صدى المجتمع

بعد الصفقات الضخمة… هل سينافس القادسية على لقب الدوري السعودي؟

بينما دشن فريق القادسية تحضيراته على ملعبه بمدينة الخبر للموسم الجديد، وقبل أسبوع من السفر إلى هولندا لإقامة معسكر هناك، طالب قدساويون بخفض مستوى التوقعات بشأن ما يمكن أن يقدمه الفريق في النسخة المقبلة من الدوري السعودي للمحترفين الذي يعود إليه الفريق بعد غياب سنوات وبشكل مختلف على صعيد الاستحواذ والملكية والتعاقدات الضخمة.

وقال عبد الرحمن بورشيد قائد فريق القادسية في عصره الذهبي إن الموسم المقبل يجب أن يكون موسم الاستقرار والتنظيم في صفوف الفريق قبل التفكير في تحقيق منجز، لأن هناك عوامل وصفات يجب أن تتوافر في الفريق الساعي لتحقيق منجز.

وأضاف في رده على سؤال حول إمكانية أن ينافس القادسية على حصد بطولة الدوري في نسختها المقبلة: «هذا غير ممكن من كافة النواحي لأن هناك منافسين متمرسين وجاهزين ولديهم الإمكانات الفنية والعناصر المميزة على مستوى اللاعبين المحليين والأجانب والاستقرار الفني من حيث بقاء المدربين في صفوف فرقهم، يتقدمهم الهلال الذي سيطر على البطولات المحلية في الموسم الماضي وكذلك النصر وأيضا الأهلي، فضلا عن بقية الفرق الأخرى التي يمكن أن تكون لها عودة أقوى مثل الاتحاد الشباب… وحتى الاتفاق».

وبين أن الأهلي الذي مر بظروف صعبة وهبط من خلالها لدوري الأولى وصعد سريعا غير الكثير من عناصره بعد الصعود وخصوصا على مستوى اللاعبين الأجانب إلا أن أقصى ما وصل إليه هو ثالث الترتيب في الدوري رغم أنه تلقى أيضا دعما جماهيريا هو الأكبر وضم لاعبين على أعلى مستوى، فضلا عن كونه أكثر تمرسا في العقدين الأخيرين على الأقل من حيث المنافسة على البطولات مقارنة بالقادسية.

وأشار إلى أن المنافسة يمكن أن تكون في بطولة كأس الملك، وهذا ما حصل فعليا مع الفيحاء الذي حقق البطولة للمرة الوحيدة في تاريخه في الموسم الثاني من الصعود أو حتى الفرق الأخرى غير المصنفة بكونها كبيرة ونجحت في الوصول للنهائي أو حتى الفوز بلقب بطولة الكأس.

وعن الصفقات الكبيرة التي عقدتها إدارة القادسية نتيجة للدعم الكبير الذي حظيت به من قبل شركة «أرامكو السعودية» المالك الحالي للنادي من خلال ضم أسماء كبيرة من اللاعبين يتقدمهم الدولي الإسباني ناتشو الذي يعد أحد أكثر من رفعوا الكؤوس مع ريال مدريد أو غيره من الأسماء الكبيرة التي وقعت للقادسية قال: «بكل تأكيد هي صفقات كبيرة ولها قيمتها وتعد الأكبر في تاريخ القادسية ومن المهم أن يكون لهذه الأسماء فرصة وقت أكبر من أجل الانسجام مع المجموعة ومن ثم التفكير في سنوات لاحقة في المنافسة على حصد البطولات وفي مقدمتها بطولة الدوري، لكن إذا حقق الفريق ثالث أو رابع أو حتى خامس الدوري في الموسم المقبل فسيكون ذلك مرضيا جدا لأنصاره».

وشدد على أن هناك عوامل يجب أن تتوافر في الفريق الراغب في المنافسة على بطولة ذات نفس طويل مثل الدوري، وهي أن يكون هناك احتياطيون بمستوى الأساسيين أو أقل نسبيا بحيث لا يتأثر الفريق بغياب أي لاعب لأي ظرف كان خلال مشوار الدوري.

من جانبه، قال صالح القنبر أحد الهدافين البارزين السابقين في مسيرة القادسية وصاحب الهدف الأول في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية التي حققها القادسية عام 1992، إن القادسية يمر بفترة ذهبية من حيث الدعم وبات يضم في صفوفه نجوما عالميين، وهذا أمر إيجابي ويثير التفاؤل بشأن مستقبل أفضل للفريق.

وعن إمكانية منافسة القادسية على حصد لقب دوري الموسم المقبل قال القنبر: «قد يكون من الصعب جدا حصول ذلك لأن بطولة الدوري تحتاج عدة عوامل ومن أهمها النفس الطويل ووفرة الاحتياطيين البارزين الذين يمكنهم تعويض الأساسيين عدا عن الخبرة والانسجام وهذا متوافر في عدة فرق أخرى متمرسة مثل الهلال والنصر وغيرهما، لكن ذلك ليس مستحيلا على القادسية في سنوات لاحقة إذا ما استمر الدعم والصفقات المؤثرة ليس على المستوى اللاعبين الأجانب بل على مستوى اللاعبين المحليين أيضا».

وبين أن القادسية يحتاج في النسخة القادمة من الدوري إلى الانسجام بين العناصر، فلا يمكن أن نتوقع أن تعود البطولات والأمجاد للقادسية في الموسم الأول، حيث يجب أن يتم التعامل مع الأمر بواقعية وإن كانت التجارب تعطي تفاؤلا بأن يكون الفريق قادرا على المنافسة في بطولات النفس القصير في الموسم الأول من الصعود مثل بطولة كأس الملك.

وأشار إلى أهمية الأخذ بالاعتبار السنوات العجاف التي مر بها القادسية وأثرها السلبي، مشيرا إلى أن طي تلك الصفحة تم فعليا ولكن الآثار قد تبقى لفترة قبل أن يعود القادسية كما عهده أنصاره بل وأفضل في الفترة المقبلة.

واعتبر أن تحقيق الفريق أحد المراكز الأربعة الأولى في بطولة الدوري سيكون بحد ذاته منجزا كبيرا في الموسم الأول من الصعود، لكن الأكيد أن الأهداف ستكبر مع كل موسم في ظل الدعم الذي يحظى به الفريق من قبل مالكه «أرامكو».

أما اللاعب محمد الفرحان أحد أهم الأسماء اللامعة في تاريخ القادسية ومن نجوم الجيل الذهبي أيضا فقد شدد على أن القادسية يمر بمرحلة انتقالية تاريخية كبيرة بعد أن صعد بقوة وتم عقد كثير من الصفقات مع نجوم عالميين، إلا أنه اعتبر أن توقع الحصول على بطولة الدوري للفريق غير واقعي.

وأضاف: «يمكن أن يكون القادسية في المراكز الستة الأولى في النسخة القادمة من الدوري بعد كل الدعم الفني بالصفقات والتي لا يزال ينتظر أكثر منها، ليس على مستوى الأجانب فحسب بل على مستوى المحليين، وهم عامل مهم جدا مهم من أجل تعزيز قوة الفريق وحفظ توازنه».

وأكد أن المنافسة في الدوري تحتاج عوامل كثيرة، من أهمها الانسجام والبديل الجاهز والنفس الطويل وغيرها من الأمور، والتي لا يمكن أن تتوافر في القادسية في الموسم الأول من الصعود، فضلا عن وجود فرق متمرسة في البطولات وفي مقدمتها الهلال الذي يضم أسماء محلية وأجنبية كبيرة واستطاع في الموسم الماضي أن يكسب كل البطولات المحلية.

وعبر عن ارتياحه لحرص الإدارة على توقيع العقود طويلة الأمد مع بعض النجوم بحيث لا تقل عن موسمين لخلق استقرار إيجابي سيأتي بكل تأكيد بنتائج إيجابية.

من جانبه، قال أحمد الرويعي مساعد المدرب الحالي في المنتخب السعودي الأولمبي وقائد القادسية سابقا إن هناك تفاؤلا كبيرا بمستقبل أفضل للقادسية على مستوى المنافسة، مشيرا إلى أن ما ميز القادسية لسنوات هو صناعته للمواهب والنجوم وهذا جانب مهم للاستمرارية والديمومة في المنافسة، حيث إن الاستقرار مطلوب ولم يعد هناك قلق من تفريط النادي في أي لاعب يحتاجه مع استحواذ «أرامكو» على النادي ووجود ملاءة مالية قادرة على حفظ نجوم النادي.

وعن إمكانية المنافسة للفريق على بطولة الدوري في النسخة المقبلة، أكد الرويعي: «نظريا وفنيا وبمقاييس العوامل الأخرى قد يكون الأمر بالغ الصعوبة في أن يفوز القادسية ببطولة الدوري بنسخته المقبلة، ولكن يمكن أن يتم ذلك مع مرور السنوات في القريب العاجل بعد أن يدعم الفريق أكثر بلاعبين محليين وأجانب ويكون هناك استقرار وصنع هوية لفريق بطل قادر على المنافسة في البطولات الكبرى وذات النفس الطويل».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى