بوتين يهدد باستهداف أي قوة غربية تنتشر في أوكرانيا

هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستهداف أي قوة غربية تنتشر في أوكرانيا، وأعرب عن استعداده للقاء الرئيس الأوكراني وضمان أمنه «إن كان جاداً»، فيما أعرب الأخير عن اعتقاده أنه يمكن نشر آلاف الجنود في أوكرانيا بموجب ضمانات أمنية حتى قبل وقف إطلاق النار، في وقت أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيتصل ببوتين قريباً.
وقال بوتين أمس الجمعة خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي: «إذا كانت القيادة الأوكرانية جادة في رغبتها بالتفاوض، فلتأتِ إلى موسكو، وسنضمن لها الأمن بنسبة مئة بالمئة». كما انتقد «المطالب المبالغ فيها» من الجانب الأوكراني بشأن اختيار أماكن عقد اللقاءات، وقال: «أعتقد أن هذا طلب غير مبرر».
كما توعد بوتين الجمعة، أي قوات غربية قد تنتشر في أوكرانيا باستهدافها. وقال «إذا انتشرت قوات أياً كانت هناك، وخصوصاً الآن فيما تجري معارك، سننطلق من مبدأ أنها ستكون أهدافاً مشروعة» للجيش الروسي. وتابع «إذا تم اتخاذ قرارات من أجل التوصل إلى السلام، إلى سلام دائم، لا أرى ببساطة أي معنى لوجودها» على الأراضي الأوكرانية، مؤكداً «يجب ألا يشك أحد في أن روسيا ستلتزم تماماً» بالضمانات الأمنية التي ستقدم لاحقاً لأوكرانيا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن تقديمها من خلال قوات عسكرية أجنبية، مشدداً على أن روسيا يجب أن تستفيد من ضمانات أمنية أيضاً. وصرح بيسكوف بأن جميع الضمانات الأمنية المطلوبة لأوكرانيا شملتها بنود تفاهمات تم التوصل إليها خلال محادثات السلام في إسطنبول عام 2022. وبموجب إطار إسطنبول، تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي وتكون دولة محايدة خالية من الأسلحة النووية. وفي المقابل، تحصل على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. واتهم بيسكوف القارة العجوز ب«مواصلة محاولاتها» لجعل أوكرانيا «مركزاً لكلّ ما هو مُعادٍ لروسيا».
من جهته، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي الجمعة إنه يمكن نشر آلاف الجنود في أوكرانيا بموجب ضمانات أمنية اقترحها حلفاؤها. وقال إنه يجب تسريع وتيرة العمل على الضمانات الأمنية لبلاده، وذلك بعد محادثة وصفها بأنها «هادفة» مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. وقال بعد اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في أوزغورود إنه «نسق معه خطوات» بشأن محادثات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة دان يورجنسن الجمعة إنه في حالة التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، يتعين ألا يعود الاتحاد الأوروبي إلى الطاقة الروسية.
وكان مسؤول في البيت الأبيض أكد أن الرئيس ترامب أبلغ الزعماء الأوروبيين الخميس بأن على أوروبا التوقف عن شراء النفط الروسي الذي قال إنه يساعد موسكو في تمويل حربها على أوكرانيا.كما حث أيضاً على «ضرورة ممارسة القادة الأوروبيين ضغوطاً اقتصادية على الصين لتمويلها جهود روسيا الحربية».
وأعلن ترامب الخميس أنّه سيتحدّث قريباً مع بوتين، على هامش حفل عشاء جمعه إلى كبار رؤساء شركات التكنولوجيا في الولايات المتّحدة.وأكّد المتحدّث باسم الكرملين، بيسكوف، أنّ ترتيب المحادثة بين بوتين وترامب يمكن أن يحدث قريباً.
وأعلنت الصين الجمعة أنها «تعارض بحزم» أي ضغوط تمارس عليها في ما يتعلق بأوكرانيا، بعدما حض ترامب القادة الأوروبيين على الضغط اقتصادياً على بكين بشأن الحرب في أوكرانيا.
ميدانياً، قال قائد سلاح المسيرات الأوكراني الجمعة إن كييف هاجمت مصفاة ريازان النفطية الروسية ومستودع نفط في منطقة لوغانسك التي تسيطر عليها روسيا. وقتل ثلاثة أشخاص في قصف روسي لبلدة خوتيمليا بمنطقة خاركيف في شرق أوكرانيا. كما قتل أيضاً نازعا ألغام أوكرانيان يعملان لحساب المجلس الدنماركي للاجئين خلال هجوم روسي في تشرنيغيف شمال أوكرانيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير «نقطة تجهيز وإطلاق مسيرات بعيدة المدى تابعة للقوات الأوكرانية في منطقة تشرنيغيف».(وكالات)