بكر الحجيري: سنوات العهد أعادت لبنان 600 سنة إلى الوراء
رأى عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري في حديث لصحيفة “الانباء” الكويتية ان الحوار سقط وكان لا بد من سقوطه، لأن الدعوة إليه لم تكن بالأساس بهدف حماية لبنان مما هو قادم بقدر ما كانت لشراء الوقت، في سياق إعادة ترتيب موقع الصهر سياسيا وانتخابيا، معتبرا انها ليست المرة الأولى التي يتعاطى فيها رئيس الجمهورية ميشال عون بخفة مع الوضع الكارثي في لبنان، إذ كان الأجدى به في ظل الانهيار الاقتصادي والنقدي، وفي ظل محاولات حزب الله عزل لبنان عربيا، ان يوجه دعوة خاصة لفريقه الممانع، لمحاورته أولا حول أحقية وقف التهجم على المملكة العربية السعودية والقادة العرب، وثانيا حول ضرورة فك أسر الحكومة، علها تتمكن من تسديد ولو خطوة واحدة يتيمة باتجاه التعافي الاقتصادي.
وسأل الحجيري «حوار بين من ومع من، وما الجدوى من الحوار قبل اربعة اشهر من الانتخابات النيابية، وثمانية اشهر من نهاية العهد، واي حوار مع حزب الله الذي يعتبر نفسه محاورا إقليميا واكبر من البلد؟ والمعروف بالتالي موقفه سلفا من الاستراتيجية الدفاعية، فالرئيس عون نفسه لم ينس بعد، وقد كان الشريك الحصري في إسداء النصيحة مع النائب محمد رعد، للرئيس السابق ميشال سليمان، بأن يبل اعلان بعبدا ويشرب ماءه»، مستطردا: اي حوار مع من لا يأتمر بالشرعية اللبنانية، ولا يعترف أصلا بالكيان اللبناني على انه سيد حر ومستقل، حوار بين مسلحين وتجار بحقوق المسيحيين من جهة، ودستوريين عزل من جهة ثانية، هكذا حوار بهكذا توقيت وعناوين يعطينا اليوم كامل الحق ان نقول بدورنا «بلوا اجندته وشربوا ميِّتا».
وردا على سؤال، لفت إلى ان ست سنوات من عمر العهد أعادت لبنان 600 سنة إلى الوراء، فالبلاد بحاجة إلى مقررات حكومية سريعة لإخراج اللبنانيين من العتمة، لا إلى حوارات ولقاءات ميؤوس منها، فإما ان الرئيس يعيش بكوكب آخر ويدعو بالتالي إلى حفلات زجل سياسي لا طائل منها، وإما انه ليس على دراية بما يحصل في البلاد، مشيرا بمعنى آخر إلى ان من لم يتمكن خلال ست سنوات من ضبط معبر واحد غير شرعي على الحدود مع سورية، ومن ليس لديه مونة على حليفه وشريكه لوقف الشتائم بحق دول الخليج العربي، لا الحوار الجامع، ولا اللقاءات الفردية، ستمكنه خلال ما تبقى من عهده، من إعادة الأضواء إلى ملعبه السياسي.
وردا على سؤال، لفت الحجيري إلى أن تعطيل الحكومة خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة جريمة كاملة الأوصاف والمواصفات، أيا تكن أسباب حزب الله وذرائعه، رافضا في المقابل نسب تعطيل الحكومة إلى الثنائي الشيعي، فالرئيس بري لا تنقصه الغيرة على لبنان واللبنانيين إلى أي طائفة انتموا، ولا يستطيع احد المزايدة عليه في جمع اللبنانيين على كلمة سواء، وهو القادر وبجدارة على إطفاء الحرائق بين الفرقاء اللبنانيين، وقد يكون بالتالي غير موافق ضمنيا على تصرفات حزب الله، الا ان حرصه على عدم انقسام الشارع الشيعي وانزلاقه إلى خلافات دموية لا تحمد عقباها، يضطره من باب الحكمة إلى اتخاذ مواقف من خارج قناعاته السياسية والوطنية.