أخفقت جهود ألمانيا لتأمين المزيد من إمدادات الغاز الطبيعي من قطر، إذ لم يتمكن منتج الطاقة الرئيسي في منطقة الخليج، إلى تقديم أي تدفقات إضافية لمدة عامين آخرين.
وأشار تقرير لوكالة “بلومبرغ” الأميركية، إلى أنّ “قطر يمكنها إرسال الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا من منشأة أميركية جديدة لديها حصة فيها، اعتباراً من العام 2024، ولن يبدأ مشروع التوسعة في الداخل عملياته حتى عام 2026 على الأقل”، في وقت متأخر عما كان متوقعاً.
وتتسابق دول أوروبا لإيجاد بدائل للغاز من روسيا أكبر مورد للقارة، على خلفية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، معتبرةً واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر والولايات المتحدة، أكبر مصدري العالم، جزءاً أساسياً من هذا الحل.
وقال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في مؤتمر صحافي في برلين، اليوم الجمعة: “مهما كان ما يمكننا توفيره لأمن الطاقة في أوروبا، حتى خلال هذه الفترة، سوف نتأكد من أنه يمكننا تقديمه”.
ووقع آل ثاني ووزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك “إعلان نوايا مشترك”، اليوم الجمعة، واتفقا على العمل المشترك على نطاق واسع في مجال الطاقة، إذ تتفاوض الدوحة وبرلين حالياً على صفقة توريد طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال من قطر.
وزار هابيك الدوحة في آذار/مارس الماضي، يرافقه مسؤولون من شركة الكهرباء الألمانية (آر.دبليو.إي) وشركة الطاقة (يونيبر)، لإجراء محادثات بشأن صفقات طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال.
ونظراً لأن قطر تنتج بالفعل أعلى بكثير من طاقتها الإنتاجية، وأعلنت عن عدم نيتها فسخ العقود مع المشترين في آسيا، فإن لديها خيارات قليلة لمساعدة ألمانيا على تحقيق هدفها والمتمثل في الاستغناء عن واردات الغاز الروسي بحلول عام 2024.
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أنّ قطر ستلعب دوراً محورياً في استراتيجية بلاده للتنوع في مصادر الطاقة، مشيراً إلى أنّ “ألمانيا ستطور بنيتها التحتية لاستيراد الغاز المسال بالسفن”.
وقال شولتس في مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر في برلين اليوم: “قضية أمن الطاقة تلعب دوراً مهماً بالنسبة لنا، وألمانيا ستطور بنيتها التحتية لاستيراد الغاز المسال عن طريق السفن”.
بدوره، أكد أمير قطر أنّ “بلاده تعتزم بدء توريد الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا في عام 2024، وأنّ الدوحة ستركز على زيادة استثماراتها في ألمانيا خلال السنوات المقبلة”.
وأضاف أنّ “العلاقات بين دولة قطر وألمانيا متميزة واستراتيجية، وتشمل مختلف المجالات السياسية وجوانب الشراكات الاستثمارية والاقتصادية”.
وتعتزم ألمانيا إنشاء منصات للغاز الطبيعي المسال، وتسارعت وتيرة تنفيذ تلك الخطط مع سعيها للاستغناء عن واردات الغاز الأرخص القادمة من روسيا، على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وكانت مصادر مطلعة قد أشارت في وقت سابق، إلى أنّ “الإعلان لا يعني إبرام صفقات طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال”، وأنّ تلك المحادثات “تواجه تحديات مع إحجام برلين عن قبول شروط قطر لإبرام صفقات مدتها 20 عاماً على الأقل لتأمين كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال تحتاجها ألمانيا”.
وكان وزير الطاقة القطري، سعد شريدة الكعبي، قال في شباط/فبراير الماضي، إنه أبلغ مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، كادري سيمسون، أنّ قطر ستبذل “قصارى جهدها” لمساعدة أوروبا، “لكن هناك قيود” على مستوى الغاز الذي يمكن توفيره. كما قلل الكعبي من قدرة قطر وأي دولة أخرى على استبدال الغاز الروسي في أوروبا على المدى القصير.