بريطانية في الستين جدفت بالمحيط الأطلسي وتحلم بجبال هيمالايا
عندما بلغت البريطانية سيان ديفيز الـ61، قرّرت التجديف عبر المحيط الأطلسي. وبحلول مارس (آذار) 2021، كانت مديرة شؤون الرياضة والترفيه المُتقاعِدة، بين طاقم من 12 شخصاً انطلقوا في رحلة مواجهة الشمس والملح والتيارات العنيفة.
تروي صحيفة «الغارديان» حكاية هذه المغامرة، وتنقل عن ديفيز قولها: «تولّينا التجديف على مدار نوبات، مدة كل منها 3 ساعات. انتابني دوار البحر، وكنتُ أجدف وأنهار. مررتُ بأوقات عصيبة».
مع ذلك، لم تستسلم. وبعد 42 يوماً على سطح الماء، وصلت إلى أنتيغوا في منطقة الكاريبي لتصبح واحدة من 6 نساء فقط في العالم فوق الـ60 يجدفن عبر الأطلسي. علّقت: «كنت منهكة، ولكني شديدة الفخر بنفسي. تجربة مُلهِمة أن أحقّق هذا الإنجاز في سنّي وأكتشف حجم ما يمكنني فعله».
بدأت ديفيز التجديف في الـ53 من العُمر، بعدما شاهدت قارباً بـ6 مجاديف في ميناء بريستول. تملّكها الانبهار وتحدّثت إلى أفراده، فشجّعوها على التجربة: «أدمنتُ الماء. شعرتُ بأنّ جسدي بأكمله يعمل، بينما نسائم الهواء النقي تلامس بشرتي بشكل مذهل».
لكنّ اجتياز المحيط الأطلسي لم يخطر لها قبل عام 2017. عانت ديفيز مشكلات في الظهر بشكل متقطّع منذ مراهقتها، حدّ إصابتها لاحقاً بالعجز عن السير. شُخِّصت حالتها بانزلاق غضروفي، وقضت أشهراً تعاني من الألم. تذكُر تلك المرحلة: «بدأتُ أفكر في أشياء يمكن التطلُّع إليها بعد خضوعي لجراحة. قرأتُ عن النساء المغامرات، وافتُتِنتُ بالتجديف في المحيطات».
اضطرت إلى تأجيل خططها لتدهور صحة والدتها: «كلما قرّرتُ الانطلاق، تلقّيتُ مكالمة تخبرني أنّ أمي في المستشفى. في النهاية، توقّفتُ عن التخطيط. بمجرّد إصابتي بالعجز، أدركتُ أنه ينبغي فعل شيء لإضفاء قيمة على حياتي قبل فوات الأوان. عندما تتقدّم بالعمر، تتركّز الأهمية في تجاربك، وليس بما تملكه».
بعد خضوعها لجراحة ناجحة في العمود الفقري، تنقّلت ديفيز بسيارتها في أنحاء بريطانيا للقاء نساء خُضن تمارين تجديف لتعزيز قدرتهن على التحمُّل. ومع استماعها إلى تجاربهن ونصائح رياضيين، اكتسبت الثقة. بعد مدّة، بلغها تولّي شركة تصنيع قوارب جديدة اختيار فريق للقيام برحلة أولى عبر الأطلسي.
ولأنّ معظم الأعمار تراوحت بين 18 و40 عاماً، اتّبعت برنامجاً تدريبياً مكثّفاً. وعندما حان وقت الانطلاق عام 2021، تردّت صحة والدتها: «شعرتُ أنها قد تموت خلال وجودي في المحيط. ولكن كان عليَّ إنهاء ما بدأته، فودّعتها. عندما عدتُ، ابتسمت لي. ما أنجزته جعلها تشعر بالفخر وشجّعها على المضي قدماً في الحياة».
بفضل رحلتها الاستكشافية، تحمّست ديفيز تجاه تعزيز ظهور النساء في رياضات التحمُّل. ومذاك، أمضت السنوات في التخطيط لتحقيق إنجازات جديدة: «أخطّط لتحطيم أرقام قياسية عالمية عبر التجديف حول بريطانيا عندما أتمُّ 64 عاماً. كما أرغب في ركوب دراجة نارية عبر جبال الهيمالايا. لا تُتاح للنساء دوماً فرصة إنجاز ما يرغبن في القيام به بسنّ أصغر. يمكننا محاربة صورة نمطية مفادها أنّ المغامرة حكر على الرجال».
ألهمتها محنة وفاة والدتها في يوليو (تموز) 2023 مواصلة الطريق: «جسدي يتغيّر والتحدّيات تتكاثر. هذا يؤجّج رغبتي في تحقيق المزيد».