لينا الحصري زيلع.
خاص راي سياسي…
الصخب السياسي وازدياد الانقسامات الطائفية واطلاق المواقف التحريضية وشهر كافة أنواع الأسلحة غير الأخلاقية ، اصبح امرٌ رائج في الفترة الأخيرة، وامتد هذه المرة الى أروقة المجلس النيابي المؤسسة الشرعية الوحيدة الكاملة الصلاحيات. فما حدث في البرلمان يوم الثلاثاء الماضي وما سبقه من خلاف سياسي تحول الى طائفي بسبب عقارب الساعة كلها أمور تنذر بإمكانية الوصول الى انزلاقات خطيرة.
وتحوّلت الأنظار عن الازمة الأساس وهي انتخاب رئيس للجمهورية الى توترات وشرخ إضافي بين الأطراف السياسية ، من خلال اللعب على الاوتار الطائفية بدلاً من تضافر جهودها للبحث عن العلاجات لإنقاذ ما تبقى من اساسات الدولة الرئيسية فبات البلد “عصفورية” بكل ما للكلمة من معنى.
واخر فصول المواقف التحريضية والطائفية كانت من خلال خطاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل .
وفي هذا الاطار يقول عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور ميشال موسى ل”راي سياسي”نحن اليوم في وضع اقتصادي واجتماعي سيء جدا ونعاني من ازمة سياسية كبيرة بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية وتكوين حياة سياسية منتظمة في البلاد، لذلك فإننا بحاجة الى هدوء سياسي لان أي خلاف قد يتحول الى كارثة حقيقية ويأخذ أبعادًا غير مسبوقة، خصوصا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وإمكانية التوجه نحو منحى طائفي”.
وإذ يشير موسى الى ان تجارب الماضي اثبتت انه علينا العيش جميعا في دولة واحدة، اعتبر ان المطلوب من الجميع التحدث بلغة وطنية جامعة من خلال حوار جدي وفعلي لانتخاب رئيس للجمهورية والعمل لتخفيف حدة الصراع السياسي، خصوصا ان الخلاف المستشري في المنطقة بين دول كانت مختلفة لفترة من الزمن ،انتهى بعدما تم التوصل الى اتفاق مصيري يجب ان يخلق مناخًا إيجابيا والاستفادة منه داخليًا من اجل حل مشاكلنا المستعصية.
من هنا يدعو موسى الى وقف الخطابات الحادة الطائفية والتشنجية والمسارعة لإيجاد الحلول السياسية التي أصبحت السبب الرئيس في ازماتنا الاجتماعية.
و اكد عضو كتلة التنمية والتحرير مشاركته في لقاء بكركي الذي دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الخامس من نيسان المقبل، مشيرا الى ان هناك إمكانية ان يخلق هذا الحوار الروحي حواراً قبل عيد الفصح ،علماً انني كنت أتمنى ان يكون هذا اللقاء جامع لكل النواب المسلمين و المسيحيين .
مصادر لبنان القوي
من ناحيتها، ترفض مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي قريبة من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عبر موقعنا، الحديث عن الخلاف الحاد الذي جرى في المجلس النيابي يوم الثلاثاء الماضي بين رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب علي حسن خليل وتصفه بانه داخلي بحت، ولكنها اسفت لما آل اليه التعاطي بين أعضاء المجلس النيابي . وتشير الى ان مداولات ما يجري في جلسات اللجان مفترض ان تبقى سرية، ولكنها خرجت الى العلن نتيجة الاشكال الذي حصل وتمت معالجته من قبل الأطراف المعنية، متمنية ان يتم اقفال هذا الخلاف لوقف الشحن.
وحول مواقف رئيس التيار التصعيدية والتي وصفت بالتحريضية، اشارت المصادر الى ان مواقف باسيل لا تمس الطوائف ولا الأديان، وهو اعلن صراحة ان توقيت الصوم لدى المسلمين معروف منذ شروق الشمس حتى مغيبها ، وتعديل الساعة لا يتعلق بمدة الصوم .
ونقلت المصادر ان باسيل يعتبر ان ميقاتي يتعاطى بعنجهية وتصرفاته هي من خارج القوانين ، علما انه لا يمكن تعديل مرسوم بقرار، لذلك هو اعتبر ان من اتخذوا القرار هم متخلّفين، وهو لم يتحدث لا عن المسلمين ولا عن المسيحيين ،و كان واضح في حديثه بان لبنان يطبق كما العديد من الدول العربية اتفاقية التوقيت العالمية.
وإذ نفت المصادر نفيا قاطعا ان يكون باسيل يثير العصب الطائف، اتهمت رئيس الحكومة بإثارة مواضيع جانبية من اجل حرف الأنظار عن فضيحة مناقصة المطار ، وأيضا عن تقرير صندوق النقد الدولي بسبب فشله بالقيام باي إجراءات من شأنها معالجة الازمة التي يتخبط بها البلد.