بلسان جنرالاتها.. إسرائيل هُزِمت

كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس :

بعد سُباتٍ دام اثنين وخمسين عاما، يعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول المسؤول الأممي الأعلى رتبة في المنظمة الدولية مخاطبة مجلس الأمن الدولي حيث قال: انطلاقا من حجم الخسائر في الأرواح في غضون فترة وجيزة، وبأن الأعمال العدائية وما يترتب عليها من دمار عمراني ومعاناة إنسانية مروعة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر..
 
هذه الرسالة شكلت نوعا من الضغط الدبلوماسي وهو موجه إلى المجتمع الدولي برمته، ليكون رد فعل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ان فترة ولاية أنطونيو غوتيريش تشكل خطرا على السلم العالمي متهما إياه بدعم منظمة إرهابية.

في الواقع هذا غيض من فيض، وأقل ما يمكن أن تفعله دولة احتلال كرد فعل كلامي، خاصة بعد تصريح الجنرال ياغو فليف للصحافيين، وفي قناة موالية لدولة الاحتلال حرفيا لقد انهزمت إسرائيل، ولا عجب ان علمنا أن البكاء يلف تل أبيب بعد الخسائر التي منيت بها رغم استمرارها بارتكاب المجازر، هذا الكلام ثقيل على الصهاينة، وما تقوم به دولة الاحتلال رغم فظاعته انتحار، لأن الجيوش عندما تتحرك إما أن تكون في حالة دفاع، أو في حالة هجوم، أو في حالة هجوم مضاد.

أما الجيش الإسرائيلي فلم يكن في أية وضعية من هذه الأوضاع، لقد كان توغلاً بالدبابات لا يتطابق مع حرب الشوارع، ربما أرادوا إنجازا عسكريا واضحا على الأرض، يبحثون عن ضربة قاضية، يتسترون على خسارات كبيرة فضحتها المقاومة، 180 آلية خلال عشرة أيام بمشاهد موثقة معبرة وأكثر تأثيرا والدليل مؤكد بالصورة، وحسب يديعوت احرونوت فإن الإحتلال يخفي خمسة آلاف جريح وعشرات القتلى، وهذا دليل على عدم احترام معايير الثقة بالنفس، وأحدث الخسائر النوعية حتى هذه اللحظة أسر قائد الفرقة الهندسية عند فتحة احد الانفاق. يبدو أن الأيام المتبقية من هذا العام ستمضي تاركة هذه المواجهة المفتوحة، فالمقاومة ما زالت تمتلك الجهوزية القتالية، والحضور الصاروخي، مع عدم قدرة وصول الاحتلال إلى الأسرى، هذه أمور لوحدها كافية للقول إن العدو في مأزق.

علما أن هناك رسائل ترسل من دول المحور تشي أيضا بوجود تناغم زمني وميداني وعملياتي بين ما يجري من رفع وتيرة المواجهة على جبهة الجنوب أيضا. وهو موضوع الحديث فيه لا يتضح بجمله، لأن العدو أيضا بدأ يضرب بكل قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل السابع من اكتوبر والدليل أنه يقوم باستهداف ممنهج لمواقع حزب الله داخل سوريا.