رأي

بوتين يحشر زيلينسكي في وضعية “زوغزوان”.. فهل نظام كييف مستعد لإنقاذ جنوده المحاصرين؟

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انفتاحه على السماح لوسائل الإعلام بدخول المناطق التي تم حصار قوات كييف فيها. وهذا يطرح السؤال التالي: هل أوكرانيا مستعدة للاعتراف بالهزيمة هناك؟

وأبلغ رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف الرئيس بوتين في وقت سابق أن القوات الروسية حاصرت مجموعات تابعة للقوات الأوكرانية قرب كراسنوارميسك ودميتروف، وكذلك في كوبيانسك.

وحول هذه القضية كتب رئيس مكتب التحليل العسكري والسياسي ألكسندر ميخائيلوف في وكالة “تاس”:

إنقاذ الأوكرانيين

كان اقتراح بوتين واضحا: القوات الروسية مستعدة للسماح لممثلي وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب، بمن فيهم الأوكرانيون، بدخول المنطقة التي تتواجد فيها القوات المسلحة الأوكرانية المحاصرة، ليتمكنوا من الاطلاع على ما يحدث هناك بأنفسهم. وستتخذ القيادة السياسية الأوكرانية القرار المناسب بشأن مصير مواطنيها وأفراد جيشها، كما فعلت في مصنع “أزوفستال” في مدينة ماريوبل. وخلال هذه الفترة، سيتم تعليق العمليات العسكرية في المنطقة.

وانطلاقا من اعتبارات إنسانية، روسيا مستعدة لإنقاذ 10500 جندي أوكراني محاصر. ويجب أن يستمع الغرب جماعيا لمقترحات الرئيس الروسي. وسيكون رد زيلينسكي واضحا للجميع: هل هو مستعد للتدخل من أجل الجنود الأوكرانيين المحاصرين، كما فعل سابقا من أجل كتيبة “آزوف” المتطرفة.

وفي حال رفضت كييف اقتراح الرئيس الروسي لإنقاذ القوات الأوكرانية، فقد يصل نداء موسكو إلى الغرب، والأهم من ذلك، إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وسيكون من المستحيل إخفاء أنباء فقدان منطقتين محصنتين رئيسيتين، لهما أهمية استراتيجية وسياسية أيضا، عن وسائل الإعلام الغربية. كما سيصل إلى ممثلي الدول الغربية، التي تدفع نفقات نظام كييف العسكرية من أموال المواطنين العاديين.

ومن المحتمل أن نشهد الآن استفزازا من جانب أوكرانيا، كما حدث مرات عديدة من قبل. حيث إن خسارة منطقتي كراسنوارميسك وكوبيانسك المحصنتين، التي تضم كل منها 5000 جندي أوكراني، وخاصة في هذه المناطق الحيوية للعدو، لن تكون مؤلمة فحسب، بل ستكون كارثية من حيث السمعة والعواقب العسكرية والسياسية.

زيلينسكي في وضعية زوغزوان

يتواجد فلاديمير زيلينسكي حاليا في وضعية زوغزوان (وتعني بلغة الشطرنج إلزامية التحرك بغض النظر عن النتيجة)، فكل قرار سياسي يتخذه في هذا الوضع سيعني هزيمة أخرى. هذا إن جاز لنا بالطبع وصف المذبحة الدموية التي أشعلها في دونباس بأنها لعبة شطرنج.

ومن المرجح أن يكون زيلينسكي قد أجرى بالفعل أو سيجري قريبا مشاورات مع القادة الأوروبيين بشأن هذه القضية.

والأهم من ذلك، أن الغرب يدرك تماما أن بوتين لا يكذب. عندما يقول فلاديمير بوتين شيئا، يكون كلامه قاطعا. الآن، يقترح الرئيس الروسي إنقاذ الجنود الأوكرانيين، وعلى زيلينسكي اتخاذ قرار عاجل، إما الموافقة أو الرفض. الوقت يمر، والأمور ليست في صالح نظام كييف.

المصدر: “تاس”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى