تبديلات أنشيلوتي تقود الريال للاقتراب من لقب الدوري الإسباني
اجتاز ريال مدريد إحدى العقبات الهامة في حملته نحو استعادة لقب الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم، بعدما قلب تأخره صفر / 2 أمام مضيفه أشبيلية إلى فوز ثمين ومستحق 3 / 2، امس في قمة مباريات المرحلة الثانية والثلاثين للمسابقة.
وعزز الريال، الساعي لاستعادة اللقب الذي فقده في الموسم الماضي لمصلحة جاره اللدود أتلتيكو مدريد، موقعه في الصدارة، بعدما رفع رصيده إلى 75 بفارق 15 نقطة أمام أقرب ملاحقيه غريمه التقليدي برشلونة، الذي لعب مباراتين أقل من الفريق الأبيض.
في المقابل، تجمد رصيد إشبيلية، الذي حقق فوزا وحيدا في مبارياته الست الأخيرة بالبطولة، عند 60 نقطة في المركز الرابع.
وبادر النجم الكرواتي المخضرم إيفان راكيتيتش بالتسجيل لمصلحة أشبيلية في الدقيقة 21، قبل أن يضيف زميله الأرجنتيني إيريك لاميلا الهدف الثاني في الدقيقة 25.
وساهمت تبديلا الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، في صنع الفارق للفريق الملكي في الشوط الثاني، الذي شهد إدراك الضيوف التعادل بعدما أحرز البديلان رودريغو وناتشو فيرنانديز هدفا لكل منهما في الدقيقتين 50 و83 على الترتيب.
وبينما تأهب الجميع لانتهاء المباراة بالتعادل، أهدى النجم الفرنسي كريم بنزيمه النقاط الثلاث للريال، بتسجيله الهدف الثالث للفريق الضيف في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني، من صناعة رودريغو.
بدأت المباراة بهجوم متبادل من كلا الفريقين، قبل أن تشهد الدقيقة الخامسة التسديدة الأولى في اللقاء عن طريق إدواردو كامافينجا، الذي سدد من على حدود منطقة الجزاء، لكنه وضع الكرة فوق العارضة، أعقبها تسديدة من داخل المنطقة من كريم بنزيمه في الدقيقة السابعة، اصطدمت في الدفاع.
في المقابل، سنحت أول فرصة لإشبيلية في اللقاء عن طريق أنتوني مارسيال في الدقيقة الثامنة، حيث أطلق قذيفة من خارج المنطقة، مرت بجوار القائم الأيمن مباشرة.
واصل كلا الفريقين تبادل الهجمات، قبل أن يحصل أشبيلية على ركلة حرة مباشرة من على حدود المنطقة، أحرز من خلالها راكيتيتش الهدف الأول لمصلحة الفريق الأندلسي في الدقيقة 21 .
وسدد راكيتيتش تصويبة رائعة اخترقت الحائط البشري المشروخ للريال، واضعا الكرة على يمين البلجيكي تيبو كوروتوا، حارس مرمى الفريق الملكي، الذي اكتفى بالنظر إليها وهي تعانق شباكه.
ارتفعت معنويات لاعبي أشبيلية عقب هدف راكيتيتش، وحافظ على نشاطه الهجومي، ليحاصر الريال في منتصف ملعبه، قبل أن يحرز إيريك لاميلا الهدف الثاني في الدقيقة .25
وتلقى ماركوس أكونيا تمريرة أمامية، ليمرر الكرة برأسه إلى خيسوس كورونا، الذي انفرد على إثرها بالحارس كوروتوا، الذي خرج من مرماه لملاقاته، ليمرر الكرة إلى لاميلا، الخال تماما من الرقابة، الذي لم يجد صعوبة في تسديد الكرة من داخل المنطقة، واضعا الكرة في الشباك الخالية.
بمرور الوقت، بدأ الريال الاستفاقة من جديد، وتابع بنزيمه تمريرة عرضية أبعدها الدفاع بطريقة خاطئة، ليسدد مباشرة من خارج المنطقة في الدقيقة 32، لكن الكرة ذهبت في منتصف المرمى، ليمسكها المغربي ياسين بونو، حارس مرمى أشبيلية بثبات.
شدد الريال من هجماته، وأرسل لوكا مودريتش تمريرة عرضية من جهة اليمين في الدقيقة 33، لتسقط الكرة من يد بونو وتتهيأ أمام بنزيمه، الذي سدد من داخل المنطقة، غير أن الكرة اصطدمت في الدفاع.
أسرع الريال من إيقاعه في الدقائق الأخيرة ، وكاد بنزيمه أن يقلص الفارق في الدقيقة 43، حيث راوغ الدفاع بمهارة قبل أن يسدد من يسار منطقة الجزاء، لكن الكرة علت العارضة بقليل.
وأهدر بنزيمه فرصة أخرى للريال في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع للشوط الأول، بعدما تلقى تمريرة أمامية ليجد نفسه منفردا ببونو، لكنه سدد برعونة، لتصطدم الكرة بالحارس المغربي وينتهي الشوط بتقدم أشبيلية 2 / صفر على الفريق الأبيض.
واصل بنزيمه مسلسل إهدار الفرص مع بداية الشوط الثاني، حيث أهدر فرصة أخرى في الدقيقة 48، حينما انفرد بالمرمى وسدد على يسار بونو، الذي تصدى للكرة باقتدار.
ولم تمر سوى دقيقتين حتى أحرز (البديل) رودريغو، الذي نزل بدلا من كامافينجا قبل انطلاق الشوط الثاني، هدفا للريال.
وتبادل فينيسيوس جونيور الكرة مع داني كارفخال، الذي أرسل كرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى إلى رودريغو، الذي سدد مباشرة من داخل المنطقة، لترتطم الكرة بباطن العارضة قبل أن تسكن الشباك.
واصل الريال هجومه المشدد بحثا عن هدف التعادل، وأطلق إيدير ميليتاو قذيفة من خارج المنطقة في الدقيقة 52، لكن بونو أبعدها بقبضة يده لركنية لم تسفر عن شيء.
وتلقى بنزيمه تمريرة بـ”عقب القدم” من رودريغو في الدقيقة 63، ليسدد من داخل المنطقة، لكن الكرة مرت بمحاذاة القائم الأيمن، ليرد أشبيلية بأول تصويبة له في الشوط الثاني في الدقيقة 68 عن طريق خيسوس نافاز، الذي سدد من على يمين منطقة الجزاء، لكن الكرة ذهبت إلى ركلة مرمى.
وأهدر رافا مير فرصة مؤكدة لمضاعفة النتيجة لمصلحة أشبيلية في الدقيقة 73، بعدما تابع تمريرة عرضية من الجهة اليسرى، لكنه سدد ضربة رأس غير منضبطة رغم تواجده بمواجهة المرمى مباشرة، لتذهب الكرة بعيدة عن المرمى.
وشهدت الدقيقة التالية إثارة بالغة، بعدما سجل فينيسيوس جونيور هدفا للريال، بعد متابعته تمريرة عرضية من الجهة اليمنى لتمر الكرة من الجميع حتى وصلت للاعب البرازيلي، الذي هيأ الكرة لنفسه قبل أن يسددها في الشباك، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي لمس الجناح البرازيلي للكرة بيده.
وتوقفت المباراة عدة دقائق من أجل مراجعة اللعبة عبر تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، قبل أن يتمسك الحكم برأيه في عدم احتساب الهدف.
وأضاع رافا مير فرصة أخرى في الدقيقة 81، بعدما سدد ضربة رأس ضعيفة، ذهبت سهلة لأحضان كورتوا، ليأتي العقاب سريعا في الدقيقة 83 عقب تسجيل ناتشو فيرنانديز هدف التعادل للريال، بعد مرور دقيقة واحدة على نزوله إلى أرض الملعب قادما من مقاعد البدلاء.
وتابع كارفخال ركلة ركنية أبعدها الدفاع بطريقة خاطئة، ليستخلص الكرة ويمرر عرضية زاحفة من الناحية اليمنى، قابلها ناتشو بتسديدة مباشرة من داخل المنطقة، واضعا الكرة زاحفة على يمين بونو داخل الشباك.
وأهدر بنزيمه فرصة محققة للريال في الدقيقة 85، بعدما تسلم الكرة داخل المنطقة، لكن تسديدته ابتعدت عن القائم الأيمن بسنتيمترات، قبل أن يبتسم الحظ أخيرا للاعب الفرنسي بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
وبعد سلسلة من التمريرات السريعة المتقنة بين لاعبي الريال، وصلت الكرة إلى رودريجو، الذي أرسل تمريرة عرضية زاحفة من الجانب الأيمن لبنزيمه، الذي هيأ الكرة لنفسه، قبل أن يسدد وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى، في حراسة الدفاع، واضعا الكرة على يسار بونو وتحتضن الشباك.
اندفع لاعبو اشبيلية للهجوم بحثا عن هدف التعادل خلال الدقائق القليلة المتبقية من المباراة، ولكن دون جدوى، فيما أهدر الريال فرصة مضاعفة النتيجة في ظل المساحات الخالية في دفاع أصحاب الأرض، لينتهي اللقاء بفوز ثمين للضيوف 3 / 2 على الفريق الأندلسي.