“بيروت مدينتي” من لائحة انتخابية إلى حزب سياسي
كتب الصحافي مجد بو مجاهد مقالاً في “النهار” قال فيه ان “بيروت مدينتي” شعارٌ رنّان تبادر إلى مسامع اللبنانيين للمرّة الأولى مع استحقاق الانتخابات البلديّة عام 2016. وبقي وقع هذا المصطلح في الأذهان على الرغم من مرور الوقت. تطوّرت اللائحة الانتخابية لتتحوّل اليوم إلى حركة سياسية على صعيد لبنان. كبرت “بيروت مدينتي” فأصبحت حزباً يسعى إلى البناء في كلّ مدينة. فلماذا إطلاق اسم “مدينتي” على الحزب المولود؟ عملت “مدينتي” على تشخيص كيفية الانتقال إلى حزب على مستوى الوطن، بعدما أخذت العلم والخبر من وزارة الداخلية سنة 2019. وتشير المعطيات إلى أن ثمة مرحلة انتقالية يتبعها المنظّمون للانتقال المتدرّج إلى “مدينتي”، مع الحفاظ على شعار “بيروت مدينتي” في الأنشطة الخاصة بالعاصمة اللبنانية لخوض الاستحقاقات النيابية والبلدية. وتتشابه الشعارات في الأهداف والمضمون كما في اختيار تصميم أحرف الحزب الجديد المستوحى في تفاصيله من الشعار الأساسيّ. وقد بدأت الجولات التي تتخذ طابعاً تعارفياً وتعاونياً في عدّة مناطق، بعد انطلاقة باشرت خطواتها الأولى من بيروت. وعُلم أنه بدأ العمل على نطاق محافظة الجنوب في صيدا والنبطية ومرجعيون وكفرشوبا، وصولاً إلى عدد من المناطق في جبل لبنان. وتتواصل حركة “مدينتي” مع المجموعات التي تتلاقى معها في الطروحات على صعيد محافظة الشمال.
وترى حركة “مدينتي” أن لبنان يعاني من عدم وجود أحزاب على المستوى الوطني، باعتبار أنها في غالبيتها ذات طبيعة مذهبية أو مناطقية. وتعتبر أن إحدى أبرز المشاكل التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، تتمثل في غياب الأحزاب على المستوى الوطني للعمل على مواجهة منظومة فاسدة. فهل تنجح في مساعيها لناحية بداية إحداث نوع من التغيير على صعيد خيارات الناس الحزبية والسياسية؟ يشير عضو المكتب السياسي في “مدينتي” طارق عمار في حديث عبر “النهار” إلى أنّ “العمل مستمرّ بتمهّل وسيأخذ وقتاً. وضعنا أسس ورقة سياسية جديدة قمنا بتحضيرها خلال وقت كبير، وشخّصنا داخلها أسباب الأزمة اللبنانية وانهيار الدولة. واقترحنا مسار التغيير بالإضافة إلى برنامج سياسي تفصيلي دستوري على الصعد التشريعية والتنفيذية. ووضعنا خمسة أعمال أساسية في سبيل الاستدامة والخطط التي لا بدّ منها في الشأن الإجرائي مع التركيز على موضوع الحقوق والحاجات وتأمين المطلوب للناس من احتياجات أساسية على صعيد المأكل والنقل والمياه والكهرباء. ولا يكفي تأمين الحاجات فحسب، بل لا بدّ من تأمين الحقوق من خلال القدرة على الفعالية السياسية والتمثّل بالشكل الصحيح”.
وإذ يؤكد عمّار على “أهمية التحاور مع الناس مباشرةً وعلى مسألة الفلسفة السياسية، مع اعتبار المدن صانعة للسياسات على المستوى الوطني كتحوّل على مستوى العالم”، يركّز على “الورقة الأساسية والبرنامج السياسي والانتشار على أساس التواجد في المدن وتفعيل النشاط على المستوى المناطقي، بما يساهم في تعزيز البرنامج السياسي ويدخل المواطن في العمل المباشر لخوض الانتخابات في مناطق مختلفة. ومن هذا المنطلق، يشمل التطوير على صعيد “بيروت مدينتي” كلّ من اسم الحركة والرؤية السياسية المرتبطة بالبرنامج السياسي والمناطقي على الأرض”. ويلفت إلى “أننا نتعامل بواقعية وبراغماتية ونقتنع بضرورة العمل مع بعضنا البعض كمجموعات وأحزاب الانتفاضة من خلال استراتيجية انتخابية يُعمل عليها من دون الاعلان عنها حتى اللحظة. وتبقى النية حاضرة لوضع آليات العمل لدى جميع المجموعات التي تتلاقى مع بعضها البعض في الأهداف والرؤية”.
وفي ما يخصّ التحضيرات المرتقبة للاستحقاق الانتخابي، يقول إن “التحضيرات قائمة للمعركة الانتخابية التي لم تعد بعيدة بل يرجّح حصولها بين آذار وأيار. وهناك عدد من المرشحين المحتملين مع ضرورة السير في نموذج تحالفي مع المجموعات التي نتحالف معها للوصول إلى أفضل صيغة على صعيد اللوائح الانتخابية. ويمكن أن تتبدّل أسماء بعض المرشحين في حال تبيّن أن ثمة مقترحات أفضل من مجموعات حليفة على صعيد المقعد الانتخابي نفسه. ونعمل على أساس ترشيح شخصيات تتمتع بالكفاية المطلوبة، مع التحدث مع المجموعات الأخرى لوضع القدرات والمعايير المحددة وآليات العمل، إضافة إلى حوكمة واضحة للمجموعات المتوافقة مع “مدينتي” في المشروع السياسي من أجل بلورة اللوائح”.