بو عاصي: الدولة اللبنانية أثبتت مرة جديدة فشلها ب..
بعد أشهر من العمل الدؤوب لمواجهة تداعيات الوجود السوري غير الشرعي في قضاء بعبدا، عقد النائب بيار بو عاصي لقاء حوارياً مع رؤساء بلديات بعبدا-الساحل من أجل تقييم وضع النزوح السوري في منطقة بعبدا واتخاذ الإجراءات اللازمة فيما خص هذا الملف الذي بات يشكل خطراً وجوديّاً على المستويين المحلّي والوطني.
اللقاء الذي عقد في بلدية الحازمية ونظمته منطقة بعبدا في “القوات اللبنانية” برئاسة المنسق جورج مزهر شارك فيه رئيس اتحاد بلديات ساحل بعبدا، رئيس بلدية فرن الشباك، التحويطة، عين الرمانة ريمون سمعان، رئيس بلدية الحازمية المضيفة جان الأسمر، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس، رئيس بلدية الحدت جورج عون، رئيس بلدية عاريا بيار بجاني، رئيس بلدية كفرشيما وسيم الرجي، رئيس بلدية بسابا كلود ابي انطون، رئيس بلدية حارة الست طوني خوري، ممثل بلدية بعبدا جوزيف ابي نادر وممثل بلدية المريجة حبيب بستاني، الأمين المساعد لشؤون المناطق في حزب “القوات اللبنانية” جورج عيد، الخبير القانوني المحامي فادي مسلّم، منسق بعبدا جورج مزهر ، منسقة منطقة المتن الأعلى ماري ابي نادر، رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة في “القوات” سينتيا اسمر ورؤساء مركز “القوات” في بعبدا – الساحل وأعضاء المنسقية.
بعد نقاش شفاف وعملاني لتداعيات النزوح السوري في لبنان عموماً وبعبداً خصوصاَ والتشاور بكيفية الحد من مخاطره ومداخلات لعدد من رؤساء البلديات عن الصعوبات التي يواجهونها والجهود التي يقومون بها وسبل تعزيز التعاون بين كافة المكونات في بعبدا في هذا الصدد، كان كلمة ختامية لبو عاصي الذي اكد ان “حماية لبنان من النزوح السوري غير الشرعي أصبحت أمراً ملحاً”، مضيفاً: “هذا الملف يكاد يكون الملف الوحيد الذي يحظى باجماع وطني وانا باللجنة الفرعية في مجلس النواب واستطيع ان أؤكد انط كل الافرقاء من “القوات اللبنانية” الى “حزب الله” يدركون خطورة هذا الملف ويحذرون منها”.
بو عاصي أسف لأن “الدولة اللبنانية أثبتت مرة جديدة فشلها بإدارة ملف حيوي لا بل ملف حياة وموت بالنسبة لوجود لبنان ومستقبله وللتوازن الديمغرافي”، داعياً الى وضع “المناكفات السياسية جانباَ والتعاون من اجل التوصل الى حل”.
كما ذكّر انه توجه الى المجتمع الدولي والدول المانحة حيث كانت له لقاءات في نيويورك وواشنطن وباريس وبروكسيل محذراً من ان لا طاقة للبنان على تحمل هكذا عبء فالخطر عليه اصبح وجودياً”. كذلك، اشار الى انه طالب بوقف الدعم المالي من اجل حض النازحين السوريين على العودة وكان جوابهم “الظروف لم تكتمل لعودتهم” ولكن لم يستطيعوا ان يشرحوا ما هي هذه الظروف التي لم تكتمل.
تابع بو عاصي: “بالتوازي لم يكن هناك قرار مركزي لبناني يفرض على المانحين وقف التمويل. إكتفت الدولة بوضع الاطار القانوني في 9-11-2023 الذي يجمع الوزارات المعنية كافة ويحدد كيفية مقاربة الملف ومعالجة واقع اي سوري مقيم بشكل غير شرعي، لكنها لم تقدم على اي خطوة عملية على ارض الواقع. القرار جيد ولكن لم يطبق منه اي حرف من قبل السلطة المركزية. المشكلة تكمن بعدم جدية الحكومة، لا ادري اذا الامر ناجم عن عدم كفاءة او عدم ارادة”.
بو عاصي شدّد على انه إن فشلت الحكومات المتعاقبة في مقاربة الملف فلا يعني ان نرضى بأن تُفشّل بلدنا، مضيفاً: مقاربة الحكومة للنزوح السوري كأنها تعمل في مشاع لا في وطن. لقد جلت على المناطق الحدودية مع سوريا حيث الجيش واعٍ لمهامه والابراج التي ركبها البريطانيون تسهّل قيامه بعمل محترف، لكن المشكلة ان من تم توقيفهم وترحيلهم ويعاودون الكرة ويتسللون الى لبنان. الامر يتم بشكل منظم من الجانب السوري حيث تتولى الفرقة الرابعة قبض مبالغ مالية على كل سوري يسعى للدخول تهريبا الى لبنان كما أبلغني عدد من الضباط الذين التقيتهم في الجولة الميدانية”.
تابع: “من هنا المسؤولية رميت على كاهلنا. لذا اليوم، البلديات هي المعقل الاخير للدولة اللبنانية وإن اردنا طرح اللامركزية ويجب ان تطرح أقله إنمائيا فالانطلاقة من البلديات. إلا ان هذه البلديات في حال يرثى لها مادياً، لذا علينا ان نتعاون جميعاً رغم قلة الامكانيات. نحن لا نطلب شيئا من البلديات سوى ان يحددوا لنا كيف بإمكاننا مساعدتهم والوقوف الى جانبهم. يجب ان لا نستسلم ونقول انه لا يمكننا ان نقوم باي خطوة إيجابية في ملف النزوح السوري اقله فلنضبط الايقاع ونسعى قدر المستطاع رغم قلة الامكانيات لأن الدولة مستقيلة من دورها”.
بو عاصي الذي شكر كل رؤساء البلديات على تلبيتهم الدعوة ومنسق بعبدا جورج مزهر على الجهد الذي قام به واعضاء المنسقية لتنظيم وإنجاح اللقاء، ختم: “النزوح في الاساس لأسباب امنية لا سياسية او اقتصادية لكن اليوم تحوّل نزوحاً إقتصادياً. يجب ان تستخدم كل الادوات التي يوفرها القانون من اجل التضييق على السوريين غير الشرعيين علّهم يعودون الى بلادهم. إن اتخذنا قراراً سيادياً بمنع تمويل النازحين لا يستطيع المجتمع الدولي والدول المانحة اتخاذ اي خطوة ضدنا. علينا ان نجفف منابع التمويل”.
اللقاء الذي قدمته الاعلامية ايستيل صهيون كان إفتتح بكلمة ترحبية لرئيس بلدية الحازمية جان الاسمر وبعرض قانوني للمحامي فادي مسلم للملف من كافة جوانبه.