أبرزشؤون دولية

تابع- عبد ربه: عرفات ناشد صدام الانسحاب من الكويت لتجنب «نكبة جديدة»

«الشرق الأوسط» تعيد فتح دفاتر الرحلة الفلسطينية بمفاوضاتها الشائكة وعلاقاتها الصعب

«صبيانية» شارون مع عرفات

رفض شارون مصافحة عرفات. وكان هذا عملاً، في الحقيقة، صبيانياً من شارون، وعملاً شعبوياً ربما وسط التيار اليميني واليمين المتطرف الذي يسانده. لم تكن لذلك قيمة. عملياً شارون هو الذي كان وراء اندلاع الانتفاضة الثانية، وهو الذي قاد الحالة إلى تدهور مستمر، ثم وقعنا في خطأ استفاد منه شارون ووضع الأميركيين في زاوية، وهو السفينة «كارين إيه» التي كانت مملوءة بالسلاح، والتي جاءت عملياً من إيران. جاءت من جزيرة إيرانية، جزيرة كوش، كما قيل، وراقبها الطرفان الأميركي والإسرائيلي منذ لحظة انطلاقها حتى وصلت إلى المياه الإقليمية ثم أوقفوها، واتُهم ياسر عرفات بأنه وراءها.

كلام للتاريخ. ياسر عرفات أنكر كلياً أن تكون له معرفة بها، وحتى عندما طلب جورج بوش وبعض المقربين منه، بمن فيهم (وزير الخارجية الأميركي السابق) كولن باول، أن يعترف عرفات بالمسؤولية لأن اعترافه سيخفف الضغط في هذا الموضوع والتركيز عليه، أصر ياسر عرفات على أنه لا يتحمل المسؤولية.

طبعاً، لا يمكن أن يتم أمر من هذا النوع من دون معرفة عرفات بالتأكيد. والأشخاص الذين حاولوا إدخال هذا الكم من الأسلحة معروفون بأنهم مقربون من عرفات. هذه الأسلحة حتى بالكم والنوع، لم تكن لتؤدي إلى تغيير في موازين القوى، خصوصاً العسكرية ولا تهز أو تؤثر على تفوق إسرائيل العسكري. لكن استخدمت دلالةً على أن عرفات ليس خياره الوصول إلى تسوية وحل، بل الخيار العسكري. وحصلت في تلك اللحظة بعض العمليات ذات الطابع الانتحاري التي جرت داخل إسرائيل والتي مكنت الجانب الإسرائيلي من أن يخمد المحاولات الأميركية لإعادة الاعتبار والحياة للعملية السياسية.

خطأ عرفات في الانتفاضة الثانية

هل ساهمت إيران في تقويض اتفاق أوسلو عبر العمليات الانتحارية؟، يجيب عبد ربه: «لا أعتقد أن إيران كانت ضالعة فيما يتعلق بالعمليات الانتحارية. هذه عمليات كان المسؤول عنها بالدرجة الأساسية حركة «حماس». هناك فصائل أخرى يمكن قامت ببعض هذه العلميات. لا أذكر أن «الجهاد» كانت لها فعالية كبيرة فيما يتعلق بهذا الأمر. إنما صار ذلك جزءاً من حالة دخلت فيها الانتفاضة الثانية إلى العمل ذي الطابع العسكري نقيضاً للانتفاضة الأولى ولبدايات الانتفاضة الثانية حين كانت طابعها شعبياً حتى لو تخلله بعض العمليات العسكرية، فهي لم تصل إلى حد استهداف وتقصد استهداف مواقع مدنية داخل المدن الإسرائيلية.

أعتقد أن عرفات أخطأ في تلك المرحلة. خطأ غير قليل وهناك من يعدُّه خطأ مميتاً، خصوصاً أن ياسر عرفات أوحى لحركة «حماس» بأنه يرضى عن هذه العمليات كعنصر ضغط على الإسرائيليين، وهناك من قال وشهد أن ياسر عرفات قال لبعض قادة «حماس»: نحن كنا خصوماً في الماضي، والآن تحولنا إلى ما يشبه الحلفاء، نتيجة المشاركة في هذه العمليات. أنا ليست لدي أدلة على هذا القول، ولكن بطبيعة الحال كان هناك العديد من المبعوثين الدوليين يأتون ويذهبون ليطالبوا عرفات بإدانة هذه العمليات، فكان يرفض إدانة العمليات بذاتها ولكن يدين أي عمل يستهدف المدنيين ومن الجانبين».

هل كانت هالة ياسر عرفات عائقاً أمام انتشار «حماس» وكيف كانت علاقته بها؟، يقول عبد ربه إن عرفات في مرحلة ما كان شديداً في حزمه ضد حركة «حماس». شديداً للغاية إلى حد الاعتقالات. وأستطيع أن أقول إن في المرحلة الأولى من قيام السلطة في مرحلة إسحاق رابين وما تلاها إلى بداية عهد نتنياهو عندما جاء إلى السلطة عام 1996، كان على استعداد لاعتقال ومطاردة قادة «حماس» وكان يكلف أجهزتنا الأمنية بالقيام بمثل هذا الدور.

عندما تغيّر الاتجاه داخل إسرائيل، وخاصة مع بدء الانتفاضة الثانية وزيارة شارون الكارثية إلى المسجد الأقصى ثم اندلاع الهبة الشعبية، بدأت هذه العمليات. وكان عرفات يرى فيها وسيلة ضغط على الإسرائيليين، من دون أن يتورط هو شخصياً في هذا الأمر.

قبل هذا لابد من أن نستذكر أن التحول نحو تأييد للعمليات العسكرية، بما فيها ضد أهداف مدنية، لم يأتِ هكذا دفعة واحدة. بعد مقتل رابين وفترة انتقالية جاء فيها شيمعون بيريس وجرت انتخابات جاء فيها نتنياهو إلى السلطة في 1996، عقد أول لقاء مع نتنياهو في قاعدة عسكرية إسرائيلية على حاجز إيريز، كما نسميه، عند مدخل غزة.

كنت مع ياسر عرفات في ذلك اللقاء مع نتنياهو ولم يكن قد التقى به قبل ذلك. كان هناك شخص ثالث في هذا اللقاء، ولكن لا أذكر من. نتنياهو بدأ اللقاء بالقول: سيد عرفات أنت تعرف موقفي من اتفاقيات أوسلو التي وقعتم عليها مع شيمعون بيريس وإسحاق رابين، أنا كنت ضد هذه الاتفاقيات، وهذه حكومة جديدة في إسرائيل، وأنا أقول لكم إن هذه الاتفاقيات بالنسبة إلينا قد انتهت وسنستبدل بها قاعدة جديدة اسمها «التبادلية»، بمعنى أنه إذا قمتم بخطوة إيجابية فسنقابلها بخطوة إيجابية من قبلنا، وإذا قمتم بأي شيء سلبي سنقابله بشيء سلبي. بلا مرجعية، المرجعية هي «التبادلية»، قوموا بخطوات إيجابية إذا رضينا عنها سنقابلها بخطوات إيجابية.

كنت في هذا اللقاء مع ياسر عرفات وتقدمت بسؤال إلى نتنياهو: إذا افترضنا أننا سنقبل ذلك، ورغم أننا لا نقبله لأننا نحن وقعنا الاتفاق في أوسلو مع دولة إسرائيل وليس مع حكومة إسرائيلية، وهذا الاتفاق ملزم لكم كما هو ملزم لنا فلا يمكن أن تجري الاتفاقات بين الدول على قاعدة أن تتبدل مع تبدل الحكومات وإلا أصبح العالم غابة. هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية، إذا قمنا باعتماد هذا المبدأ «التبادلية» من يكون الحكم على أن أي خطوة من قبلنا ستكون إيجابية أم سلبية؟ كافية أم غير كافية؟ ومن يكون الحكم عليكم؟ فقال: نحن سنحكم. قلت: إذن أنتم الخصم وأنتم الحكم.

ظهرت ملامح الفشل فطلب عرفات أن يلتقي معه على انفراد في جلسة لمدة نصف ساعة أو أكثر ثم خرج. وفي الطريق إلى غزة، قال لي: «ما فيش فايدة. هذا الرجل يريد أن يدمر «أوسلو» ويدمر الاتفاقات. منذ لحظتها انتقلنا من ياسر عرفات الذي كان يضع رهانه كله على العملية السياسية إلى ياسر عرفات الذي صار أكثر حذراً وصار يعتبر أن إنقاذ العملية السياسية يعني، ليس مستحيلاً، بل أمامه مصاعب هائلة».

صدام قال لعرفات: أرى أنوار القدس كأنوار بغداد

سألت عبد ربه إن كان عرفات أخطأ في تقدير خطورة الغزو العراقي للكويت عام 1990، فأجاب: «بالتأكيد أخطأ. ياسر عرفات كان، في داخله على الأقل، لا يقبل هذا الغزو على الإطلاق. ولكن كان يخاف من التعبير عن ذلك حتى لا يفقد العلاقة مع العراق، عراق صدام حسين في ذلك الوقت. لم يكن مؤيدو ياسر عرفات كثراً في المنطقة، وخاصة بفعل العلاقة المشحونة والمتوترة مع (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد. الاغتراب في تونس لسنوات غير قليلة. وأيضاً لأن العلاقة مع الأردن لم تكن علاقة قد رست على أساس إيجابي، وظل فيها بعض المشاحنات والتوترات. طبعاً علاقة ياسر عرفات مع دول الخليج كانت علاقة جيدة في ذلك الوقت. اختار عرفات أن يمسك العصا من المنتصف اعتقاداً منه بأن الأمر سينتهي بلا حرب، أي بتسوية وبتراجع صدام، وبالتالي ستعود العلاقات العربية – العربية، لكن ربما لن تعود العلاقات الفلسطينية – العراقية إلى سابق عهدها إذا خسر العلاقة مع صدام خلال الأزمة.

طبعاً كان عرفات يأخذ في الاعتبار الدعم الذي يقدمه صدام لمنظمة التحرير. لا أستطيع أن أقارنه بدول الخليج ككل، إنما كان يدعم بشكل فعال. وكان، أهم من الدعم، يفتح طريق العراق لاتصالات عرفات مع الضفة الغربية وغزة عبر الأردن، أي كان يقدم دعماً لوجيستياً وليس فقط مالياً، وحرية الحركة والعمل لعرفات. كان يذهب إلى بغداد يتصل مع من يريد، يقيم علاقات سياسية، ينام مطمئناً. لم يكن يشعر بالاطمئنان الكامل في تونس، حيث تعرض لمحاولة اغتيال. لذلك اختار عرفات إمساك العصا من المنتصف. وظل على هذا الموقف محاولاً البحث عن تسوية وساعياً نحو تسوية».

كنت إلى جانب عرفات حين التقى صدام حسين أكثر من مرة بعد غزو الكويت. ماذا كان موقف عرفات؟، أجاب عبد ربه: «بأمانة طلب منه بوضوح وناشده أن ينسحب. كنا قد التقينا صدام في بيت أو فيلا متواضعة في حديقة الزوراء وهي حديقة أساسية في بغداد. كان ياسر عرفات وحده، ودُعيت أنا إلى اللقاء.

كان «أبو عمار» (عرفات) منفتحاً مع صدام، وقال له إن لديه مخاوف من أن يتعرض العراق لكارثة. صدام كان يحاول إقناعه أن كل هذا من أجل فلسطين. «أبو عمار» استخدم الجملة الشهيرة التي كررها أكثر من مرة: نحن مررنا بالنكبة منذ خمسين عاماً، ويمكن أن ننتظر أيضاً خمسين عاماً لكي تحل قضية فلسطين. لكن لا نريد نكبة أخرى تصيب العراق. لا نريد نكبة أخرى اسمها نكبة العراق. هذه، أنا شاهد، أنه قد كررها، حتى في لقاء كان فيه الملك حسين وعلي سالم البيض، ممثلاً عن اليمن الموحد، وكان حينها نائب الرئيس. ياسر عرفات قال في هذا اللقاء: لا أريد نكبة أخرى اسمها نكبة العراق.

بعد أن انتهينا في حديقة الزوراء من اللقاء، صدام قال له: «اطمئن يا (أبو عمار). أنا عملت حساباً لكل شيء». ولم نفهم ما هو الشيء الذي حسب حسابه، أمسكه من يده ووقفنا على باب الفيلا وأمامنا كانت بغداد في الليل، فقال له: يا «أبو عمار» إني أرى أضواء القدس كما أرى أضواء بغداد الآن أمامي. يعني استعادة القدس.

في الاجتماع الذي سبق، وكان رباعياً، اليمن والأردن ونحن والعراق، قال له «أبو عمار» هذا الكلام، ومن رد على «أبو عمار» (كان) طارق عزيز وقال له: يا «أبو عمار» نحن نريد أن نحرر لك فلسطين ونستعيد لك القدس وأنت ترفض؟ هل هذا الكلام معقول؟ نحن نريد أن نضع كل ثقل العراق ونغامر بالعراق حتى نستعيد القدس وأنت ترفض، هل يعقل هذا الكلام؟

سعدون حمادي أيضاً أكمل كلامه لنا في الخط نفسه. رفع الاجتماع وطلب من وزراء الخارجية، أن يذهبوا لصياغة البيان الختامي مع طارق عزيز ووزير خارجية اليمن الموحد ووزير خارجية الأردن مروان القاسم. كنت بمثابة وزير الخارجية لأنه لم يكن أحد غيري مع ياسر عرفات. كان معنا السفير، كان (المسؤول السابق في منظمة التحرير) الأخ عبد الله الحوراني معنا أيضاً.

طارق عزيز طلب التحذير من «نكبة العراق»

خرجنا، وأمسكني طارق عزيز وكنت أعرفه جيداً، وقال: أرجوك أن تجعل «أبو عمار» يؤكد على الكلام الذي قاله في الاجتماع حول القدس وحول العراق والنكبة، لا نريد نكبة اسمها نكبة العراق. أصابتني الدهشة لأن أول واحد تبرع للرد على «أبو عمار» هو طارق عزيز.

كان طارق عزيز يعرف جيداً خطورة الغزو، لكنه كان مضطراً أن يرد أمام الرئيس. أنا دهشت، فكررها عليّ طارق عزيز، فقلت له: طيب. رجعت فوجدت الرؤساء مجتمعين وحدهم وياسر عرفات معهم، فاستأذنت وقلت له: يقول لك طارق عزيز كرر على الرئيس صدام الكلام نفسه أنه لا نريد نكبة جديدة اسمها نكبة العراق. لازم إيجاد تسوية للأمور. قال لي: من؟ قلت له: طارق عزيز يقول لك كررها. قال: هل أنت متأكد؟ قلت: نعم، قبل دقيقتين سمعتها منه. طلبت منه أن يعيد الكلام مرتين. فكّر للحظة ثم قال لي: طيب طيب. لا أعرف إن كان كرره أم لا. هكذا كانت الأمور تجري».

في 1973، كان عبد ربه في عداد وفد زار بغداد والتقى القيادة العراقية التي كانت تدعم بشدة القيادي المنشق عن حركة «فتح» صبري البنا الشهير بـ«أبو نضال». سألته عن صحة ما يقال عن أن الرئيس أحمد حسن البكر كان يكره ياسر عرفات، فأجاب: «كان يكرهه بشدة. ويستخف به وبطريقة جلفة. دخلنا عليه فقال: كيف رئيسكم؟ كيف قائدكم؟ لم يكن «أبو عمار» اسمه رئيس حينها. قلنا له: بخير ويهديك السلام. فقال: أدز (أرسل) له موسى يحلق به ذقنه؟ هل يربي ذقنه لأنه مناضل فلسطيني، هل تحتاج القصة إلى ذقن؟ كلام من هذا القبيل، شيء مقزز. كان صدام حسين موجوداً وهدّأه قليلاً.

كان الجو متوتراً نتيجة لأحداث «أيلول الأسود» في الأردن في 1970. كانت لدينا أوهام، نحن الفلسطينيين، بأن الجيش العراقي الموجود في الأردن سيتدخل لصالحنا ضد الجيش الأردني. ولكن ذلك لم يحصل، لأن صراع البعثين، حزب البعث السوري مع حزب البعث العراقي، هو الذي كانت له الأولوية. فلما دخل الجيش السوري الأردن، صار العراق يتصور أن أي دخول من جانبه هو تقوية للتدخل من قبل «البعث» السوري، خصمه الحقيقي والأول والأخير. لذلك ارتأوا ألا يقوموا بأي تدخل حتى لا تميل الكفة ويقطف ثمارها «البعث» السوري.

دور القذافي في اغتيال «أبو إياد»

في اللقاء مع صدام في حديقة الزوراء، كان صلاح خلف «أبو إياد» يجب أن يحضر اللقاء، لكنه تذرع في اللحظة الأخيرة بأن عنده مغص معوي، فلم يأتِ. وصدام سأل عنه لأنه كان قد علم أنه سيأتي، سأل عنه فقلت إنني رأيته في الفندق وقال: عنده مغص. لم يبلع هذه الحجة واعتقد أنها لون من ألوان المقاطعة، ولذلك توجهت شكوكنا إلى صدام بأنه هو الجهة التي قامت باغتيال «أبو إياد» فيما بعد. لكن ثبت لاحقاً أنه معمر القذافي وبيد «أبو نضال» الذي كان لاجئاً وقتها في ليبيا.

بيد «أبو نضال» والقرار من معمر القذافي؟، يجيب عبد ربه: «بموافقة معمر القذافي. لم يكن «أبو إياد» ودياً تجاه معمر وكان ينتقده، وكان مقلاً، إن لم يكن منقطعاً، عن أي زيارة إلى ليبيا أو على أي صلة معه. كان معمر يناصبه العداء أو الحذر أو الكراهية.

العملية تمت انطلاقاً من ليبيا، مجيء الشخص من ليبيا، شخص تابع لـ«أبو نضال». طبعاً أحقاد «أبو نضال» ضد «أبو إياد» عميقة وقديمة، وما دام هو في ليبيا وتحت سمع وبصر الليبيين في الحد الأدنى يجب أن يبلغهم عن نواياه، إن لم يكونوا ضالعين معه. أنا تقديري أنهم كانوا ضالعين ولم يكن عندهم مانع من الخلاص من «أبو إياد».

من هو ياسر عبد ربه؟

ولد ياسر عبد ربه في يافا في 1945. هاجرت عائلته بعد النكبة إلى لبنان. كان في سن الخامسة عشرة حين نجح السياسي اليساري اللبناني محسن إبراهيم في إقناعه بالانضمام إلى «حركة القوميين العرب». تابع في الجامعة الأميركية في القاهرة دراسته في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية.

في 1968 كان إلى جانب جورج حبش ونايف حواتمة ووديع حداد في تأسيس «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وشارك في السنة التالية في تأسيس «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» وهو كان الرجل الثاني فيها بعد حواتمة. غادر الجبهة عام 1990 وأسس حزب «فدا»، قبل أن يتخلى عن قيادته ويعمل مستقلاً منذ 2004.

كان لقاؤه الأول مع ياسر عرفات في 1968 إبان «معركة الكرامة» حين تصدت المنظات الفلسطينية الناشئة بدعم من مدفعية الجيش الأردني لقوات إسرائيلية هاجمت بلدة الكرامة الحدودية. ربطته لاحقاً بعرفات علاقة ثقة وطيدة مكنته من لعب دور بارز في الحوار بين أميركا ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ترأس عبد ربه الجانب الفلسطيني في أول حوار مع الولايات المتحدة عام 1989، وكان شريكاً فاعلاً في ما عُرف بـ«مطبخ اتفاق أوسلو». وتولى بعد ذهاب القيادة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة مناصب وزارية. وشارك في معظم لقاءات عرفات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين.

تولى بين 2005 و2015 منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأخرج من منصبه في ختام تلك الفترة بعد خلافات علنية مع الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس. أتاح له دوره في منظمة التحرير المشاركة في لقاءات رفيعة مع زعماء من العالم العربي وخارجه. وربطته علاقة مودة عميقة مع الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش.

متزوج من الروائية ليانة بدر، وله ولدان.

يُتبع..

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى