بزشكيان: «حزب الله» لا يمكنه البقاء بمفرده في وجه إسرائيل

عراقجي نفى تصريحات الرئيس الإيراني بشأن رغبتها في خفض التوتر مع تل أبيب
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، إن حليفه «حزب الله» «لا يمكنه البقاء بمفرده» في مواجهة إسرائيل، وذلك في وقت نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشدة ما نُقل عن بزشكيان، بأن بلاده لا تريد خفض التوتر مع إسرائيل.
وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» تُرجمت من الفارسية إلى الإنجليزية: «يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على يدَي إسرائيل». ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن بزشكيان إنه «لا يمكن أن يواجه (حزب الله) بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزوّدها الإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة».
وصباح الاثنين، قال بزشكيان أمام نحو عشرين ممثلاً من وسائل الإعلام الأميركية إن إيران لا تريد أن ترى الحرب الحالية في غزة والغارات الجوية على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان تتوسع، حسبما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».
وعما إذا كانت إيران ستدخل الصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، قال بزشكيان: «سندافع عن أي مجموعة تدافع عن حقوقها وعن نفسها». ولم يسترسل في تفاصيل.
وقال بزشكيان: «لا نرغب في أن نكون سبباً لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط؛ لأن عواقبه ستكون لا رجعة فيها»، متهماً إسرائيل بالسعي لجر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة باستفزاز طهران، حسب «رويترز».
وأضاف: «نحن لا نريد القتال»، موضحاً أن «إسرائيل هي التي تريد جر الجميع إلى الحرب وزعزعة استقرار المنطقة… إنهم يسحبوننا إلى مكان لا نرغب في الذهاب إليه.»
وفي وقت لاحق، نفى وزير الخارجية الإيراني بشدة ما نُقل عن بزشكيان بأن إيران مستعدة لخفض التوتر مع «النظام الإسرائيلي». وقال إن السيد بزشكيان لم يدلِ بأي تصريحات من هذا النوع، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
ونقلت «رويترز» عن بزشكيان قوله للصحافيين: «نريد أن نعيش في سلام ولا نريد الحرب. إسرائيل هي التي تسعى إلى خلق هذا الصراع الشامل»، واتهم المجتمع الدولي بالصمت عما وصفه بأنه «إبادة جماعية» تمارسها إسرائيل في غزة.
وقال بزشكيان إنه بينما تصر إسرائيل على أنها لا تريد حرباً أوسع، فإن أفعالها تشير إلى العكس. وأشار بزشكيان إلى الانفجارات القاتلة لأجهزة إلكترونية في لبنان الأسبوع الماضي، والتي ألقى باللوم فيها على إسرائيل، واغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة «حماس» السياسي، في طهران في 31 يوليو (تموز)، بعد ساعات من تنصيب بزشكيان.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران سترد على اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، أواخر يوليو، قال بزشكيان: «سنرد في الوقت والمكان المناسبين، وبالطريقة المناسبة».
ووصل بزشكيان، الأحد، إلى نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي أول زيارة لدولة غربية يقوم بها الرئيس الذي انتُخب في يوليو ووعد بانتهاج سياسة خارجية براغماتية.
ودأب بزشكيان منذ توليه المنصب الشهر الماضي على تأكيد موقف إيران المناهض لإسرائيل ودعمها حركات المقاومة في أنحاء المنطقة، لكن من غير المحتمل أن يؤثر انتخابه على السياسة الإقليمية الإيرانية.
وقوات «الحرس الثوري» الإيراني التي لا تخضع إلا للمرشد علي خامنئي هي التي تحدد السياسة الإقليمية لإيران. وأثار اغتيال هنية مخاوف من اندلاع صراع مباشر بين طهران وعدّوها اللدود إسرائيل في منطقة هشة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة والصراع المتفاقم في لبنان. وتتهم طهران و«حماس» إسرائيل باغتيال هنية. وتعهد «الحرس الثوري» وخامنئي بثأر «شديد» لمقتل هنية. وحتى الآن، امتنعت طهران عن الرد المباشر على إسرائيل التي لم تؤكد أو تنفِ تورطها.
قال ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار لـ«رويترز» في أغسطس (آب) إن طهران شاركت في حوار مكثف مع دول غربية والولايات المتحدة لتحديد حجم الرد على إسرائيل لاغتيال هنية. وقال بزشكيان: «أُبلغنا أنه خلال أسبوع سيكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار» بين إسرائيل و«حماس» المدعومة من إيران «لكن هذا الأسبوع لم يأتِ قط وبدلاً من ذلك واصلت إسرائيل توسيع هجماتها».
في مقابلة مع قناة «إن بي سي نيوز»، كرر محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني تصريحات بزشكيان، لافتاً إلى أن إيران لا تريد حرباً أوسع في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن ظريف الذي يرافق بزشكيان، قوله في المقابلة إن إيران «تحلّت بضبط النفس بعد اغتيال هنية في طهران، ولها الحق في الرد في الوقت الذي تراه مناسباً»، على ما وصفه بـ«الانتهاك الواضح لسيادة» إيران.
وقال ظريف إن «الحكومة الإيرانية مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لإنهاء الحرب في غزة»، دون أن يقدم تفاصيل.
وأضاف: «نحن نسعى إلى عالم أكثر سلاماً واستقراراً لمواطنينا ومواطني الدول الأخرى. نحن لا نرغب في الحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا».
وبشأن الاتفاق النووي، ألقى ظريف الكرة في معلب الأميركيين، وقال إن «الولايات المتحدة لا يمكنها لوم إلا نفسها؛ لأنها هي التي انسحبت من الاتفاق في عهد دونالد ترمب».
وأعرب ظريف عن اعتقاده أن انسحاب ترمب من الاتفاق كان «خسارة مزدوجة». وفي وقت سابق.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقطع مصور نشره على قناته على تطبيق «تلغرام»، الاثنين، إن إيران مستعدة لبدء مفاوضات نووية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إذا «كانت الأطراف الأخرى راغبة في ذلك».