بين النهاية والبداية.. نحن هنا!
كتب مساعد العصيمي في صحيفة الرياض.
ها نحن نقف عند نهاية عام يمضي، متفائلون بعام سيحضر وآخر يبتعد.. بينهما تدور الأحداث للعام المنصرم.. نقف عند نهايتها التي تعني أن هناك بدايات أخرى سنتلقفها ونعيشها.. التفاؤل أن كل نهاية تعني بداية مختلفة.. النهايات الملتصقة بالبدايات سعي جديد وخطوات أخرى، بدايات تطرح أسئلة مختلفة تقفز فوق خطوات جرى إنجازها وتنشغل بأخرى جديدة، قد نتجاوز فيها محيطنا إلى آفاق أكبر بأسئلة جديدة تتعلق بمستقبل الأفراد وصراع الأمم، أسئلة لاتزال قابلة لإعادة الطرح، وكأنه عالم ما زال يسير في المكان ذاته.. وهنا لن تعنينا الإجابات كثيراً لأن إشراقة عامنا الجديد كسعوديين أكثر قابلية للإجابة والتفاؤل.
إطلالتنا على العالم لعام مضى نفسرها بأنها وجدت وحشية بعد أن تفجرت فيه أشرس الحروب العنصرية، وأكثر النزاعات العرقية دموية، في فلسطين تم فيها انتهاك شعب وقتل أطفال وتدمير أرض لأناس لا ناقة لهم ولا جمل في ما حدث من قبل بلد محتل انتقاماً من مختبئين في الفنادق والقصور لم يدركوا حجم الضرر مما عملوه يوم السابع من أكتوبر بقدر رضاهم عن ما هم عليه من ترف وثراء.
لن نوغل في المآسي الأخرى لكن ما يهمنا هو أن سنة خير جديدة أضيفت على شهادات ميلادنا كسعوديين تُقدمنا خطوة في مشروع رؤيتنا العظيم عرفنا إنجازها، وفرحون بما ستكون عليه خلال العام الجديد، وهذا لن يمنع أن نقف أمام إطلالته، لنحاسب أنفسنا ونتساءل، هل مر العام دون أن نحدث تقدماً سعينا إليه وعملنا من أجله؟.. نضع كشف حساب متكاملاً عنوانه السؤال الأهم: لماذا لم نحقق كل ما أردناه، وكيف نحققه في العام الجديد؟!
بين النهايات والبدايات سنبتعد قليلاً عن الإنجاز السياسي والاقتصادي لأنه يحق لنا أن نسترجع تاريخنا.. إرثنا نفخر به وأهم ما فيه وحدتنا وتلاحمنا اللذان صنعهما المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه -، في صورة هذا القائد العظيم نقرأ الفخر كسعوديين ونشعر بالاعتزاز لأننا لم نعرف – ولله الحمد – سطوة عسكري.. ولا تسلط غربي يريد أن يفرض علينا ما يريد، ولا تصدير ثورات كتلك التي ابتدعها الطائفيون والعسكر الانقلابيون.. لتكون بلادنا مكاناً فسيحاً يتسع للجميع خيراً ونماء.. مما جعلنا نعيش منعمين بخيرات أوطاننا رافلين بالأمن والأمان والاستقرار.
في العام الجديد هل من مُزايد على أهل السعودية وقيادتها؟.. لن يستطيعوا لأن رجع الصدى سيصلهم قوياً من فرط إجماع سيصم آذانهم ويذهب بأبصارهم.. فليزايدوا.. ويكذبوا.. لكن بنا نحن.. لن يجدوا مأربهم.. لأن واقعنا وعلاقتنا بُنيتا على المصداقية.. لا انقسامات.. ولا عبارات ثورية وأيديولوجية فارغة.. نحن بكل مناطقنا امتداد جميل متلاقٍ، عبرنا عنه بتجلٍ في كل مناسبة.. تدعمنا حكمة ملكنا سلمان بن عبدالعزيز وحنكة قائد رؤيتنا محمد بن سلمان.
مع العام الجديد نحمد الله أننا سعوديون، تعلمنا من التجارب.. أدركنا عدونا من صديقنا نعيش نماء وارتقاء جديداً لبلادنا، في ظل تمسكنا بجوهر الوطنية وأخلاقيتها المتجذرة، لأن التزامنا بوطننا وافتخارنا بقادته هي أخلاقيات ثابتة راسخة في أنفسنا، لا انفصال عنها.. في ظل وطن ندعو من قلوبنا أن يحفظ الله بلادنا وقادتها وشعبها وكذلك المقيمون عليها.
أهم القول كل عام وأنت بخير يا وطني.. وطناً نتذوق حلاوته، ننعم بأمنه، نعيش ألقه.. ونثق بأنه سيستمر متطلعاً مستقراً بحول الله وقوته.