بقرادوني لموقعنا: انتخاب رئيس هو مفتاح الحلول
كريم بقرادوني-خاص موقع رأي سياسي
كثرت التكهنات والتوقعات حول الهدف الأساسي لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان الى بيروت، في الوقت الذي يستمر الملف الرئاسي في ثلاجة الانتظار بالتزامن مع تطورات تشهدها المنطقة بشكل عام نتيجة الحرب على غزة.
وحول اخر المستجدات أجرى رئيس حزب الكتائب السابق السياسي كريم بقرادوني قراءة شاملة عبر موقع “رأي سياسي” فقال بداية عن زيارة لو دريان الى لبنان وملف الشغور الرئاسي:”من الواضح ان الموفد الفرنسي لم يحمل معه اي جديد، بل ستكون زيارته حسب المعطيات إستطلاعية، كما ان ملف رئاسة الجمهورية تأخر بعد مضي اكثر من عام على الشغور الرئاسي بحيث لم يتم البحث في هذا الملف كما يجب، فالأوضاع الاقليمية تغطي على الاوضاع الداخلية، بينما كان من المفترض ان تدفع التطورات الخارجية بمجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية، من هنا فأنا غير مقتنع بأن الخارج هو صانع الرؤساء في الداخل، رغم تأثيره وتدخله، ولكن اعتبر ان صانع رؤساء الجمهورية هو الداخل، والأهم ان الخطوة التي يجب ان تتخذ هي قيام البرلمان بمعزل عن الخارج بإنتخاب رئيس بشكل فوري، لأن مفتاح الحلول هو بإنتخاب رئيس جمهورية “.
وردا على سؤال قال بقرادوني:”لسوء الحظ اننا لا نملك اكثرية سياسية قادرة، واحدى مظاهر ضعف مجلس النواب هو ان لديه مجموعة اقليات ولكنه لا يملك أي اكثرية، لذلك يجب على الاقليات الإتفاق فيما بينها لانتخاب رئيس للجمهورية رغم ان هناك صعوبة للإتفاق على هذا الامر”.
وحول سبب عدم اتفاق النواب على رئيس قال بقرادوني :”اعتقد انهم بانتظار الوصول الى توافق شامل يضم اكثرية ممثلي الشعب، لا سيما اننا نحتاج الى عقد جلسة نيابية شرعية يحضرها ثلثي أعضاء المجلس وهذا الأمر ليس بالسهل أن يتم تأمينه، وفي الوقت نفسه ليس هناك انتخاب دون وجود نصاب كما انه لا نصاب دون اتفاق الاقليات القائمة في المجلس النيابي، لذلك اعتبر اننا في دائرة مفرغة”.
وعن رؤيته للمستوى السياسي في لبنان قال بقرادوني:” خلال عملي في السياسة منذ اكثر من خمسين عاماً لم يصل الطاقم السياسي الموالي والمعارض الى هذا المستوى”، مشيراً الى ان هناك تراجعاً على هذا الصعيد يؤدي بالتالي الى صعوبة الإتفاق، لان الضعيف عادة لا يستطيع فرض اتفاق بل القوي هو من يقوم بذلك، ولأن الأحزاب والتيارات والقوى السياسية لا تملك قوة سياسية كافية تفرض اجراء الانتخابات الرئاسية التي تحتاج الى وفاق واسع فإننا قد نستمر في الفراغ الخطير، معتبراً ان لبنان اليوم يدفع ثمن ضعفه الداخلي ويتحمل مشاكل الخارج”.
وأيد بقرادوني فكرة ودعوة الرئيس نبيه بري للحوار لمدة اسبوع من أجل الإتفاق على رئيس ومن ثم يدخل جميع النواب الى قاعة المجلس لانتخاب الرئيس بالاكثرية، معتبرا انه لا يجوز الاستمرار من دون رئيس ومن دون وفاق، ورأى ان الرئيس الوفاقي افضل من الرئيس الأكثري ولكن الرئيس الاكثري أفضل من الشغور الرئاسي.
وأشار الى ان التغيير يتطلب ان يُسلم الجيل القديم السلطة تباعاًالى الجيل الجديد وهو لم يتسلمها بعد بشكل كامل، والدليل على ذلك هو ان مجلس النواب يتغيير بشكل واضح ، لافتا الى اننا نعيش في الوقت الحالي مرحلة انتقالية تعتبر من اصعب المراحل .
وحول رؤيته الى مسار الاوضاع في المنطقة رأى بقرادوني بأن المنطقة بدأت معالم التغيير فيها منذ العام 2011 ، مشيراً الى أننا نعيش في مرحلة انتقالية في الشرق الاوسط، واعتبر ان التغيير لم يكتمل بعد، فالأنظمة في المنطقة كلها تتبدل ولكن الامر يتطلب وقتا وبالتالي فانني أعتقد ان المنطقة ستبقى بمرحلة انتقالية طويلة، ويجب على لبنان ان يكون نموذجاً لهذا التغيير لانه أول دولة ديموقراطية وتعايشية بإعتبار ان كل الفئات تتشارك في الحكم.