برودة إنتخابيّة في طرابلس رغم كثرة “اللوائح” …إنسحاب الحريري وعزوف ميقاتي بعثر الأوراق
كتبت دموع الاسمر في “الديار”:
اقترب المشهد الانتخابي في دائرة الشمال الثانية ( طرابلس، المنية، الضنية)، من الاكتمال، وعكف المرشحون على استكمال تحضيراتهم وتحريك الماكينات الانتخابية، لكن اللافت للنظر ان الساحة الطرابلسية، لا تزال على برودتها الانتخابية، لم ترتفع حرارتها كالمعتاد في المواسم الانتخابية السابقة، وثمة من يعتقد ان السبب عائد الى مسألة التمويل والضغط المعيشي الذي يرمي اثقاله على المواطنين، عدا عن هاجس لدى المرشحين ينحصر بكيفية نقل الناخبين من مناطق اقامتهم الى صناديق الاقتراع وتشكيل فرق المندوبين وتوزيعهم، ومسألة التمويل هي العقبة – القاسم المشترك بين كافة اللوائح.
وكان من المتوقع، ان يحرك الوزير والنائب السابق محمد الصفدي ماكينته الانتخابية، دعما للائحة تنافس، اللائحة التي تدور في فلك الرئيس ميقاتي، وكان اقرب الى دعم لائحة ريفي – “القوات”، من اي لائحة اخرى، لكنه وكما يبدو انه فضل التريث وعدم التدخل في المعركة طالما ان ليس بينهم من هو مقرب اليه.
ولاول مرة، لم تشهد الساحات كثيرا من صور المرشحين او لافتات وباناوات كبيرة، ولم تنظم المهرجانات الحاشدة سوى بعض المهرجانات المحلية.
وتتوقع اوساط طرابلسية ان ينخفض الاقبال على الاقتراع في ظل عدد اللوائح الانتخابية، مما يخفض ايضا الحاصل الانتخابي.
ولا تخفي المصادر ان غياب الرئيس الحريري وتياره، وعزوف الرئيس ميقاتي عن الترشح شخصيا، انعكس على مستوى الحماس لدى الناخبين، وادى الى تسرب كتل ناخبة من ضفة الى اخرى حيث اعتبر بعض المفاتيح الانتخابية انهم بغياب الحريري وميقاتي باتوا بحل من العهد، وذهب البعض منهم باتجاهات اخرى.
كما ان عزوف الحريري واستقالة البعض من التيار، ادى الى نشوب خلافات في صفوف المستقبليين السابقين، والى سجال فيما بينهم وصل الى حد الشتيمة وتبادل الاتهامات، اثر انجاز مصطفى علوش لائحته.
وتشير المصادر الى بدء تلمس ترددات قرار الحريري بالعزوف هو وتياره، ابرزها تشتت وتبعثر انصاره، وفك العهد معه منذ تقديم استقالاتهم، ورفضهم الالتزام بقراره، وقد نشبت الخلافات التي استحكمت على خلفية تشكيل اللوائح، ومنهم من قرر اللحاق بتيار العزم، او حركة ريفي، او بهاء الحريري، وفي حال عودة الرئيس الحريري الى الحياة السياسية فمن الصعب عودة المتمردين الى صفوف التيار.