أخبار عاجلةأبرزرأي

بعد كارثة طرابلس البحرية: ما هو مصير الانتخابات النيابية؟!

كتب المحلل السياسي

فجعت طرابلس الليلة الماضية بحادثة غرق قارب على متنه حوالي ستين مهاجرا غير شرعي، غالبيتهم من اللبنانيين و تحديدا من المناطق الشعبية في طرابلس و عكار.
و بغض النظر عن أعداد الناجين و الضحايا الذين تم العثور على جثث بعضهم، فان المسألة لا تتوقف عند شرعية او عدم شرعية الهجرة، لانها تتعداها الى مسألة الاسباب و الدوافع التي ترغم البعض على ركوب زوارق الموت و عدم الاتعاظ مما وقع من كوارث للمهاجرين غير الشرعيين الذين سبقوهم في البحر و البر و من جشع تجار البشر.
و بعيدا عن الفلسفات التي تتساءل عن اقدام بعض المهاجرين على اصطحاب زوجاتهم و أطفالهم في مغامرات الموت هذه، فان الدافع الاول هو الهروب من جحيم العيش في بلد لم تعد الحياة فيه ممكنة خاصة للفقراء الذين لا يجدون كسرة خبز او حبة دواء، في بلد أصبح الحصول فيه على ساعة واحدة من التيار الكهربائي الرسمي ضربا من المستحيل، بعد ان عجز معظم الناس عن التنعم بكهرباء الاشتراكات الخاصة.
هذا عدا عن الاستشفاء الذي صار حكرا على الاثرياء، و التعليم الذي صار من الاحلام، و العيش بكرامة الذي أضحى أضغاث أحلام تراود الغالبية العظمى من المسحوقين!
و لان المواطنين يحملون الدولة مسؤولية ما وصلوا اليه من كوارث، و يحمل فقراء طرابلس و عكار نوابهم مسؤولية الظروف التي دفعت البعض للهروب الى الموت، فان ردة الفعل الاولية كانت وقوع أحداث و قلاقل و توترات و ظهور مسلح و اطلاق نار و قطع طرقات، و هذا ما ينذر بالأسوأ كما تبدو الصورة العامة اليوم.
و لان البلد يقف على كف عفريت، و لأن هموم و أحزان المنكوبين في واد و أهواء المرشحين للانتخابات النيابية من أجل التمتع بنعمة الكرسي النيابي في واد اخر، فان مصير الانتخابات المقررة بعد أقل من شهر من اليوم أصبح مرهونا بتداعيات حادثة غرق المركب قبالة شاطئ طرابلس، و هذا بعض ما أوحت به ردود فعل بعض أهالي الضحايا الذين توعدوا نواب و سياسيي طرابلس أن لا يهدأ لهم بال اذا ما كان مصير أحبائهم الغرق في أحشاء البحر!!!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى