كوريا الشمالية وإيران في برامج الصواريخ الباليستية وتبادل محتمل للخبرة الفنية والمكونات التي تُستخدم في تصنيعها.

وقال كنعاني إن بعض وسائل الإعلام سعت إلى تقديم «تكهنات منحازة عن طريق نشر أخبار غير صحيحة وبلا أساس».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى