بيضون: كلنا نتغنى بالوحدة الوطنية لكن يجب ان نترجم هذا القول الى فعل!
حيا عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور أشرف بيضون “صمود الجنوبيين في أرضهم، وان كان هناك أناس تركوا قراهم وبلداتهم مكرهين بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة”، داعيا الدولة الى القيام بواجباتها تجاه الصامدين وفي نفس الوقت تجاه النازحين، حتى لا يشعر “الجنوبي”، انه ليس قطعة خارج لبنان وليس متروكا”.
ولفت الى ان “هناك من اهلنا حتى هذه اللحظة بعد حوالي سبعة شهور من الاعتداءات الصهيونية والمجازر الذي يرتكبها هذا العدو، ما زالوا صامدين، ومنهم مزارعو تبغ في بلدة عيترون باشروا بزرع أراضيهم، رغم ان هذه البلدة تعرضت على مدى هذه الشهور لاعتداءات اسرائيلية مباشرة ولمجازر وتدمير احياء وبيوت”. وقال :” مهما اعطينا هذا الصامد في أرضه لا يكفي”.
وأشار الى ما يقدمه مجلس الجنوب لبلسمة بعض من “أوجاع المواطن الجنوبي” وما قدمه لترميم مدارس تعرضت للقصف الاسرائيلي بشكل مباشر، وذلك من أجل ان يبقى هناك مكان للطلاب يدرسون فيه دون اي تعطيل”، وقال : من خلال مواكبتناالشق التربوي، هناك 47 مدرسة مغلقة منذ بدء الاعتداءات الاسرائيلية وبعضها تضرر نتيجة القصف المباشر على عدد من البلدات وقد تم ترميمها من قبل مجلس الجنوب مثل ثانوية النبطية للبنات، المعهد الفني الرسمي في جباع وثانوية أنصار ومدرسة رسمية في زفتا واخرى في برعشيت وايضا مدرسة حاورف الرسمية. كما قدم مساعدات لاتحادات البلديات على مستوى المناطق عند الحدود”.
أضاف:”صحيح ان هذه المساعدات، ليست كافية لكنها تبلسم بعضا من الجراح. ومهما كانت المساعدات التي تم تقديمها للمواطن الجنوبي، فانها لاتكفي، لانه اذا شعر ان ليس هناك خلفه دولة تحتضنه – ليس فقط بالكلام انما بالفعل وتقف الى جانبه – فان ذلك سيزيد من همه وألمه الذي لا يعيشه الا إبن الجنوب. ولذلك هم دائما في ساحات العز والكرامة دائما، وهم يعلمون ان هذه الاعتداءات لن يردعها شيئ الا الصمود والمقاومة والتحرير بزنود المقاومين الابطال”.
ولفت بيضون الى ان وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم أيضا المساعدات ضمن امكاناتها”، موجها التحية ل”الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ارض لبنان بكل أطيافهم اللبنانية ولكل الجرحى وتمنى لهم الشفاء”، وقال:” هم كرامة هذا الوطن وهم من يرسمون خارطة هذه المنطقة وإعادة لبنان على الخارطة لكي يكون حاضرا ومساعدا ومتفاعلا مع محيطه العربي والشرق اوسطي”.
وأكد اننا “نصارع عدوا لا يعرف للانسانية أية قيمة ولا يعير للقوانين الدولية والانسانية اي اهتمام واي معيار وكذلك لاي قرارت دولية صدرت”، وقال :”كتب علينا ان نجاور هذا الكيان المصطنع الصهيوني الاسرائيلي الذي يمعن في الاجرام سواء من الفلسطينيين او باللبنانيين كلما سنحت له الفرصة”.
وشدد بيضون على “الوقفة اللبنانية الواحدة في مواجهة هذا الكيان، حيث انه يمكن ان نكون كلبنانيين غير متفقين على نقاط معينة داخليا، لكن المصيبة من هذا الكيان، يجب ان تجمع، لان هذا العدو هو عدو واحد ومشترك لكل اللبنانيين من كل فئاتهم الطائفية والحزبية وخارج الاصطفافات السياسية. فالامام السيد موسى الصدر كان يقول: “أمضى سلاح في وجه الاحتلال الاسرائيلي هو سلاح الوحدة الوطنية”.
اضاف:” كلنا اليوم نتغنى بالوحدة الوطنية والتضامن الوطني اللبناني، لكن يجب ان نترجم هذا القول الى فعل من خلال تكاتف القوى السياسية لخدمة المواطن اللبناني”.
وذكر بيضون معاناة الطالب الجنوبي مع استمرار الاعتداءات، وقال :”الحق يقال اننا ووزارة التربية منتبهون لهذا الامر من الشهر الاول وعملنا قدر المستطاع ليتمكن هذا الطالب من اللحاق ببرنامجه التبوي المقرر. وهنا اوجه التحية لوزير التربية لانه كان الجنوب ساكنا في قلبه على مدى كل هذه الاشهر وكل هذه المعاناة التي نعانيها اليوم وكان هناك مبادرة مع “اليونيسف” لمساعدة الطلاب ان كان على مستوى بدلات النقل على مستوى التجهيزات للطلاب لحضور “الاون لاين”. والمبادرة اثمرت ان يكون هناك الاف الطلاب يتعلمون “اون لاين” وان كان هذا الامر لا يعطي النتيجة المرجوة ولكن سبعين في المئة أفضل من صفر في المئة في عملية التعليم وهي أفضل من لا شيئ”.
وكشف بيضون انه “تم اتخاذ قرار اليوم في الوزارة، وهو تخفيض المنهاج للامتحانات الرسمية على مستوى المناطق الجنوبية نتيجة الظرف الاستثنائي الحاصل وهذا الامر يلزمه متابعة لانه ليس فقط يخص المدارس الامامية على الحدود أيضا الخلفية، حيث بالامس حصل اكثر من اعتداء اسرائيلي على بلدات جنوبية داخلية واخرها في السلطانية وعين بعال وقبلها قرى اخرى. وفي عين بعال اليوم المدارس الرسمية والخاصة مغلقة خوفا من هذه الاعتداءات وبالتالي لن يستطيع الاساتذة والهيئة التعليمية في هذه المدارس من إعطاء المنهاج كما يجب. وقال :” تأثير الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب تربويا هو تاثير مباشر على البلدات الامامية والمدارس والمعاهد والثانويات فيها وهي مغلقة وتاثير غير مباشر التي هي استضافت من “أكره قسرا” على ترك قريته وبلدته حيث اننا نشهد توسعا جغرافيا للاعتداءات الاسرائيلية. وهذا يلزم مدراء المدارس على عدم تحمل مسؤولية حضور الطلاب وبالتالي اقفال المدارس بشكل مستمر وبالتالي يجب ان نأخذ في الاعتبار كل هذا الوضع والواقع على مستوى الجنوب في محافظتيه الجنوب والنبطية وليس فقط على الخط الامامي المحاذي للكيان الصهيوني وبالتالي معالي وزير التربية بين الغاء الامتحانات وبين تخفيض المنهاج اتخذ قرارا أقل “مرورة” وهو تخفيض المنهاج وهذا سيحصل في صف البكالوريا- القسم الثاني حتى يقدر الطالب الجنوبي في هذا الظرف الاستثنائي في الجنوب ان يعبر ودون ان يظلم مرتين، مرة من عدو أجبره على التهجير ومرة ثانية بالزامه بمنهاج كامل متكامل في ظل عدم حضور الطالب بشكل فعال والذهاب الى “الاون لاين”، وبالتالي كان اللجوء الى تخفيض المنهاج”.
وسأل بيضون : كيف يمكن ان نجري انتخابات بلدية او اختيارية في الجنوب في ظل هذا الظرف الحالي وما زلنا لم نؤمن الحد الادنى من احتياجات هؤلاء الناس نتيجة الظرف الاقتصادي وتدهور العملة اللبنانية؟ مشددا على وجوب “التطلع الى الاولويات واليوم الاولوية والبوصلة يجب ان تكون امكانيات الدولة اللبنانية متجهة صوب هذا الاعتداء الصهيوني على لبنان لمساعدة اهلنا في الجنوب”.
وقال :”ما حدا يرجعنا الى الوراء”. اليوم هناك عدو مشترك ولبنان يتعرض لقصف ومجازر والاسرائيلي يخرق يوميا القرار 1701 وكل القوانين والاعراف الدولية. فلذلك يجب ان نتكاتف جميعا بالامكانيات المتوافرة لدينا نضعها اما هذا المواطن اللبناني الذي يدافع عن كل العالم من خلال صموده وتضحيته. ولذلك لا نستطيع ان نترك هذا المواطن في مهب الريح واذا أتينا وتحدثنا عن المصالح التي اقفلت في قضاء بنت جبيل وفي قضاء مرجعيون وقضاء صور وفي البلدات المحاذية وتأثيرها السلبي على الدورة الاقتصادية. وهنا واجب الدولة اليوم والقوى السياسية وهيئات المجتمع المدني ان تتكاتف كلها في قلب واحد لنقف جميعا الى جانب هؤلاء الناس لانه فعلا كرامة الوطن من كرامتهم وشرف الوطن وشرفنا من شرفهم”.
وعن دور “الريجي” في مساعدة مزارعي التبغ في الجنوب، جدد بيضون التأكيد “ان كل ما يمكن ان نقدم لهؤلاء وخاصة مزارعي التبغ لا يكفي”، مشيرا الى مبادرة كانت قد قامت بها ادارة “الريجي” قبل شهور من خلال زرع شتول التبغ لتسليمها الى المزارع، لكن هذا لم يحصل بسبب استمرار الحرب. وهذه المبادرة لم يكتب لها النجاح لهذا السبب. والان ادارة ا”لريجي” تبحث عن مبادرة اخرى وحل آخر يمكنه مساعدة مزارعي التبغ في الجنوب، وهم من كل الالوان الطائفية والمذهبية والسياسية والمناطقية، وبالتالي الريجي تأخذ امر مساعدة هؤلاء في الاعتبار ولن تترك المزارع الجنوبي من دون اي مساعدة في ظل الاعتداءات الاسرائيلية التي ضربت له كل موسم زراعة التبغ”.
ورأى انه من “من العار جدا ان ينبري احد في لبنان ليمنن المواطن الجنوبي”. وقال :
” نحن في حاجة الى تكاتف لتوحيد الرؤية لان ما ينتظر الجنوبيين وما ينتظر لبنان الكثير الكثير لاعادة الوضع الى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الاول الماضي”.
وشدد بيضون على وجوب التفاهم والتوافق من اجل اتنتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات”. وقال : “كلنا معنيون اليوم في خلاص لبنان من أزماته. فلبنان اليوم يدافع ليس فقط عن العرب بل عن كل الامم الحضارية التي تتغنى بالعدالة وحقوق الانسان والديموقراطية والقوانين والمواثيق الاممية”.
ونوه بيضون بعمل عناصر “الدفاع المدني من كل الفئات” “الذين يصمدون اليوم في الميدان ويقومون بعملهم الانساني باللحم الحي ومن دون اي مقابل وتاركين عيالهم وأسرهم في الداخل اللبناني وصعدوا الى خطوط المواجهة، وقال : “انا اسميهم الخط الخلفي الذي يقف خلف المقاوم الذي يدافع عن سيادة وكرامة لبنان وهم من قدم الشهداء على مسرح كرامة الجنوب وهم مسعفون من كل الفئات وهم الحاضرون في بلداتنا الجنوبية. ومهما قمنا تجاههم باي عمل يبقى قليلا في حقهم وهم من يقدم أغلى ما يملكون من دون اي مقابل”.