خاصأبرزرأي

برودة أميركية تجاه المسعى الفرنسي لوقف النار بين لبنان وإسرائيل

حسين زلغوط
خاص – موقع رأي سياسي:

في الوقت الذي تأخذ فيه الحرب بين العدو الاسرائيلي و”حزب الله” منحى تصاعديا بشكل بات معه الخوف مبررا من إمكانية تدحرج الأوضاع في اتجاه حرب إقليمية، في ما لو كان الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير قويا وإستدعاء ذلك ردا قويا أيضا من طهران، بما يؤدي إلى انخراط الولايات المتحدة الأمريكية فيها بشكل مباشر وعدم اختصار الدعم الذي تقدمه لتل أبيب على الجانب اللوجستي، يلاحظ غياب شبه كامل للحركة الدبلوماسية الفعلية والجدية بحثا عن حل ينهي هذه الحرب، ويسجل فقط إطلالة فرنسية خجولة سعيا لوقف النار، عن طريق اتصالات يجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف من قبل الحزب على مستوى الاتصالات السياسية على غرار ما كان عليه الأمر خلال حرب تموز العام 2006. وهذا التواصل لا يزال في إطار العموميات، ولم تقدم باريس بعد اي اقتراح عملي على طاولة البحث، وبالتوازي يلاحظ برودة على خط السفارة الأمريكية في بيروت التي ما تزال تلتزم الصمت، وان جل ما تقوم به استعجال الرعايا الأميركيين إلى مغادرة لبنان فورا، وتأتي هذه الدعوات المتتالية في إطار الحرب النفسية التي تشارك فيها واشنطن مباشرة وفق ما يقتضيه المشهد السياسي اللبناني وفي الميدان.
ويرجح مصدر وزاري أن يشهد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة قبل نهاية الشهر حركة لافتة في اتجاه العمل على بلورة صيغة ما، من شأنها أن تساعد في إيجاد حل تتوقف معه الألة العسكرية.
واذا كان المصدر يرى أن هناك صعوبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ظل التعنت الإسرائيلي المتواصل، فإنه يعتبر أن المشهد الراهن من الممكن أن يتغير في أية لحظة بفعل ما يمكن أن يحصل في الميدان.
ويلفت المصدر النظر إلى أن الدبلوماسية الفرنسية تتحرك في كل الاتجاهات، وتطالب يوماً بعد يوم، بوضع حد فوري للضربات الإسرائيلية على لبنان، وهي تسعى لعدم حصول توغل إسرائيلي في مناطق واسعة في الجنوب.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس ايمانويل ماكرون هو الرئيس الأوروبي الوحيد الذي اجتمع بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطلب إليه الدفع باتجاه التهدئة، ومنع التصعيد.
كذلك، فإن فرنسا هي القوة الغربية الوحيدة التي حافظت على قنوات تواصل مباشرة مع “حزب الله”، لكنها ما تزال تواجه صعوبة في الضغط على إسرائيل لجرها إلى مفاوضات غير مباشرة مع لبنان تنهي الوضع القائم.
هذا التحرك الفرنسي سيتوج في عقد المؤتمر الذي دعت إليه باريس في الرابع والعشرين من الشهر الحالي لمساعدة لبنان، وسيكون هذا المؤتمر فرصة للرئيس ماكرون لإجراء مروحة من اللقاءات ترمي إلى تحشيد دعم دولي لفرنسا لإنجاح مبادرتها التي لا تزال تتمسك بها والتي تقوم على أسس الالتزام بتنفيذ القرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب بعد تقديم المساعدات له على كل النواحي المالية واللوجستية، مع العلم أن لبنان ابلغ ماكرون على لسان الرئيس بري الإلتزام بذلك شرط أن توقف اسرائيل اطلاق النار.
من هنا فإن حبل التواصل الدبلوماسي مع لبنان ما زال رفيعا، وأن بعض الدول التي يفترض أن تدخل على خط مساعي التهدئة ما تزال تتريث في ذلك وهي تراقب مسار تطور الميدان لكي تبني على الشيء مقتضاه.
كل ذلك يقود إلى القول إنه ما زال مبكرا الحديث عن مبادرات لوقف النار، وان المواقف الإسرائيلية المتتالية في أعقاب هجوم حزب الله على القاعدة العسكرية لجيش العدو الاسرائيلي في بنيامينا جنوب حيفا، يؤشر إلى أن الوضع العسكري إلى تصاعد وان الأيام المقبلة لا تبشر بالخير على الاطلاق.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى