صدى المجتمع

بفضل علاج جيني… 5 أطفال صم يتمكنون من السمع للمرة الأولى

أصبح لدى خمسة أطفال ولدوا صماً سمع في كلتا الأذنين بعد مشاركتهم في تجربة العلاج الجيني. ووفق تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، لم يتمكن الأطفال من السمع بسبب الطفرات الجينية الموروثة التي تعطل قدرة الجسم على إنتاج البروتين اللازم لضمان مرور الإشارات السمعية بسلاسة من الأذن إلى الدماغ.

وعالج الأطباء في جامعة فودان في شنغهاي الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و11 عاما، في كلتا الأذنين على أمل أن يكتسبوا ما يكفي من السمع ثلاثي الأبعاد للمشاركة في المحادثات ومعرفة الاتجاه الذي تأتي منه الأصوات.

وفي غضون أسابيع من تلقي العلاج، اكتسب الأطفال السمع، وتمكنوا من تحديد مصادر الأصوات، والتعرف على الكلام في البيئات الصاخبة. وذكر الباحثون في دورية «Nature Medicine» أنه تم تسجيل رقص اثنين من الأطفال على أنغام الموسيقى.

وقال الدكتور تشنغ يي تشين، العالم في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن، وهو مستشفى تعليمي بجامعة هارفارد في بوسطن والذي شارك في قيادة التجربة، إن النتائج كانت «مذهلة»، مضيفاً أن الباحثين واصلوا رؤية قدرة الأطفال على السمع «تتقدم بشكل كبير». يستخدم العلاج فيروساً غير نشط لتهريب نسخ عاملة من الجين المصاب، «أوتوف»، إلى الأذن الداخلية. بمجرد دخولها، تستخدم الخلايا الموجودة في الأذن المادة الوراثية الجديدة كقالب لإنتاج نسخ عاملة من البروتين المهم، «أوتوفيرلين». وتظهر لقطات فيديو للمرضى طفلا يبلغ من العمر عامين يستجيب عند سماع اسمه بعد ثلاثة أسابيع من العلاج ويرقص على الموسيقى بعد 13 أسبوعا، بعد أن لم يظهر أي استجابة لأي منهما قبل تلقي الحقن.

مريضة أخرى، وهي فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، تفشل في الاستجابة للأصوات، ولكن بعد 13 أسبوعاً من العلاج فهمت الجمل وتحدثت ببعض الكلمات. لم تظهر أكبر مريضة، وهي فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً، أي استجابة للنغمات التي تم تشغيلها قبل العلاج، لكنها استجابت لها جميعاً بعد ستة أسابيع وتمكنت من المشاركة في التدريب على الكلام منذ الأسبوع الـ 13. يعاني أكثر من 430 مليون شخص على مستوى العالم من فقدان السمع المعوق، منهم نحو 26 مليوناً يعانون من الصمم منذ الولادة. ما يصل إلى 60٪ من الصمم في مرحلة الطفولة يرجع إلى عوامل وراثية. يعاني الأطفال المشاركون في التجربة من حالة تسمى «DFNB9»، ناجمة عن طفرات «أوتوف»، والتي تمثل 2-8% من إجمالي فقدان السمع الخلقي.

وفي يناير (كانون الثاني)، أبلغ نفس الفريق الأميركي الصيني عن تحسن بعد علاج الأطفال الصم في أذن واحدة، ولكن الهدف كان دائما هو توفير السمع في كلتا الأذنين. وقال الباحثون إنه إذا كان بإمكان الأطفال السماع في كلتا الأذنين، فيمكنهم معرفة مصدر الأصوات، وهي قدرة مهمة في المواقف اليومية مثل التحدث في مجموعات وإدراك حركة المرور عند عبور الطريق.

سيستغرق الأمر تجارب أكبر لتقييم فوائد ومخاطر العلاج. يتم حقن العلاج الجيني خلال إجراء جراحي بسيط، وبالتالي فإن علاج كلتا الأذنين يضاعف الوقت الذي يقضيه المرضى في الجراحة. كما أن علاج كلتا الأذنين يزيد من خطر حدوث رد فعل مناعي أقوى، يحدث عندما تتفاعل دفاعات الجسم مع الفيروس الذي يقدم العلاج. وقال تشين: «أملنا هو أن تتوسع هذه التجربة، ويمكن أيضاً النظر في هذا النهج فيما يتعلق بالصمم الناجم عن جينات أخرى أو أسباب غير وراثية».

وتابع: «هدفنا النهائي هو مساعدة الأشخاص على استعادة السمع بغض النظر عن سبب فقدان السمع».

في الشهر الماضي، أصبحت طفلة بريطانية أول شخص يستعيد سمعه في أذن واحدة بعد تلقي علاج جيني مماثل لفقدان السمع الناجم عن طفرات «أوتوف». وقال البروفيسور مانوهار بانس، كبير الباحثين في تلك التجربة، إن العلاج يمثل حقبة جديدة في علاج الصمم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى