رأي

“بناء سِجل من الإنجازات في فترة رئاسية لا يكفي لتأمين الفوز بفترة أخرى”.

نستهل جولتنا في الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم السبت من الغارديان، ومقال للكاتب جوناثان فريدلاند عن حظوظ الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويرى فريدلاند أن مأساة بايدن تكمن في تقدّمه في السن بأعين الناخبين وفي هشاشة بنيانه وضَعف الأرقام التي تسفر عنها استطلاعات الرأي.

بينما يفوت على هؤلاء الناخبين جانبٌ هو الأهمّ في الأمر كله، من وجهة نظر الكاتب، وهو أن رئاسة بايدن تعدّ تحوّلا جذريا؛ ففي أقل من ثلاثة أعوام، استطاع بايدن أن يبني سِجِلاً حافلا كفيلا بتوحيد صف التقدميين الأمريكيين، بمَن فيهم أولئك الذين هم في أقصى اليسار الراديكالي.

كما استطاع بايدن، بحسب الكاتب، أن يضع نموذجا اقتصاديا مُلهما للأحزاب الديمقراطية الاجتماعية حول العالم، بما في ذلك بريطانيا.

لكن الخبر السيء بالنسبة لـبايدن يكمن في أن السياسة شيء والحُكم شيء آخر؛ فبناءُ سِجِلّ من الحُكم الرشيد في فترةٍ رئاسية لا يكفي وحده للنجاح في الانتخابات وتأمين فترة رئاسية ثانية.

ولا ينظر الناخبون وهم يدلون بأصواتهم إلى الماضي، وإنما يتطلعون إلى المستقبل، بحسب الكاتب الذي أشار إلى استطلاع للرأي أُجري قبل أيام وأفاد بأن 76 في المئة من الأمريكيين يرون أن بايدن قد أصبح عجوزا بدرجة تتركه أقلّ قدرة على قيادة البلاد.

وفي نهاية الفترة الثانية يتمّ بايدن عامه الـ 86.

والتفت صاحب المقال إلى أقوى منافسي بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب، والذي إنْ كان يصغُر بايدن بثلاث سنوات فقط، فإنه يتمتع بقوة حضورٍ وبقدرة لافتة على استعراض تلك القوة على نحو لا يستطيع بايدن مجاراته.

ويرى الكاتب أن هذه الحقيقة البسيطة تؤثر بقوة على رؤية إدارة بايدن.

ويكمن التحدي أمام الديمقراطيين، على مدى الـ 14 شهرا المتبقية على الانتخابات، في تجاوز تلك الحقيقة ومحاولة التوضيح للناخبين مدى خطورة وفداحة الثمن الذي ستدفعه الولايات المتحدة والعالم كله حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ومن حسن الحظ أن هذه المهمة ليست صعبة بحسب صاحب المقال.

المصدر: بي بي سي بالعربي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى