شؤون دولية

بلينكن يعود إلى إسرائيل بعد جولة عربية.

عاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، إلى إسرائيل، للمرة الثانية خلال أسبوع، بعد جولة عربية سعى خلالها لحشد تأييد ضد حركة «حماس» والبحث عن سبل لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة.

وبعد أربعة أيام من زيارة تضامن إلى تل أبيب بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عاد بلينكن للقاء المسؤولين الإسرائيليين في ظل تحضيرات واسعة تقوم بها إسرائيل لعملية برية في القطاع المحاصر.

وقال الوزير الأميركي للصحافيين في القاهرة أمس: «أريد فرصة لأشاركهم كل ما سمعته، وتعلمته، على مدى الأيام الماضية خلال زيارة الشركاء الآخرين، والتحدث مع حلفائنا وأصدقائنا الإسرائيليين بشأن سبل المضي قدماً»، مضيفاً: «لقد أوضحت أن الأمور لا يمكن ولا يجب أن تكون كما المعتاد مع (حماس) مستقبلاً».

وتابع: «في الوقت عينه، نحن مصمّمون على القيام بكل ما يمكننا القيام به من أجل التعامل مع احتياجات الناس في غزة… لا يجب أن يعاني المدنيون جرَّاء فظائع حماس».

وتأتي عودة بلينكن في ظل تقارير عن أن الرئيس الأميركي جو بايدن يدرس دعوة تلقاها لزيارة إسرائيل تعبيراً عن مزيد من التضامن، بعدما أكد مراراً خلال الأيام الماضية المساندة الأميركية الراسخة للدولة العبرية وتزويدها بدعم عسكري إضافي.

أعلنت إسرائيل الحرب الأحد الماضي، بعد يوم من اختراق مقاتلي حركة «حماس» السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.

و في قطاع غزة، أدت سبعة أيام من القصف الجوي والمدفعي المتواصل إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2670 شخصاً، وإصابة 9600 آخرين، غالبيتهم من المدنيين وبينهم عدد كبير من الأطفال.

«خطأ»

واستجابة لضغوط أميركية، أعادت إسرائيل الأحد ضخ المياه إلى جنوب قطاع غزة بعدما أعلنت قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود وغيرها عن القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون شخص.

كما أعلنت الولايات المتحدة تعيين منسق خاص للمساعدات الإنسانية إلى غزة هو السفير السابق ديفيد ساترفيلد، المتوقع وصوله إلى إسرائيل اليوم.

وحذّر بايدن في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» عبر شبكة «سي بي إس» الأميركية، أمس، إسرائيل من مغبة إعادة احتلال القطاع الذي انسحبت منه في 2005. وقال: «أعتقد أن ذلك سيكون خطأ».

وشددت إدارة الرئيس بايدن خلال الأيام الماضية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها رداً على عملية «حماس»، لكنها لم تأتِ على ذكر ضبط النفس أو الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.

إلا أن واشنطن حذرت أيضاً من إقدام الدولة العبرية على خطوات أكثر تشدداً مثل التهجير الشامل للفلسطينيين، وهو ما أبدى الرئيس محمود عباس وغيره من المسؤولين العرب خشيتهم منه.

ولدى استقباله بلينكن، أمس، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «رد الفعل الإسرائيلي تجاوز الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي».

وكان السيسي ترأس قبيل وصول الوزير الأميركي اجتماعاً لمجلس الأمن القومي تم التأكيد خلاله على «رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار»، في إشارة إلى أصوات تعالت داخل إسرائيل تطالب بنقل فلسطينيي قطاع غزة إلى سيناء.

وتعتزم القاهرة التحرّك دبلوماسياً لقلقها إزاء دعوة الجيش الإسرائيلي أكثر من مليون فلسطيني في شمال القطاع إلى التحرك نحو الجنوب.

ونفى بلينكن إمكانية طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلاً إنها «فكرة محكومة بالفشل». وأضاف لقناة «العربية»، أمس، أنه «يجب أن يتمكن سكان غزة من البقاء بينما تقاتل إسرائيل (حماس)».

عقد بلينكن محادثات في أربع من الدول العربية الخمس، التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى