بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا

حول الصراع الأمريكي الصيني على النفوذ في جنوب شرق آسيا، كتب فلاديمير سكوسيرف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”:
وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى فيتنام. وبعد هذه الزيارة، سيزور ماليزيا وكمبوديا.
وكما ذكرت وكالتا رويترز وبلومبرغ، كان من المفترض في السابق أن تهف رحلة شي جين بينغ الخارجية الأولى إلى استعراض قوة الاقتصاد الصيني وفوائد الاعتماد على الصين. لكن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب غيرت طبيعة الرحلة.
والآن، يتعين على الزعيم الصيني أن يقنع محاوريه بعدم فسخ الصفقات المبرمة مع الصين. وهذا، إذا جاز التعبير، هو الحد الأدنى من البرنامج. ولكنْ هناك هدف آخر أيضًا: محاولة تجنيد الجيران، وتحويلهم إلى شركاء في معركة مشتركة ضد الرسوم الجمركية الأمريكية.
وفي الصدد، قالت الأستاذة بجامعة تورنتو، لينيت أونغ: “زيارة شي جين بينغ لهذه الدول الثلاث تحمل في طياتها دلالة كبيرة. إنها محاولة لتشكيل تحالفات لمواجهة حرب الولايات المتحدة التجارية”.
من المفهوم أن الزعيم الصيني يريد تقديم الصين كشريك مستقر، وليس مثل أمريكا في عهد ترامب، الذي تثير تحركاته قلق الأسواق العالمية.
وقد طلب المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، بشكل مباشر أن تتوقف دول مثل فيتنام وكمبوديا وماليزيا عن العمل كمحطات على طريق البضائع الصينية إلى الولايات المتحدة. وهذا الطلب يفرض على جيران الصين اتخاذ موقف صعب: قطع العلاقات مع أكبر شريك تجاري لهم، أي الصين، أو مواجهة العقوبات. وبعض هذه الدول تستسلم للضغوط الأمريكية.
هذه هي المشكلة التي تواجه بكين. وبالنسبة لدول جنوب شرق آسيا، كما جاء في نشرة صادرة عن كلية الحرب البحرية في واشنطن، رغم تأجيل الرسوم الجمركية الأمريكية، فعاجلا أم آجلا، سيتم تنفيذ (حكم الإعدام).