برو لخريجي الجامعة اللبنانية الدولية: كونوا واقعيين في اختيار اهدافكم مراعاة للظروف الموجودة

احتفلت الجامعة اللبنانية الدولية LI W بتخريج طلابها للعام 2021-2022 برعاية عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب رائد برو وحضوره، خلال احتفال أقيم في مجمع “اوريزون” في حبوب- جبيل. حضر الحفل رئيس بلدية حجولا ماجد ديب ابراهيم، رئيس المؤسسة الخيرية الاسلامية لأبناء جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص، الاب الدكتور باسم الراعي، الشيخ احمد اللقيس ممثلا المفتي الشيخ غسان اللقيس، العميد المتقاعد زخيا الخوري، عدد من المخاتير، مدير مكتب النائب برو زاهر حيدر، عمداء ودكاترة الجامعة واهل الخريجين ومدعوون.
بدأ الاحتفال بمعزوفة فنية لكريم بوادة ثم دخول موكب الخريجين فالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، الى كلمة عريفة الاحتفال نانسي ضاضون.
نبعة
ثم ألقت الطالبة جينان نبعة كلمة الخريجين ، قالت فيها: “حلم الأمس قد أصبح حقيقة وحلم اليوم كما بالأمس سيتحقق، لم تكن سنوات الدراسة هينة، لا بل كانت عصيبة، لقد عاش شعب لبنان وطلبته بطبيعة الحال ظروفا مستعصية من انهيار البلاد اقتصاديا – اجتماعيا كما جائحة كورونا العالمية تبعها فاجعة الرابع من آب . فإن كل ما سبق كان بمثابة نفق مظلم لبثنا فيه لكننا اليوم بفضله تعالى وعونه وبمثابرتنا وإصرارانا وصلنا إلى النور في آخر هذا النفق نور العلم والاجتهاد، فارفعوا رؤوسكم يا زميلاتي وزملائي وافرحوا بإنجازاتكم فأنتم لستم خريجين فقط بل أنتم أبطال وأنتم نجاة. أنتم أمل عائلاتكم ووطنكم”.
بو رعد
وألقى مساعد عميد كلية العلوم والفنون الدكتور رولان بو رعد كلمة الجامعة هنأ فيها الخريجين وقال: “هؤلاء الشباب والشابات لم يصلوا الى هذه المرحلة في ظروف طبيعية بل جدا استثنائية فرضتها عليهم جائحة كورونا وما نتج عنها لاسيما الانتقال من التعليم الحضوري الى التعليم عن بعد والتحديات التي فرضها هذا النوع من التعليم والذي كان صعبا جدا”.
أضاف: “الخريجون اليوم امام مرحلة انتقالية مهمة جدا من حياتهم بالانتقال من الجامعة لأن يكونوا اناسا فاعلين في المجتمع وهذه المرحلة من أصعب المراحل التي يعيشها الانسان الذي عليه ان يعرف كيفية التعامل مع الظروف الصعبة التي يمر بها وان يقارب المشكلة بطريقة علمية وهذا هو الزاد الذي يحمله طلابنا اليوم لمواجهة صعوبات الحياة وصولا الى النجاح المنتظر لاسيما في هذا الظرف الذي نعيش فيه اليوم”.
وقال: “لبنان وصل الى ما وصل اليه لأن وطننا لم يعد يشبه جامعاتنا، ولأن مقاربتنا للمشاكل ليست مقاربة علمية فاذا اردنا ان يكون الغد افضل مما نعيشه اليوم على كل طالب وخريج ان يحمل معه زاده الجامعي من اجل التغيير المطلوب للواقع الذي نعيشه في مجتمعنا ووطننا، لكي يصبح وطننا يشبه طموحاتكم ونجاحاتكم ونظرتكم الى الحياة والاهم وطن يستطيع ان يقول لأهلكم شكرا على كل ما قدمتموه لنا وحان الوقت لكي نساعدكم نحن”.
وختم: “انتم شباك الامل الذي ننظر من خلاله الى الغد من اجل بناء الوطن”.
جعفر
وكانت كلمة للمشرفة التربوية السابقة في وزارة التربية والتعليم العالي مهى جعفر توجهت فيها الى الخريجين بالقول: “أعرف أنكم تتساءلون: أين ستذهب بنا الدروب بعد زوال خدر الفرحة بالنجاح اليوم؟ وكيف سنعد أنفسنا للمرحلة المقبلة بالمقومات المتاحة؟ أقول لكم: أنتم اليوم حصلتم جواز عبور إلى الحياة العملية، وهي لن تكون سهلة وستتطلب منكم صبرا وتضحية وصلابة…وأنتم أهل لذلك! لا يحبطنكم عدم تحقق مخططاتكم في الأوان الذي رصدتموه لها لأن لله مواقيته التي يعرف صالحنا فيها فلا تجزعوا من التغيير ولا تقنطوا من تأخر ما تريدون، بل أعيدوا دراسة واقعكم وقدراتكم لتبنوا على الشيء مقتضاه وفق المعطيات المتوفرة”.
وأردفت: “نحن في زمن الرقمنة والعولمة والانفتاح الفكري، فتسلحوا لغيكم، أكملوا دراساتكم العليا لأن البحث العلمي هو الهدف والركيزة، وحصلوا الخبرات العملية بالتمرن والتدرب في مجالات اختصاصاتكم. اعملوا على تحصيل المهارات التكنولوجية المتنوعة وتعلموا اللغات، اعملوا على اتباع مناهج التنمية البشرية لتنموا ذواتكم وتتواصلوا مع المجتمع بيسر، ووسعوا دائرة علاقاتكم الاجتماعية الإيجابية. اجعلوا ألسنتكم ناطقة بالحق وقلوبكم نابضة بالإنسانية والإيمان الرحمة وعقولكم ناهجة بالمنطق العلمي والقيم الأخلاقية والدينية. وليس هذا بمحال لأنكم ربيتم في بيوت مداميكها بنيت بالمحبة والتضحية والعطاء، وتلك الركيزة الأولى التي أوصلتكم إلى مجدكم هذا اليوم”.
وتابعت: “أنتم نور الله في قلوبنا، وامتداد وجودنا، وقادة هذا الوطن إلى المجد الرباني والنور العظيم… تلك عصاكم شقوا بها عباب مجد لبنان لكم”.
وختمت: “عظماء أنتم ! أتعلمون لماذا؟ لأنكم واجهتم باستبسال حربا متعددة الوجوه: أمنية تمثلت بالفوضى وعدم الاستقرار، وصحية حيث عشتم الخوف من الوباء الذي أسلم الكون للمجهول وسجن الأجساد والنفوس والعقول، واقتصادية لم نزل نعانيها ونتصارع معها… أنتم جنود العزة في ميدان الحياة: من منكم لم يمتحنه الله في هذه السنوات الثلاث بأزمة فقد أو مرض أو ضيقة؟ وها أنتم تتوجون اليوم أبطالا في مجالي العلم والحياة… أقول: لقد اختصرتم طريقكم واكتسبتم خبرة مزدوجة: تحصيل العلم والشهادة الجامعية من ناحية، واكتساب خبرة مواجهة المشكلات والأزمات والمستجدات في حياتكم”.
برو
وأشار راعي الاحتفال في كلمته الى ان السعادة التي يشعر بها في هذه المناسبة قد توازي سعادته بفوزه في الانتخابات النيابية، شاكرا الله على “نعمة النجاح والفرح”. وقال: “هذا الاحتفال يخلق هدفا في كل منزل من منازلكم، فأجمل شيء في هذه الدنيا هي السعادة، واكثر لحظات نعيش فيها أوقات السعادة هي لحظة الانتقال من مكان الى آخر، ومن مجال الى مجال، ومن مرتبة الى مرتبة اعلى. وانني اهنئكم على هذه اللحظة التي تعيشونها الآن، وهي لحظة السعادة التي تنتقلون من خلالها من المجال العلمي والنظري الى ميادين العمل بشكل مباشر. ولكي يستطيع الانسان المحافطة على السعادة كالتي تغمركم الآن يجب ان يكون لديه هدف، فأجمل شيء في الحياة هو ايجاد الهدف. فالله خلقنا كي لا نكون عبثيين في حياتنا، ووجود هذا الهدف في حياة كل شاب وشابة هو بداية النجاح ما بعد التخرج. كما وضعتم امام اعينكم هدف النجاح في مرحلة الدراسة، ان شاءالله الرهان عليكم كبير جدا لكي تصنعوا اهدافا وراء اهداف تغطي كل مراحل حياتكم العملية في مجالات العمل”.
أضاف: “على كل طالب وطالبة ان يكون لديه هدف وهذا الهدف يجب ان يكون له مواصفات تتناسب مع امكانيات البلد وظروفه الخاصة. ليس صحيحا ان الانسان يعيش هدفا نرجسيا أكبر من امكانياته وظروفه الخاصة وامكانيات وظروف البلد. من المفيد جدا ان نعيش دائما اهدافنا وان نسعى لتحقيقها ولكن علينا ان نكون واقعيين قي صناعة هذه الاهداف. ولأنكم المدماك الاساسي في اعادة الامل لهذا البلد فإذا كبرتم اهدافكم ستعيشون الخيبة وعندها ستطفؤون آخر شمعة موجودة في هذا الوطن والتي هي شمعة الشباب والشابات”.
ووجه نصيحة ووصية الى الخريجين بالقول: “كونوا واقعيين في اختيار اهدافكم من اجل ان نحققها سويا. وعليكم ان تتدرجوا بها خطوة خطوة مراعاة للظروف الموجودة، ففي بعض الاوقات إن كبر أحد هدفه يكون مخطئا، وإن صغره يكون أيضا مخطئا وبالتالي التناسب بين امكانيات الخريج والهدف الذي هو بوصلة حياته من الضروري ان يأخذه في الاعتبار”.
أضاف: “وصية أوصي نفسي بها ومازلت أعمل عليها وحتى وأنا على مقاعد الندوة البرلمانية وهي الذهاب الى تعزيز مهاراتنا، السعادة والعلم هو علم وفن، فنحن اخذنا الاول وينقصنا الثاني. الدخول الى مجالات العمل يحتاج الى فن ومهارات لكي نتمكن من خلالها من ترجمة علومنا الى ارض الواقع ولكي تصبح واقعية وتطبيقها سهل. لذا، أدعوكم الى التكثيف من المهارات. طالما ان العمر أمامكم، مكنوا ذاتكم من هذه المهارات وقووا انفسكم كما العسكري في الجيش اللبناني الذي يدرب ذاته عشرين عاما الى اللحظة التي يحتاجه فيها الوطن. هذه المهارة ستجدون من خلالها فرصة ما تستطيعون توظيفها في هذه الفرصة لأن ظروف البلد صعبة جدا والتنافس عال جدا”.
ودعا الخريجين الى “المبادرة وعدم اليأس”، قائلا: “نمر اليوم في وطننا بظروف قاسية وقاهرة، وكل واحد منكم جدد الامل بلبنان هو واهله من خلال تأمين القسط الجامعي والانتقال من المنزل الى الجامعة ومن خلال السهر بالعتمة وعلى الشمعة لتحصيل العلم ومن خلال استكمال الدراسة رغم ظروف وباء كورونا. وكل واحد استطاع الوصول الى ثوب التخرج يجب الا يدخل لا اليأس ولا الاحباط الى قلبه”.
وختم: “إبقوا حاضرين في المبادرات، فاعتمادنا هو على عنصر الشباب. ولا تتحولوا الى شخص ينتظر الحافز بل بالعكس يجب ان يكون لديكم الدافع لأنه اذا كان هناك من ينتظر احدا ان يعطيه هذا الحافز وغاب تشل حركته. كونوا الشعلة الوقادة للذي يعطي الدافع والقوة لوطنكم ومجتمعكم الجديد ولا تتأثروا بالظروف المحيطة بلبنان ومجتمعاتنا الموجودة. انتم امل لبنان الذي يتجدد معكم فكونوا على قدر هذا الامل”.
توزيع الشهادات
وفي الختام، سلم برو وبو رعد الخريجين والخريجات شهاداتهم.